حرية برس:
خرجت مظاهرات في عدد من المدن في سوريا، اليوم الأربعاء، بناء على مزاعم بالاعتداء على مقام للطائفة العلوية في مدينة حلب.
وأفاد مراسل حرية برس في حمص أن مظاهرات انطلقت في وقت واحد في مدن حمص وحلب واللاذقية وطرطوس وجبلة والقرداحة وسلحب وفي حي المزة في دمشق، على خلفية مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لاعتداء على مقام “أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي” في حلب.
وأضاف مراسلنا أن أشخاص من فلول النظام تداولوا مقطع قديم لاعتداء على مقام في حلب ومن بينهم إعلامي موال للنظام يدعى “وحيد يزبك” والذي حرض على خروج مظاهرة في حمص، ليتجمع الأهالي من الأحياء العلوية في إحدى ساحات المدينة.
وتابع أن المتظاهرين هتفوا بعبارات طائفية، كما اعتدوا بالضرب على أحد الصحفيين أثناء تواجده في المنطقة، لتدخل القوى الأمنية على الفور لملاحقة الأشخاص الذين هتفوا ورفعوا لافتات تحمل عبارات طائفية، ليتم إطلاق النار من قبلهم على عناصر القوى الأمنية ولم تستطع القبض عليهم.
وتم فرض حظر تجول في مدينة حمص، واستدعاء تعزيزات من إدارة العمليات العسكرية لملاحقة المحرضين ومطلقي النار في أحياء عكرمة والحضارة والنزهة ووادي الذهب وإلقاء القبض عليهم، وسط أنباء عن مناوشات بين مسلحين وإدارة العمليات.
كما خرجت مظاهرات مماثلة في مدينة طرطوس، وتجمع المتظاهرين أمام مبنى المحافظة وهم يهتفون بعبارات طائفية تستنكر حرق المقام التابع للطائفة العلوية.
وقال مراسل حرية برس أن مسلحين من فلول النظام المخلوع أطلقوا النار على القوى الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم قبل أن يتم فرض حظر تجول ووصول تعزيزات لملاحقة المسلحين.
بيان لشيوخ من الطائفة العلوية من مقام الخصيبي في حلب
وأصدر “عمار محمد وأحمد بلال” خادما مقام الشيخ “أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي” بياناً يوضحون فيه حقيقة مقطع الفيديو الذي يظهر الاعتداء على المقام ويطالبون أبناء الطائفة العلوية بضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتنة.
وأكد البيان أن مقطع فيديو حادثة الاعتداء قديم وقع إبان تحرير حلب من قبل إدارة العمليات العسكرية، وأنه تم التواصل مع “أعيان الطائفة ومع الجهات المعنية لضبط و محاسبة المسؤولين عن هذا العمل”.
وأشار إلى أن “نشر الفيديو في هذا التوقيت يقصد منه إثارة الفتنة ودفع الناس إلى فعل يهدم السلم الأهلي”.
دعا البيان الجميع إلى “ضبط النفس والتحلي بالعقل والحكمة وإفساح المجال لأعيان الطائفة الذين يتواصلون مع الجهات المعنية لمحاسبة من يقف وراء هذا الاعتداء ومنع تكرار مثل هذه الأفعال”.
وزارة الداخلية توضح حقيقة الفيديو المتداول لحادثة الاعتداء على المقام
من جهتها، أكد المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية بحكومة تصريف الأعمال “أن الفيديو المتداول حول مقام الشيخ أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي في حلب هو فيديو قديم يعود إلى فترة تحرير المدينة”.
وأشار إلى أن المجموعات التي ظهرت فيه كانت مجهولة، موضحاً أن الأجهزة الأمنية تعمل بشكل مستمر لحماية الممتلكات والمواقع الدينية في البلاد.
وأضاف أن الهدف من إعادة نشر هذه المقاطع هو إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا.
وتأتي هذه الأحداث عقب تصريحات لوزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي” قال فيها إنه “من المبكر للغاية الحكم على مستقبل سوريا، حيث يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي هناك”، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”.
وتوعد قائلاً “من يعتقدون حاليا بتحقيق انتصارات مؤكدة، لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان”.