
بدر المنلا _ حرية برس
استضاف فندق سفير حمص دورة جديدة من بازار أفكار، وهو الفعالية التي باتت تشكّل مساحة مهمة لعرض المنتجات المحلية ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خصوصاً تلك التي تديرها النساء والحرفيون الذين يعتمدون على مهاراتهم اليدوية.
والتقى مراسل “حرية برس” عدداً من المشاركين والزوار والمنظمين، الذين قدموا رؤيتهم حول أهمية هذه الفعالية، ودورها الاجتماعي والاقتصادي في مدينة حمص.
وأوضح “إبراهيم شرف الدين”، ممثل شركة سوفت قطن الراعي الرسمي للفعالية، أن هدفهم الأول من الرعاية هو التعريف بوجودهم داخل السوق السورية، إلى جانب دعم المشاريع الصغيرة والحرفيين.
وقال “شرف الدين” إن معمل الشركة الرئيسي موجود حالياً في مصر، لكنهم يطمحون لافتتاح معمل في سوريا قريباً، مشيراً إلى امتلاك الشركة صالة في حمص، مع خطط لافتتاح صالات بيع تمتد إلى مختلف المحافظات.
وأوضح أن الشركة ترى في دعم البازارات فرصة لتعزيز حضور المشاريع الإبداعية، خاصة أن العديد من العاملين في الحرف اليدوية لا يملكون محلات خاصة، والبازار يشكل لهم فرصة للوصول إلى الجمهور وعرض منتجاتهم أمام شريحة واسعة من الزوار.
من جانبها، تحدثت “نورا الرفاعي”، منظمة بازار أفكار، مشيرة إلى أن هذه الدورة تضم أكثر من 50 مشتركاً في مجالات متنوعة تشمل صناعة الصابون، منتجات الصوف، الإكسسوارات، الأشغال اليدوية، المنتجات المنزلية وغيرها.
وأكدت أن الهدف من البازار هو تعزيز التسويق للمشاريع الصغيرة وتنمية قدرات أصحابها، وخاصة السيدات اللواتي يشكلن الشريحة الأكبر من المشاركات.
وأوضحت الرفاعي أن هناك مشاركين من خارج مدينة حمص، إضافة إلى مشاركين دائمين استطاعوا أن يبنوا لأنفسهم اسماً كـ”براند” محلي معروف ضمن فعاليات البازارات.
وأضافت أن شركة سوفت قطن كانت الراعي الرسمي لهذه الدورة، وقدمت دعماً مهماً في الجانب الإعلاني والتسويقي للحدث.
من بين المشاركين، تحدثت “فاتن الشليل”، صاحبة مشروع عبق لتنسيق الهدايا والأعمال المدرسية، وأكدت أن مشاركتها تهدف إلى تقديم وسائل تعليمية حديثة للمدارس وطرح أفكار جديدة ومتنوعة تخدم العملية التعليمية، مشيرةً إلى أنها تعمل أيضاً على أفكار للمناسبات والهدايا والاحتفالات الوطنية.
واعتبرت الشليل أن الإقبال كان مميزاً، وأن معظم الزوار أبدوا إعجابهم بالمنتجات المعروضة داخل جناحها وفي البازار بشكل عام.
أما “لونا أرناؤوط”، المشاركة باسم مطبخ الأكابر، فبيّنت أن مشروعهم يقدم مختلف أنواع الطبخ الشرقي والغربي، إضافة إلى خدمات الضيافة الخاصة بالمناسبات.
وقالت: إن مشاركتهم في البازار جاءت لتعريف الناس بالمطبخ وما يقدمه من أصناف مميزة، مؤكدة أن الإقبال كان جيداً ومتنوّعاً، وأن الزوار تفاعلوا بشكل إيجابي مع الأطباق المعروضة.
وتحدثت “روان سيد سليمان”، صاحبة مشروع أثر للوحات الفنية اليدوية، عن مشاركتها الأولى في البازار.
ووصفت التجربة بأنها خطوة مهمة لتعريف الجمهور بعملها الفني بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي، معتبرة أن رؤية اللوحات على أرض الواقع تعطي انطباعاً أكثر واقعية للزوار وتسمح لهم بتقييم الجهد الفني المبذول.
وأوضحت أن الإقبال كان جيداً رغم حداثة المشروع، وأن هذه المشاركة تشكل بداية انطلاق حقيقية لعملها الفني.
وعلى صعيد آراء الزوار، قالت “شيماء أمين الفتوى”، مدرسة لغة إنكليزية، إنها وجدت البازار “رائعاً من حيث التنظيم” وأنه ليس مجرد فعالية تجارية فحسب، بل يحتوي على الكثير من الإبداع، خاصة في الأعمال اليدوية التي وصفتها بأنها “قطع فريدة” يشعر المشتري أنها ليست منتجات تجارية مكررة.
وأعربت عن إعجابها بشكل خاص بالأركان التي تتضمن استراتيجيات التعلم النشط بحكم علاقتها بالقطاع التعليمي، لكنها لاحظت أن الإعلان عن البازار لم يكن واسعاً، موضحة أنها علمت بالفعالية عبر أقاربها.
كما شاركت الزائرة “بيان”، وهي طالبة جامعية، تجربتها مع البازار، ووصفت فكرته بأنها “ممتازة” لأنها تتيح للزائر العثور على أغلب احتياجاته في مكان واحد، إضافة إلى اكتشاف محلات أو مشاريع لم يكن يعرف عنها مسبقاً، خصوصاً أن الكثير من هذه المشاريع تعمل عبر الإنترنت فقط.
وأضافت أن البازار يضم منتجات متنوعة بأسعار متفاوتة وعروضاً ومسابقات وجوائز، ما يجعله تجربة ممتعة للزوار. وأشارت إلى أن البازارات أصبحت بمثابة “مول مصغّر” يوفّر متنفساً للناس في ظل الظروف الاقتصادية وعدم وجود تطور كبير في المراكز التجارية، وخاصة للنساء اللواتي لا يفضلن الذهاب إلى الأسواق المزدحمة.
وذكرت أن حركة الزوار كانت أكبر في فصل الصيف بسبب وجود المغتربين وكثرة الخروج، بينما تتأثر الآن بارتفاع الأسعار الذي يدفع الناس للتركيز على الأساسيات فقط.يقدّم بازار أفكار نموذجاً مهماً للدعم المجتمعي والاقتصادي في مدينة حمص، عبر توفير مساحة تتيح للمشاريع الصغيرة والحرف اليدوية أن تصل إلى الجمهور وتبني حضوراً داخل السوق المحلية.
ويبدو من خلال تنوع المشاركات والإقبال الذي يحظى به البازار أنّه بات فعالية راسخة ينتظرها الكثيرون، سواء من أصحاب المشاريع أو من الزوار.








