تسبّب الحصار للمناطق المحررة والملاحقة الأمنية من قبل نظام الأسد لأبنائها إلى تراجع كافة نواحي الحياة المعيشية والزراعية والاقتصادية والتعليمية، وفي ريف حمص الشمالي المحاصر تظهر الآثار واضحة على مهنة تربية النحل التي كانت قد انتشرت بكثرة قبل الثورة في مدن و بلدات الريف.
انخفضت نسبة تربية النحل في الريف الشمالي إلى أكثر من 90% لعدّة أسباب حسب السيّد خضر الأسعد وهو أحد مربّي النحل، يقول الأسعد ل”حرية برس” بأن أهم أسباب تراجع تربية النحل هي ارتفاع أسعار المواد الأولية اللازمة كالشمع و الأدوية وندرتها، الأمر الذي أدى لنقصان كميات النحل المتواجدة سابقاً وعدم تعويضها بخلايا متجددة.
ويؤكد الأسعد بأن غلاء سعر السكر يعد من الأسباب الرئيسة لنقصان النحل حيث يعدّ السكر غذاء رئيسياً للنحل في فصل الشتاء، ويصل سعر كيلو السكر إلى 450 ل.س في الأسواق المحلية، ونتيجة ارتفاع سعره لن يسد الانتاج المصاريف المترتبة على تربية النحل حتى ولو كان الانتاج جيداً فالإقبال على العسل تضائل بشكل كبير لارتفاع سعر الكيلو غرام الواحد من 500 ل.س إلى 5500 ل.س، ولعدم وجود قدرة شرائية لدى الناس، حيث يلاحظ أن تسويق المادة بات قليلاً فالناس همّهم الأول تأمين الخبز والطعام لأطفالهم، أما العسل من منظورهم فهو للأغنياء فقط.
ويشير محدّثنا بأن أحد أهم الأسباب التي أدت لتراجع تربية النحل هو الحصار، إذ لا بدّ من نقل خلايا النحل في المواسم بين المحافظات السورية حسب الفصول، فمثلاً: لا بدّ من نقل الخلايا من ريف حمص الشمالي إلى الساحل السوري في فصل الشتاء لاعتدال درجات الحرارة كما لا بدّ من نقلها في فصول أخرى إلى الشمال حسب المواسم الزراعية، وبسبب عدم سماح قوات الأسد بإخراجها من الريف فقد تضائلت تربية النحل بنسبة كبيرة.
يعتبِر السيد موسى العلي وهو أحد المواطنين بأن العسل من “الكماليات”، إذ أن أطفاله الصغار يسمعون باسمه فقط ولم يسبق أن شاهدوه في المنزل بسبب غلاء سعره، يضيف العلي بأن هنالك ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها كالخبز و الأكل و الدواء.
تجدر الإشارة إلى أن عدد خلايا النحل في ريف حمص الشمالي بلغ قبل الثورة أكثر من 10 آلاف خلية لدى مربّي النحل، وانخفضت لأقل من 1000 خلية في الوقت الراهن.
عذراً التعليقات مغلقة