ماذا تعرف عن التوحّد.. أعراضه وأنواعه

ساجدة يحيى5 أغسطس 2024آخر تحديث :
ترجمة: ساجدة يحيى
يمكن تمييز الطفل المصاب بالتوحّد من خلال معرفة تفاعلاته الاجتماعية والشخصية

التوحد؛ ويدعى أيضًا اضطراب طيف التوحد (autism spectrum disorder) هو اعتلال مزمن يتضمن مشاكل في التواصل والسلوك؛ وتستخدم كلمه الطيف هنا نظرًا لاختلاف طرق تأثيره، واختلاف درجاته بين المصابين.

يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من صعوبات في التواصل؛ وفهم تفكير ومشاعر الآخرين، مما يجعل التعبير عن النفس أمرًا صعبًا عليهم، سواء باستخدام الكلمات؛ أو تعابير الوجه، أو الإيماءات أو اللمس.

ربما يعاني المصابون بالتوحد من صعوبات بالتعلم، لكن مهاراتهم تنمو بشكل غير متساو، على سبيل المثال: قد يواجه المصابون مشكلات في التواصل؛ لكنهم في نفس الوقت بارعون في الموسيقى، أو الرياضيات، أو الأشياء التي تتطلب ذاكرةً جيدة، لذلك يبدعون في اختبارات التحليل وحل المشاكل.

الكثير من الأطفال الآن شُخصوا بالتوحد، أكثر من السابق، وقد ترتفع أرقام المشخصين به نظرًا لاختلاف طرق التشخيص، وليس لأن المزيد من الأطفال مصابون به فعليا.

التوحد المنخفض مقابل التوحد عالي الأداء

كل إنسان مصاب بالتوحد يتأثر بطريقة مختلفة، بعض الأشخاص يواجهون تحدياتٍ في التواصل الاجتماعي، والتعلم، والقدرة على التواصل؛ وربما يحتاجون إلى المساعدة على أداء الواجبات اليومية، وفي بعض الحالات ليس لديهم القدرة على البقاء وحدهم؛ وهذا ما يطلق عليه التوحد منخفض الأداء (low functioning autism).

وبعض الأشخاص يعانون من الأعراض بدرجة أقل؛ غالبا ما يكون أداؤهم جيدًا في المدرسة، ويعانون من صعوبات بسيطة في التواصل، وهذا ما يطلق عليه التوحد عالي الأداء (high functioning autism)، لكن استخدام هذ المصطلح قد يبدو مهينًا، لذا من الأفضل تجنبه، واستخدام مصطلحات مزيد من الدلالات (more significant)، أو القليل من الدلالات less significant)).

أعراض التوحد autism symptoms:

تظهر أعراض التوحد قبل أن يبلغ الطفل الثالثة من عمره، وبعض الأطفال يظهرون إشارات منذ الولادة، وتتضمن الأعراض الشائعة:

* قلة التواصل البصري

* انخفاض معدل الاهتمام بمواضيع معينة

* الحساسية العالية للأصوات واللمس والروائح والأماكن التي قد تبدو عاديةً للآخرين

* فعل الشيء مع تكراره مرارًا؛ مثل تكرار الكلمات والمقاطع أو الهز ذهابًا وايابًا،

* عدم النظر أو الاستماع للآخرين

* عدم النظر الى الأشياء عندما يشير الآخرون للشخص المصاب

* لا يحب أن يُحمل او أن يُحضن

* مواجهة صعوبات في الفهم أو استخدام الكلمات؛ أو تعابير الوجه، أو نبرة الصوت

التحدث بطريقة الغناء أو نبرة الرجل الآلي

* صعوبة تقبل التغيرات في الروتين اليومي

* بعض الأطفال المصابين بالتوحد ربما يعانون من نوبات.

أنواع التوحدAutism types”:

* متلازمة اسبرغر Asperger syndrome :

يسجل الأطفال المصابون بهذه المتلازمة معدلات عالية في اختبارات الذكاء، لكنهم قد يواجهون صعوبات في المهارات الاجتماعية ونطاقا ضيقًا من الاهتمامات .

* اضطراب المتوحد autistic disorder:

وهو الاضطراب الذي يخطر على بال الكثيرين عند سماع كلمة توحد، ويتضمن التأثير على التواصل وردود الأفعال ويظهر في الأطفال فوق الثالثة.

* اضطراب الطفولة التحللية أو التحطم الطفولي childhood disintegrative disorder:

ينمو الأطفال المصابون بهذا الاضطراب طبيعيا خلال أول عامين من عمرهم؛ ثم يخسرون جزءًا أو معظم مهارات التواصل لديهم.

*الاضراب النمائي الشامل  pervasive developmental disorder:

وهنا يحدد الطبيب إذا كان الطفل لديه أحد تصرفات التوحد؛ مثل عدم أو قلة التواصل، لكنه لا ينتمي لأي فئة أخرى.

أسباب التوحد

لا يعرف بالتحديد المسبب الرئيس للتوحد؛ قد يكون تحفيزا من المشكلات لأجزاء من الدماغ فيقطع المدخلات العصبية والمعالجة اللغوية.

ويعد التوحد شائعا أكثر لدى الصبيان بنسبة أربع مرات أكثر من الإناث، كما يصيب التوحد جميع الأعراق والأجناس، ولا يعد المستوى التعليمي أو المستوى المعيشي عاملا مؤثرًا على الإصابة بالتوحد.

كيف يشخص التوحد؟

لا توجد علامة حيوية مميزة للتوحد؛ ما يعني عدم وجود أي فحوصات مخبرية أو جينية تستطيع تشخيصه.

يعتمد الأطباء على الملاحظة والتاريخ المرضي والاستبيانات؛ لتحديد إصابة الطفل به، وقد يعتمد الأطباء والمتخصصون على الفحوصات الأولية التالية لمساعدتهم على التشخيص :

  1. القائمة المعدلة لفحص التوحد لدى الأطفال حديثي المشي: وتتضمن عشرين سؤالاً صممت للأطفال بين عمر 16 الى 30 شهرًا.
  2. استبيان الأعمار والمراحل: وهي أداة فحص أولية تنموية عامة تتضمن أقساما تستهدف فئات عمريةً محددة لتشخيص تحديات النمو التي قد يعاني منها الطفل.
  3. أداة فحص التوحد الأولية لدى حديثي المشي والأطفال الأكبر عمرًا: هي أداة تفاعلية تتضمن 12 نشاطا من ضمنها اللعب، والتواصل، والمحاكاة .

وتنصح الأكاديمية الأمريكية للأطفال بإجراء الفحوصات الأولية للتوحد لكل الأطفال بين عمر 18 الى 24 شهرًا .

كما يستطيع الأهل ومقدمو الرعاية سؤال طبيبهم عن أداة لفحص التوحد اذا كانت لديهم شكوك.

وفي حالات نادرة قد يصل المصاب بالتوحد إلى سن البلوغ قبل تشخيصه بشكل صحيح، على أي حال معظم الأطفال المصابين بالتوحد يتم تشخيصهم قبل سن الثامنة.

انتشار التوحد                           

كان تشخيص التوحد نادراً لسنوات عدة؛ بمعدل طفل واحد من بين 2000 طفل، ويرجع هذا لمعايير التشخيص حيث لم يكن للتوحد تعريف واضح حتى عام 1980؛ حين ضم هذا الاضطراب إلى الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (diagnostic and statistical manual of mental disorders ((DSM-III)، قبل ذلك الوقت ربما شخصت بعض حالات التوحد بشكل خاطئ ضمن اضطرابات أخرى.

ومنذ عام 1980 ارتفع معدل انتشار التوحد بشكل كبير؛ حيث أعلن المركز الأمريكي الاتحادي في مارس عام 2020 أن طفلا من بين كل 54 طفلا مصاب بالتوحد في الولايات المتحدة الأمريكية.

ما هو الدعم الذي يمكن تقديمه للمصابين بالتوحد؟

لا يوجد علاج شاف للتوحد، إلا أن تقديم العلاجات الداعمة للمريض قد تسهم في التخفيف من أعراضه وتسهيل حياته بشكل أكبر؛ مثل العلاج السلوكي، والعلاج الوظيفي، والعلاج باللعب، وعلاج النطق.

المصدر WebMD.com - healthline.com
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل