تداولت أوساط إعلامية لبنانية أنباء حول هروب عدد من مجرمي نظام الأسد المخلوع إلى لبنان، منهم مسؤولين أمنيين وسياسيين، ما اعتبرته هذه الأوساط خطرا يرتب على الدولة اللبنانية مسؤولية تعرضها للمساءلة القضائية الدوليّة لتسهيلها تهريب المطلوبين والمُلاحقين بجرائم الحرب.
وذكرت صحيفة المدن عن تقارير تفيد بأن بعض هؤلاء الفارين لجأ إلى لبنان وسكن فنادق بيروت وشققاً في الضاحية الجنوبيّة، بينما تُفيد تقارير أخرى عن مرور هؤلاء بالأراضي اللبنانية وهربهم عبر مطار رفيق الحريري الدولي إلى جهاتٍ غير معروفة حتّى اللحظة.
وأشارت “المدن” إلى أنه بُعيد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، شهدت الحدود اللبنانيّة-السوريّة حركة نزوح كثيفة، وغادر آلاف السوريين (المعارضين للنظام) الأراضي اللبنانيّة متوجهين نحو سوريا احتفاءً بهروب الأسد. وأيضًا، لجأ إلى لبنان آلاف السوريين المؤيدين للنظام خوفًا من تعرض حياتهم للخطر في سوريا بعد هروب الأسد.
وبحسب مصادر رسميّة ذكرت “المدن” أن اللواء إلياس البيسري، أصدر مذكرة بحق الضابط في الأمن العام، أحمد نكد، رئيس مركز المصنع الحدوديّ، (المقرب من قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري ماهر الأسد) تقضي بمنحه إجازة واستبداله بالضابط إيهاب الديرانيّ لمتابعة المهام في المركز. وذلك بعد التداول بمعلومات تفيد أن البيسري تلقى اتصالات عديدة من سفارات غربية حول دخول مسؤولين سوريين من نظام الأسد إلى لبنان. وتضيف المصادر إلى أن “البيسريّ طلب من نكد تسليم الديراني المهام خلال مدة 48 ساعة، وعلى هذا الأساس نفذت المذكرة اليوم الخميس 12 كانون الأول، بعد يومين على صدورها”. وحسب المصدر “لا صحة لما يتداول به حول قيام نكد بتهريب المسؤولين إلى لبنان بالتعاون مع حزب الله”.
وتناقلت وسائل إعلام لبنانية عدة أسماء لضباط تابعين لنظام الأسد المخلوع دخلوا الأراضي اللبنانيّة، بتسهيلات من مليشيا حزب الله، ويتواجدون في فنادق معروفة في العاصمة بيروت، وفي الضاحية الجنوبيّة، وأفادت “المدن” نقلاً عن مصدر أمني من الأمن العام أن “جميع من دخلوا الأراضي اللبنانية، دخلوا بطريقة شرعيّة وفقًا للأصول، ولم يتم السماح لأي شخص بتجاوز الحدود اللبنانيّة بطريقة مشبوهة، وهناك الآلاف الذين يعبروا الحدود اللبنانيّة بشكل يوميّ”.
ووفقًا لمصادر قضائية لـ”المدن” فقد “دخل 8000 شخصًا من الجنسية السورية الأراضي اللبنانيّة بعد سقوط الأسد، و5000 شخصًا منهم غادروا الأراضي اللبنانيّة عبر مطار رفيق الحريري الدولي، أي أنهم اتخذوا لبنان مسارًا لوجهتهم المقبلة”، ما يعني أن لبنان كان نقطة “الترانزيت”.
وفي المقابل، لا تخفي مصادر أمنية لـ”المدن” إمكانيّة لجوء الشخصيات السياسيّة السوريّة إلى وسائل غير شرعية للدخول إلى لبنان. من خلال الدخول بأسماء وهميّة، أو جوازات سفر مزورة، ما يستلزم وقتا طويلا ليتم تأكيده.
وكان الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، الذي يقوده تيمور جنبلاط، نجل الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، حذر في بيان يوم الثلاثاء الماضي، من خطورة تحويل لبنان إلى ملاذ آمن لقيادات تنتمي إلى النظام السابق في سوريا.
وجاء في بيان الحزب “بعد ورود أخبار عن هروب بعض قيادات النظام المخلوع في سوريا إلى لبنان عبر المعابر الشرعية، أو عبورهم من لبنان إلى دول أخرى، ننبه من خطورة تحويل لبنان إلى ملجأ آمن لهؤلاء المسؤولين عن كثير من الجرائم بحق لبنانيين وسوريين”.