قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده تهدف إلى تطهير خمسة آلاف كم مربع، شمالي سوريا، من الإرهاب؛ لتكون منطقة آمنة يُحظر فيها الطيران.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية للرئيس التركي مع قناة “روتانا خليجية”، بثت مساء الأحد، وتناول خلالها آخر المستجدات الإقليمية.
وأضاف أردوغان: “نستهدف تطهير خمسة آلاف كم مربع شمالي سوريا لكي تكون خالية من الإرهاب وتصبح هذه المنطقة آمنة ويكون فيها حظر لحركة الطيران ويعود سكانها إليها وتحميها قوات أمنية من سكان المنطقة”.
وأفاد بأن بلاده تعاونت مع المعارضة السورية المعتدلة، وتمكنت من تطهير مدينة “جرابلس″، شمالي سوريا، من تنظيم “داعش”، وبدأ الأهالي بالعودة إليها.
وأكد في هذا الصدد أن “جرابلس لسكناها من العرب، وهناك ما بين 30 و40 ألفا من سكانها رجعوا إليها”.
ودعماً لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/ الماضي، حملة عسكرية تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير مدينة جرابلس والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها.
ونجحت العملية، خلال ساعات من إطلاقها، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة “داعش”.
على صعيد متصل، قال أردوغان إنه سيجري اتصالات بنظيره الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما لبحث إمكانية تطبيق هدنة جديدة في سوريا.
وشدد في الوقت نفسه على ضرورة رحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي “قام بقتل 600 ألف من مواطنيه؛ لذلك لا يمكن أن يبقى”.
ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة؛ تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه لم يتطرق لموضوع تسليح المعارضة السورية المعتدلة بمضادات الطيران خلال لقائه مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، الذي أجرى زيارة إلى تركيا قبل أيام.
واتهم أردوغان في الوقت نفسه الأمريكان بتزويد منظمات إرهابية في سوريا مثل “ب ي د” (الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية) بأسلحتهم وينزلونها لهم بطائراتهم، مضيفا: “وعندما نواجههم بالأمر يقولون لنا: (هؤلاء يحاربون داعش)، لا داعي أن نخدع بعضنا البعض”.
وبشأن اللاجئين السوريين، قال أردوغان: “أنفقنا 12.5 مليارات دولار على إخواننا اللاجئين (السوريين) وهذا واجبنا الإنساني والإسلامي في حين أن الغرب يتهرب من المسؤولية والمنظمات الدولية أنفقت فقط 520 مليون دولار عليهم”.
وتتصدر تركيا دول العالم من حيث عدد اللاجئين، إذ تستضيف قرابة 3 ملايين لاجئ، بينهم 2.7 مليون سوري، يشكلون 12% من مجموع سكان سوريا قبل الحرب، ويعيش نحو 270 ألفًا منهم ضمن مخيمات اللجوء، فيما ينتشر الباقي في العديد من الولايات التركية، حسب بيانات رسمية تركية.
- الأناضول
عذراً التعليقات مغلقة