ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 33175 شهيدا، في حين تقترب محادثات القاهرة من تحقيق اختراق للتوصل إلى هدنة في غزة.
وزارة الصحة في قطاع غزة، أعلنت الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 33 ألفا و175 شهيدا و75 ألفا و886 مصابا، وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 38 شهيدا و71 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت أنه “ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وفي محاولة، هي الرابعة خلال شهر، انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة محادثات جديدة يقودها الوسطاء بين حركة “حماس” وحكومة الاحتلال، من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة ينهي الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، قبل حلول عيد الفطر، حيث يضغط الوسطاء هذه المرة من أجل التوصل إلى حلول وسطية لتجاوز نقاط الخلاف الرئيسة التي أفشلت المحادثات السابقة، وأبرزها عودة نازحي الحرب لمناطق سكنهم.
وهذه المحادثات تشابه تلك التي كانت قبل الجولة الأخيرة، والتي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، بوجود وفد من “حماس” وآخر من دولة الاحتلال يجريان “محادثات غير مباشرة”، ويريد الوسطاء التوصل إلى تهدئة قبل حلول عيد الفطر، الذي يهلّ بعد أيام قليلة.
وجاءت المحادثات الجديدة على وقع استمرار الحرب وتصاعد الهجمات الجوية والبرية لجيش الاحتلال ضد قطاع غزة، حيث قامت قوات الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية، بارتكاب عدة مجازر في مناطق عدة في القطاع، أسفرت عن وقوع عشرات الضحايا بينهم أطفال.
ويشرف على المحادثات مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس المخابرات الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهم أعلى مسؤولين في جهات الوساطة، ما يعني أن هناك اهتماماً كبيراً من الوسطاء لتسوية الخلافات التي أعاقت التوصل إلى التهدئة في المحادثات الأخيرة.
وقد دفعت حركة “حماس” بأحد كبار مسؤوليها، وهو خليل الحية، عضو المكتب السياسي، لرئاسة الوفد، فيما يدور الحديث عن إرسال إسرائيل وفداً أمنياً رفيعاً.
وحسب ما يتردد من معلومات من أطراف مطلعة على المحادثات، فإن أبرز نقاط الخلاف التي لا تزال قائمة، تتمثل في عودة السكان الذين نزحوا من شمال قطاع غزة إلى مناطق الوسط والجنوب، وكذلك تواجد قوات جيش الاحتلال في مناطق قطاع غزة.
نقاط الخلاف
ولا تزال حكومة تل أبيب ترفض طلب حركة “حماس” سحب قواتها من كامل مناطق قطاع غزة، وتريد أن تبقى في المرحلة الحالية تلك القوات في المناطق الحدودية، وفي المنطقة التي تفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه.
وفي هذا السياق، كشف النقاب في إسرائيل عن قيام قيادة الجيش بسحب “الفرقة 98” من القطاع، بعد 184 يوماً على الحرب، وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن تلك الفرقة انسحبت بشكل كامل من قطاع غزة، بعد نصف عام بالضبط من اندلاع الحرب، حيث لم يبق سوى “لواء ناحال” الذي يسيطر على طريق المحور الذي يقسم القطاع إلى قسمين، ومهمته هي منع عودة الغزيين إلى شمال القطاع.
وكشفت صحيفة “القدس العربي” عن مصادر خاصة أن حركة “حماس”، كما المرة الأخيرة في المحادثات، ترفض العرض الإسرائيلي بعودة محدودة للنازحين، تشمل 2000 شخص يومياً، على أن تستمر العملية لعدة أيام، من فئات محددة هي النساء والأطفال والرجال كبار السن، وتطلب بأن تكون العودة مفتوحة بدون قيود، وبدون نقاط تفتيش من قبل جيش الاحتلال الذي يقسم القطاع إلى جزء في الشمال وآخر في الجنوب.
كما تطلب حركة “حماس” ضمانات لوقف إطلاق النار لعدم عودة قوات الاحتلال لمهاجمة مناطق غزة والشمال، بعد عودة النازحين، ووقف سياسات جيش الاحتلال، التي عمقت، منذ بداية الحرب، عمليات النزوح القسري للسكان، من خلال طردهم قسراً من أماكن سكنهم إلى مناطق أخرى، خاصة سكان غزة والشمال.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نصف عام حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”.
عذراً التعليقات مغلقة