حرية برس:
أعلن مركز حرمون للدراسات المعاصرة اختتام الدورة الأولى من مسابقة ياسين الحافظ في الفكر السياسي، بعنوان (المثقف في المنطقة العربية: الدور والوظيفة في عالم اليوم)، وأعلن أسماء الفائزين وعناوين البحوث التي استحقت نيل الجائزة.
وحاز على الجائزة الأولى الكاتب الجزائري أحمد التاوتي عن بحثه (المثقف العربي بين النظام، وبين بنية النظام)، والذي سعى من خلال البحث إلى اقتراح مقاربة جديدة في معالجة مفهوم المثقف ودوره وموقفه من الأنظمة، مع تحديد معنى الأنظمة وأنواعها، بدءًا بالرسمي والشعبي فالتاريخي الكامن فيهما. وينطلق من براديغما الصراع وثنائية ضحية/ جلاد، وإرادة تجاوز ذلك إلى انفراج معرفي جديد. يستخدم الباحث ما يميز المجتمع العربي بحقيقة موضوعية عيانية انطلاقًا من جدل العصور لا جدل الطبقات، ومن هنا يرى أن المرحلة تحتاج إلى نوعين من المثقفين؛ المثقف الكوني المستشرف لعلاقات المجتمع بالتاريخ، والمثقف الوسيط المنخرط في النشاط الجواري والتنمية والتصحيح المستمر، وما تضافر جهدهما إلا صورة من صور نسف براديغما الصراع.
ونال الجائزة الثانية الكاتب المغربي عمر التاور عن بحثه (المثقف والوضع العربي الراهن: جدل الحضور والغياب)، والذي يتناول فيه كيف يخرج المثقف من رحم المجتمع وينبغي أن يكون وعيه على صلة بهذا المجتمع، وبذلك يكون ملتزمًا، ويكون وعيه وممارسته متطابقين. فالممارسة وعي والوعي ممارسة. وقد لا يستحق المثقف هذه الصفة إلا إذا نجح في الترجمة عن هذا التطابق بين وعيه الاجتماعي والدور الذي يمارسه تجاه القضايا المطروحة في حقبة ما. ويطرح الكاتب سؤالاً رئيساًهو هل ثمة تطابق بين الوعي الاجتماعي للمثقف العربي والدور الاجتماعي له أم أن تاريخ هذا المثقف يكشف عن أن حضور أحدهما كان مقترنًا على الأغلب بغياب الآخر؟ ويحاول الإجابة عن هذا السؤال وغيره من الأسئلة المتعلقة بالثقافة والمثقف وعلاقتهما بالواقع العربي بعامة والثورة السورية بخاصة.
أما الجائزة الثالثة كانت من نصيب الكاتب السوري جمال الشوفي عن بحثه (كسرُ الأطواق وسؤالُ القيمة: “المثقف” بين هزيمةٍ وتحول – دراسة نقدية مقارنة)، والذي يعتبر فيه أنه لم يكن الربيع العربي بعامة والثورة السورية بخاصة حدثًا أرادته مجموعة من المثقفين أو المغامرين، بل كان لحظة فارقة بصرف النظر عن تجلياته الراهنة. فالثورة التي عبرت عن نفسها من خلال الربيع العربي هي في نظر الباحث روح أمة تبحث وتفكر في مقومات حضورها العصري. حدث ذلك كله في ظل عالم هو قرية كونية موحدة تقنيًّا، ولكنه متفاوت ومتفارق معرفيًّا، ما جعل القدرات التقنية المتاحة للثورة تلعب دورًا مزدوجًا: فهي أداة فعل وإنتاج تارة وأداة تذرير وتشتت تارة أخرى، مع غياب فاضح لقدرة نظريات المعرفة وتواضعاتها النسبية عن رسم الحدود الفاصلة وما يقترن بها من بدائل ممكنة. وهكذا بدا الربيع العربي للباحث لحظة تحول وانقطاع ولحظة استمرار أيضًا في معراج الروح البشري نحو وجوده المفارق والمختلف. يجهد الباحث في التوسل بالتحليل العلمي والتحليل الفلسفي، مازجًا بين الفيزياء والإبستمولوجيا لاستكشاف محتوى القيم المحركة لهذا المسار كله.
- المزيد من التفاصيل حول المسابقة
وتتألف الجائزة من شهادة تقدير ودرع الجائزة ومبلغ مالي قدره 15 ألف دولار أميركي للفائز الأول، و10 آلاف دولار أميركي للفائز الثاني، وخمسة آلاف دولار أميركي للفائز الثالث؛ وكان من المقرر أن يُعلن مركز حرمون عن أسماء الفائزين بالجائزة، في دورتها الأولى، في ذكرى رحيل ياسين الحافظ في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، لكن كاستثناء أُجِّل الإعلان بحكم تمديد فترة المشاركة في الجائزة لمدة شهر بناء على طلب عدد من الباحثين والكتاب.
عذراً التعليقات مغلقة