تناولت صحف أميركية الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا، وتحدثت عن مدينة الطبقة ثاني أكبر مدن محافظة الرقة، وقالت إن القصف الجوي الأميركي تسبب في تدمير مقر التنظيم فيها، ووصفت حال المدينة وأهلها بعد استعادتها من سيطرته.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست من خلال مقال نشرته للكاتب ديفد إغنيشاس إلى الممارسات الوحشية التي كان يمارسها تنظيم الدولة ضد السجناء في هذه المدينة التي تقع في ريفها الغربي على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بجوار سد الطبقة.
وقالت إن كل ما تبقى من آثار تنظيم الدولة في هذه المدينة هو شعارات مكتوبة على الجدران هنا أو هناك، وإنه لمن المبكر جدا القول إن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها بعد استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة، لكن الكثير من أجواء الرعب قد انتهت.
وأضافت أنه جرى تطهير المنطقة من الألغام والأجهزة المتفجرة بدائية الصنع، وأنه يمكن مشاهدة الفتيان وهم يرفعون أصابعهم بإشارات النصر.
وأضافت أنه بينما اختفت مظاهر مقاتلي تنظيم الدولة في المدينة، كان الظهور الأوضح لقوات العمليات الخاصة الأميركية الخميس الماضي وهي ترافق المبعوث الأميركي في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بريت ماكغورك الذي كان يزور المنطقة.
أنقاض الطبقة
وأشارت إلى أن المدينة تغص بالأنقاض، ونسبت إلى الرئيس المشارك في المجلس المدني الجديد في للمدينة أحمد الأحمد وصفه الطبقة بأنها مدينة أشباح، مع لحاق الضرر بنحو 40% من مبانيها. وأضافت أن الدمار لحق بأنظمة الكهرباء وتوزيع المياه والمدارس إلى حد كبير.
وقالت إن الأولاد الصغار الذين تم تلقينهم تدريبات في معسكرات تنظيم الدولة يحاولون العثور على توازنهم أو مكانهم في عالم جديد، حيث “انتهت عمليات قطع الرأس وهتاف الشعارات الإسلامية”.
وقالت إن الناظر إلى وجوه الناس من أهالي المدينة يلحظ أنهم في دهشة مما يجري، لكنهم على أمل في المستقبل، ويشعرون كأنهم استيقظوا من كابوس.
ومضت الصحيفة في الحديث بإسهاب عن المظاهر الأخرى في المدينة المدمرة وعن دور المجلس البلدي الذي تم تشكيله حديثا، الذي أنشأته القوة العسكرية التي يقودها الأكراد.
كما تحدثت عن المظاهر الأمنية ووصول أول شحنة من الأغذية الأميركية الأربعاء الماضي، وعن غير ذلك من القضايا المختلفة المتعلقة بهذه المدينة التي استعيدت من سيطرة تنظيم الدولة.
كما تحدث صحيفة نيويورك تايمز -من جانبها- عن المظاهر ذاتها لهذه المدينة، وأشارت إلى أقوال بعض ساكنيها من الشباب الذين تحدثوا عن السنوات المظلمة من العيش في كنف تنظيم الدولة.
وأشارت إلى الحاجات الضرورية لأهالي مدينة الطبقة كالماء والكهرباء والوقود والمخابز الكبيرة، وقالت إن الأمل يحدو أهالي الطبقة في عيش أفضل.
لكن البعض يخشى عودة تنظيم الدولة للاقتصاص منهم، في ظل تنديدهم العلني بالتنظيم، وذلك في أعقاب فقدانه السيطرة على المدينة ورحيله عنها.
- المصدر: الجزيرة – الصحافة الأميركية
عذراً التعليقات مغلقة