قدمت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي، مشروع قانون من أجل إدانة وفرض عقوبات على كل جهة أو دولة تدعم “الإرهاب الدولي الفلسطيني” وحركتي حماس والجهاد الإسلامي على وجه الخصوص. واستهدف مشروع القرار بشكل خاص دولة قطر، خصوصاً وأنه يأتي وسط حملة إعلامية شرسة عليها، عقب قرصنة الوكالة الرسمية للأنباء وفبركة تصريحات للأمير، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ويصعب فصل مشروع القانون المطروح في 24 مايو/أيار الحالي، أمام الدورة الحالية للكونغرس الأميركي، تحت عنوان “فرض عقوبات على ممولي الإرهاب الفلسطيني”، عن الحملة التي تشنها مجموعة من العواصم العربية، خصوصاً من أبو ظبي والرياض والقاهرة ضد الدوحة، إذ يستخدم نصّ مشروع القانون المقدم من عضو الكونغرس الجمهوري بريان ماست، المصطلحات نفسها التي “تتهم” بها قطر، على خلفية دعمها للمقاومة الفلسطينية، واستضافتها قيادة حركة حماس، المستهدفة بمشروع القانون المذكور.
ويناقش الكونغرس المشروع في دورته التي افتتحت أخيراً، وهو موجه بالدرجة الأولى نحو حركة “حماس”، التي يذكر مشروع القانون بأنها مصنفة على لوائح وزارة الخارجية الأميركية للإرهاب منذ أكتوبر/تشرين الأول 1997، ثم دولة قطر التي يذكرها المشروع خمس مرات بزعم تقديمها دعماً مادياً للحركة الفلسطينية، وعلى خلفية استضافتها قيادة الحركة في الدوحة.
وهاجم المشروع قطر باعتبارها ممولاً رئيسياً لحركة “حماس”، وكونها تستضيف عدداً من كواد الحركة الأساسيين، وعلى رأسهم القائد العام السابق، خالد مشعل.
وافتتح القائمون على المشروع ورقة المقترح، بزعم أن “حماس” منظمة إرهابية أجنبية ومصنّفة على وجه التحديد من قبل حكومة الولايات المتحدة باعتبارها إرهابية عالمية، وأنّها مسؤولة عن مقتل أكثر من 400 إسرائيلي وما لا يقل عن 25 مواطناً أميركياً.
وادّعى المشروع، أنّ قطر تمول منذ سنوات حركة “حماس”، مشيراً إلى أن الحركة أعلنت عن وثيقتها الجديدة من الدوحة. واعتبر القرار الوثيقة مجرد محاولة لإظهار وجه جديد من خلال العودة إلى حدود عام 1967، لكنها مع ذلك ما زالت تحمل مضمون الوثيقة الأساسية، الداعية إلى “الإرهاب” وتدمير إسرائيل.
وبالإضافة إلى قطر، فقد ادعى مشروع القرار أن حماس تتلقى دعماً من إيران وجهات أخرى، وادعى مقدمو المشروع أن طبيعة الأسلحة التي تحوزها “حماس”، والتي تصدت لها أنظمة الدفاع الإسرائيلية في أوقات سابقة، تؤكد تلقيها مساعدة من هؤلاء الداعمين.
وافترض القائمون على المقترح، أنه على الرغم من الخلافات بين حماس وإيران في ما يتعلق بالأزمة السورية، إلا أن الشراكة بينهما لم تنقطع.
ونقل النص تصريحات للقيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، قال فيها إن “الدعم الذي تقدمه إيران للمقاومة الفلسطينية سواء كان في مجال الخدمات اللوجستية أو التدريبات أو الأموال لا مثيل له”. ولم توضح الوثيقة تاريخ المقابلة أو على أي قناة تلفزيونية.
ولم يقتصر المشروع على الجهات التي تدعم “حماس”، ولكنه يقترح فرض عقوبات على كل من يقدم مساعدات لحركة “الجهاد الإسلامي” أيضاً.
وزعم المشروع أن “دعم الإرهاب الفلسطيني هو عقبة أمام حل الدولتين ويقلل من احتمال إقامة سلام دائم ومستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. ودعا إلى تطبيق سياسة الولايات المتحدة في منع حماس أو الجهاد الإسلامي أو أي جهة تابعة لهما أو واقفة خلفهما من الوصول إلى شبكات الدعم الدولية التابعة لها.
وطالب المشروع، مستنداً إلى القانون الدولي لمنع الإرهاب، من الرئيس أن يقدم إلى الكونغرس تقريراً سنوياً يحدد الأشخاص أو الوكالات أو الأدوات التابعة لدولة أجنبية تساعد لوجستياً أو مادياً حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني أو أحد المنتسبين لهما أو المنتسبين لداعميهما.
ويطالب مشروع القرار بفرض عقوبات اقتصادية على الجهات الداعمة، تتضمن حظر التصدير والاستيراد، تحديداً حظر صفقات الأسلحة والتبادل الأمني، وكذلك حظر القروض ومصادرة الممتلكات في الولايات المتحدة.
كما يطالب مشروع القانون الرئيس بتقديم تقرير إلى الكونغرس عن كل حكومة تقدم الدعم لـ”حماس” أو “الجهاد الإسلامي” الفلسطيني أو أي منظمة تابعة لهما أو تدعمهما. وبعد تحديد الحكومات، يجب على الرئيس تعليق المساعدة الأميركية لهذه الحكومة لمدة سنة واحدة، وإصدار تعليمات للمدراء التنفيذيين لكل مؤسسة مالية دولية بالتصويت ضدّ أي قرض أو مساعدة تقنية لتلك الحكومة لمدّة سنة.
ورغم أن مشروع القرار لا يذكر حركة “الإخوان المسلمين” بالاسم، إلا أن المصطلحات التي يستخدمها تشبه إلى حد بعيد ما يتم كتابته وقوله من قبل أطراف الحملة الموجهة اليوم ضد قطر، والتي تركّز على ما تقول إنّه دعم قطري للمقاومة الفلسطينية التي تعتبرها بعض العواصم العربية، مثل أبو ظبي والقاهرة، إرهابية.
وقد نشطت في الفترة الماضية، تحديداً منذ شهر، حملة في الإعلام الأميركي ضدّ دولة قطر، ترجمت بنشر عدد كبير من المقالات ضدها، وتنظيم ندوات ومؤتمرات يتم الاستعانة بها بشخصيات سياسية أميركية وعربية، تمثل تقاطعاً بين اللوبيين الأميركي وذلك التابع لأبو ظبي في الولايات المتحدة.
وتصرف دولة الإمارات سنوياً 14 مليون دولار للتعاقد مع شركات علاقات عامة وسياسيين ومراكز أبحاث ومؤسسات إعلامية، لتجميل صورة هذه الدولة في أميركا، ولمهاجمة من ترغب أبو ظبي بمهاجمتهم وفق أجندتها السياسية. وغالباً ما تتم الاستعانة بشخصيات إسرائيلية أو أميركية ـ صهيونية في المؤتمرات والندوات التي تكون وجهتها مهاجمة قطر، مثلما حصل قبل أيام في استضافة المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، في ندوة مؤتمر “منظمة غينزا” في واشنطن تحت عنوان “هل ينبغي إغلاق قاعدة العديد الأميركية في قطر”؟
- المصدر: العربي الجديد
عذراً التعليقات مغلقة