زينب سمارة – حرية برس:
قدّمت البعثة الفلسطينية الدائمة لدى الأمم المتحدة، اليوم الخميس، شكوى رسمية ضد قرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وصرح السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، أن “دولة فلسطين قدمت شكوى حول القدس”. ضد الولايات المتحدة الأميركية، حيث بعثت القائمة بالأعمال بالإنابة السفيرة فداء عبد الهادي ناصر، رسائل متطابقة إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (اليابان)، وللأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة”.
ووجهت البعثة في رسالتها نداء لمجلس الأمن لمعالجة هذه المسألة الحرجة دون تأخير، والعمل بسرعة على الوفاء بمسؤولياته التي تتضمن عدم السماح بالمساس بالقوانين الدولية، التي اخترق ترامب في الأمس الكثير منها. وطالبت الرسالة المجتمع الدولي بضرورة “إعادة التأكيد على موقفه الواضح والقانوني بشأن القدس، وعلى رفضه جميع الانتهاكات التي تمس بهذا المركز القانوني من أي كان ومتى كان”، وحثته على الوقوف بوجه ترامب للعدول عن قراره.
وجاءت الرسالة مدعمة بعدد من قرارات المجلس العديدة المتعلقة بالقدس، بما في ذلك القراران 476 و478 اللذان صدرا عام 1980، واللذان يؤكدان على “عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة، واعترافها بالوضع الخاص للقدس، والحاجة إلى حماية الأماكن المقدسة في المدينة، وتصميمها الواضح على أن جميع التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية التي تتخذها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بهدف تغيير طابع ومركز مدينه القدس ليس لها شرعية قانونية وتشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب”.
كما تضمن القرار 478 تأكيداً واضحاً على أن أي تصرف فردي لكيان الاحتلال بخصوص القدس، يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية. وطالبت الرسالة الدول الأعضاء في مجلس الأمن بعدم الاعتراف بقرار ترامب، والوقوف في وجه أي إجراءات تسعى في مضمونها لتغيير طابع القدس. إضافة إلى أن الرسالة قد أشارت إلى قرار مجلس الأمن الأخير 2334 الصادر عام 2016، والذي يقضي بعدم اعتراف مجلس الأمن بأي تغييرات في خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967، بما في ذلك القدس، إلا في حدود ما يتفق عليه الطرفان.
وبحسب الرسالة فإنه بناء على ما سبق من قرارات فإن “قرار الولايات المتحدة أو أي إجراء آخر يتعارض مع هذه القرارات ليس له أي أثر قانوني، ولا يمكن أن يغير من انطباق القانون الدولي، ولا يعطي لإسرائيل السيادة على القدس طالما أن مركزها القانوني لم يحل بعد، فالقدس الشرقية محتلة منذ عام 1967 وإعلان الرئيس الأميركي لا يغير من هذه الحقيقة”. وأنه قد “بات لزاماً أن ينقل المجتمع الدولي رسالة لا لبس فيها بأن هذا القرار الاستفزازي سيزيد من تشديد التدابير والسياسات الاسرائيلية غير المشروعة في المدينة المحتلة، الأمر الذي يعني مكافأة سلطات الاحتلال ودعم الإفلات من العقاب، وهذا يتناقض تماماً مع الجهود الجارية لتهيئة الظروف اللازمة لأية مفاوضات تهدف للتوصل إلى حل سلمي”.
كما أكدت الرسالة على عدم الاستهانة بتبعات هذه الاستفزازات نظراً لحساسية القدس للشعب الفلسطيني، المسلمين والمسيحيين على حد السواء، وكذلك العرب والمسلمين في كافة أنحاء العالم، نظراً إلى الأهمية الخاصة التي أولاها المجتمع الدولي للقدس بدءاً من قرار التقسيم 181 في العام 1947، وإلى أن أي قرارات أو إجراءات تتجاهل هذه الأبعاد القانونية والدينية والسياسية لقضية القدس سوف تؤدي بالتأكيد إلى تفاقم التوترات وزعزعة الاستقرار مع ما يترتب عن ذلك من آثار وعواقب بعيدة المدى، الأمر الذي يهدد بتحويل هذا الصراع السياسي القابل للحل إلى حرب دينية لا تنتهي والتي سيستغلها المتطرفون بالتأكيد، مما سيغذي التطرف والنزاع في المنطقة وخارجها”. وطالبت الرسالة مجلس الأمن بسرعة اتخاذ الحلول اللازمة لتفادي تفاقم التوتر الحاصل في المنطقة.
يذكر أن مجلس الأمن سيعقد جلسة يوم غد الجمعة بناء على طلب ثمانية دول هي: فرنسا وبوليفيا ومصر وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروغواي، بهدف قيام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتقديم إفادة علنية أمام مجلس الأمن حول قرار ترامب الأخير. وأكدت مصادر على أن الجلسة لن تستطيع مناقشة أي مشروع قرار أو بيان رئاسي لغياب الإجماع، تبعا للموقف الأمريكي، وعدم التحضير لمشروع قرار لطرحه للتصويت غداً.
جدير بالذكر أن كيان الاحتلال لم يكتف بالاستفزاز الذي سببه قرار ترامب بالأمس، حيث أعلن وزير البناء الإسرائيلي لدى حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، عن البدء بمخطط لبناء 14 ألف وحدة سكنية في القدس، منها 7000 وحدة في مستوطنات شرقي القدس، بحسب موقع “عرب 48”. وقال غالانت إن اعتراف ترامب التاريخي قد أزال كل ما يمنع بناء أعداد أكبر من المستوطنات في القدس، وشرق القدس. في خطوة اعتبرها الفلسطينيون استفزازا لمشاعر الشارع الفلسطيني بعد أحداث البارحة.
عذراً التعليقات مغلقة