توعدت تركيا وعلى لسان المتحدث باسم الحكومة، نعمان كورتولموش، بملاحقة تنظيم الدولة، وذلك في أعقاب تبني التنظيم لعملية الهجوم على ملهى ليلي في إسطنبول أثناء الاحتفال بليلة رأس السنة؛ ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة العشرات.
وكان التنظيم قد تبنى العملية في بيان له، واصفاً الشخص الذي قام بالتنفيذ بأنه “جندي من جنود الخلافة”، وأن هذه العملية “تأتي استمراراً للعمليات المباركة ضد تركيا”، التي وصفها البيان بأنها “حامية للصليب”.
ولم يذكر بيان التنظيم اسم المهاجم، إلا أنه أشار إلى استخدامه قنابل وأسلحة رشاشة في الهجوم، كما لم يوضح إن كان الهجوم مستوحى من توجيهات التنظيم أو أنه بفعل منفرد.
ولا تزال السلطات التركية تواصل عملية البحث عن الجاني، حيث تم اعتقال 8 أشخاص يعتقد بعلاقتهم بمنفذ الهجوم.
وأعلنت السلطات التركية عن صورتين لشخص يعتقد أنه المنفذ، وذلك بعد إفراغ الكاميرات الأمنية، وكان الشخص المتهم قد بدا وفقاً لتلك الصور حليق الحية، ذا شعر داكن، ويرتدي معطفاً شتوياً.
المتحدث باسم الحكومة التركية، قال خلال مؤتمر صحفي إن الهجوم يعطي رسالة مهمة بأن عام 2017 سيشهد تهديداً كبيراً لتركيا، و”يجب أن نرد على تلك الرسالة بالقول: سوف نقتحم كهوفكم الخاصة أينما كنتم”.
صحيفة حرييت التركية، نقلت عن مصادر أمنية قولها إن المسلح يمكن أن يكون من قرغيزستان أو إحدى دول آسيا الوسطى.
تنظيم الدولة كان قد صعّد وعلى لسان زعيمه أبو بكر البغدادي من لهجته ضد تركيا، وذلك بعد سنوات من العلاقة المعقدة بين أنقرة والتنظيم الناشط في سوريا والعراق.
إلا أن العام الماضي شهد استثناء؛ فلقد ضربت تركيا العديد من التفجيرات الإرهابية دون أن يتبناها التنظيم، قبل أن يعلن التنظيم مسؤوليته عن التفجير الذي ضرب ثكنة عسكرية تركية في جنوبي شرقي البلاد خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويرى محللون أن تنظيم الدولة سار على خيط رفيع في تركيا، وذلك في محاولة منه لتحقيق التوازن وعدم استعداء الدولة التركية، بحسب ما تشير إليه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
لقد دعمت تركيا الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد في سوريا، ورأى بعض المحللين أنها كانت تدير العديد من فصائل المعارضة في سوريا، غير أن السياسة التركية تغيرت بعد أن بدأت العمل على تأمين حدودها، وأيضاً تحت ضغط حلفائها.
حيث تدخلت أنقرة تدخلاً عسكرياً مباشراً في سوريا منذ أغسطس/آب الماضي، الأمر الذي مثل بالنسبة لتنظيم الدولة تحولاً دفعه إلى الرد من خلال سلسلة من العمليات المسلحة.
مسؤولون أمريكيون في الاستخبارات كانوا قد حذروا، في 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من إمكانية قيام الجماعات المسلحة وتحديداً تنظيم الدولة، بشن هجمات في تركيا، وهو التحذير الذي جاء عقب ثلاثة أيام من اغتيال السفير الروسي في أنقرة على يد مسلح ردد هتافات “الله أكبر.. لا تنسوا سوريا.. لا تنسوا حلب”.
عذراً التعليقات مغلقة