مقدمة
شكّلت قضية فلسطين والصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي محور وعي السوريين السياسي، بوصف هذا الصراع نزاعًا على الأرض والحقوق والهوية، ورغم تغيّر الأنظمة السورية الحاكمة وتوجهاتها الخارجية، ظل هذا الصراع محور التقاء مواقف القوى والحركات والأحزاب في سورية، وظلت سورية دولة مهمة وفاعلة في الشأن الفلسطيني، لأسباب تاريخية، وجغرافية وسياسية وإستراتيجية، لكن انطلاق الثورة في سورية، وتصاعد حدة الصراع فيها وعليها، منذ العام 2011، دفع السوريين للتوجّه نحو قضيتهم، مع بقاء القضية الفلسطينية في ضميرهم ووعيهم وخطابهم السياسي والإعلامي.
وقد استحوذت حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة على اهتمام العالم، منذ بدء عملية طوفان الأقصى التي شنتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي 2023، لتنطلق بعدها عملية “السيوف الحديدية” التي شنّتها قوات الاحتلال، وما زالت مستمرة.
وعلى الرغم من الانحياز الواضح إلى قضية فلسطين، الذي عبّر عنه السوريون وظهر في رفضهم وتعبيرهم عن غضبهم من العدوان الإسرائيلي وجرائمه ومن تهجير الفلسطينيين في غزة؛ فإن المواقف الشعبية ومواقف القوى والتنظيمات وسلطات الأمر الواقع التي تحكم مناطق النفوذ المتعددة في سورية لم تكن واحدة إزاء الحرب على غزة، ولا سيّما تجاه حركة (حماس)، لأسباب تتعلّق بتغير موقفها من النظام السوري والثورة السورية خلال سنوات الصراع، وصولًا إلى قرارها استئناف علاقاتها بالنظام السوري، وبدا أن في مواقف السوريين تنوعًا واختلافات واضحة، تبعًا لتنوع التوجهات، والانتماءات، والولاءات والداعمين الإقليميين والدوليين لكل جهة.
تستعرض هذه الورقة مواقف السوريين الشعبية، ومواقف القوى والتنظيمات وسلطات الأمر الواقع في سورية، مع تحليل لدوافع الاتفاق والافتراق بينها، اعتمادًا على ما صدر من مواقف وتصريحات، نتناولها بالتحليل بغية الوقوف على مظاهر هذه المواقف ودوافعها.
أولًا: مؤسسات المعارضة السورية الرسمية.. موقف حذر
اقتصر موقف مؤسسات المعارضة السورية الرسمية من العدوان على غزة على بضع بيانات منددة بالعدوان ومتضامنة مع الشعب الفلسطيني ومعاناة أهالي غزة، وكان لافتًا عدم تطرّق هذه البيانات إلى عملية “طوفان الأقصى”، وتجاهل أي إشارة إلى حركة حماس.
وعلى الرغم من عدم امتلاك المعارضة السورية أي أدوات فاعلة لمساندة المقاومة الفلسطينية في مواجهتها للعدوان، وضعف تأثيرها السياسي على الفاعلين الدوليين والإقليميين؛ فقد بدا موقفها حذرًا وضعيفًا، حتى إن بياناتها خلت من الدعوات إلى تنظيم الفعاليات الشعبية المساندة للمقاومة الفلسطينية أو إلى تأييدها. وقد غضّت مؤسسات المعارضة في الشمال السوري، ومنها فصائل الجيش الوطني التابع لها، النظر عن الحراك الشعبي الداعم للمقاومة في عموم مناطق الشمال السوري، من دون أن تشارك شخصيات رسمية من المعارضة في هذه الفعاليات.
وعلى صعيد بيانات مؤسسات المعارضة، أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان له في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قصف المدنيين وتهجيرهم والاعتداءات على المنشآت العامة المدنية في غزة وسورية، وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بتحمل مسؤولياتهم لإيقاف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها[1].
وغداة قصف الاحتلال المستشفى الأهلي المعمداني، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، طالب بيان للائتلاف الوطني السوري، في 19 من الشهر نفسه، المجتمع الدولي بالتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي، ومجلس الأمن والمنظمات الدولية “بممارسة كافة الضغوط المتاحة لإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني الشقيق، والالتزام بالقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية، ورفض مساعي الاحتلال بالتهجير القسري لأهالي قطاع غزة”[2]، وأدان الأمين العام للائتلاف، هيثم رحمة، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، وأكّد ضرورة تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وجامعة الدول العربية لإيقاف المجازر اليومية التي يتعرض لها المدنيون في غزة[3].
أما الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، فقد اكتفت ببيان إدانة لمجزرة مستشفى المعمداني، عبّرت فيه عن تضامنها “مع الشعب الفلسطيني، وإدانة الجرائم والمجازر المرتكبة بحق الأبرياء”، وأعلنت الحداد العام وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، في مناطق سيطرتها في الشمال السوري، كما دعت “لوقف فوري لنهج القتل والتدمير والتهجير ومحاسبة مرتكبي الجرائم في كل مكان”[4].
أما هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية[5]، فلم يصدر عنها أي بيان أو تصريح حول العدوان على غزة، مع أنها أصدرت بيانات تهنئة بمناسبات وطنية لدول تؤيّد المعارضة السورية، وبرقيات تعزية لدول أخرى. وبالبحث في تصريحات وبيانات الهيئة، لا نعثر إلا على فقرة قصيرة حول العدوان على غزة، ضمن البيان الختامي لاجتماعها الدوري الذي عقدته في جنيف في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، حيث أدانت العدوان على غزة والمجازر التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء، وأعربت الهيئة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وضرورة إنهاء معاناته، كما ثمّنت جهود المجموعة العربية في المحافل الدولية والإقليمية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني[6].
ويُرجح أن تكون وراء الموقف الحذر لمؤسسات المعارضة السورية الرئيسية، أسبابٌ عدّة، من أبرزها:
- الخلاف مع حركة حماس، بعد مصالحتها مع النظام السوري، فقد استنكر الائتلاف الوطني السوري مصالحة الحركة مع النظام السوري واستئنافها العلاقات معه، واعتبر ذلك “استخفافًا بأرواح السوريين والفلسطينيين الذين قتلهم هذا النظام وحلفاؤه، طيلة السنوات السابقة”[7].
- الخشية من ردة فعل سلبية أميركية وأوروبية، فيما لو أبدت المعارضة السورية دعمًا أو تعاطفًا مع المقاومة الفلسطينية، وحركة حماس خصوصًا، في ضوء الدعم الكامل من قبل واشنطن والدول الأوروبية الذي حظيت به حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تدرج الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية حركة حماس على قوائم المنظمات الإرهابية، وقد يشكّل أي تعاطف معها ذريعةً لاتهام المعارضة السورية بدعم “الإرهاب”.
- القلق من خسارة التأييد الأميركي والأوروبي للمعارضة السورية، وهو على ضعفه يشكّل عامل دعم لاستمرارها وحضورها والاعتراف بها، خاصة بعد التراجع الكبير لدور المعارضة على الساحة الدولية، وانحسار فاعليتها ومواردها.
حراك شعبي ومنظمات سورية.. مناصرة غزة
أبدى عموم السوريين موقفًا داعمًا واضحًا للشعب الفلسطيني ومقاومته الاحتلال، منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، وعبّروا عن غضبهم وإدانتهم لجرائم الاحتلال منذ بدء العدوان على غزة، وذلك من خلال حراكهم الشعبي ومواقف منظمات مدنية سورية، لكن هذه المواقف الداعمة الواضحة المعلنة لم تكن كذلك حيال حركة حماس، التي غاب اسمها ودورها عن شعارات التضامن وبيانات الدعم وهتافات التأييد التي أطلقها السوريون في حراكهم وفعالياتهم المتضامنة والداعمة لغزة، وهو موقف تفسّره خيبة أمل السوريين المعارضين من استدارة حركة حماس قبل أكثر من عام، ومصالحتها للنظام السوري، وإشادة الحركة وقادتها على نحو متكرر بالتحالف مع إيران وميليشياتها ضمن ما يسمى “محور المقاومة”، الذي يعدّه جزءٌ كبير من السوريين المسببَ الأساس في الانتهاكات التي ارتُكبت بحقهم من قتل وتهجير واعتقالات، ودعم للنظام السوري في حربه عليهم.
وشهدت المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية حراكًا احتجاجيًا ووقفات شعبية منددة بحرب الاحتلال على غزة وجرائمه، وأدانت صمت المجتمع الدولي وعجز الأنظمة العربية، ومواقف النظام السوري وحلفائه، وعبّرت عن مواقف داعمة للشعب الفلسطيني والمقاومة، تجنبت فيها ذكر حركة حماس، وساهمت قوى ثورية ومنظمات مجتمع مدني في تنظيم هذا الحراك الذي تنوّعت مظاهره[8]، من تظاهرات واعتصامات[9]، وندوات حوارية وأنشطة جمع تبرعات[10]، وجداريات فنية أبرزت تضامن السوريين مع ما تشهده غزة من معاناة من جراء العدوان[11]، وربط خطاب الفعاليات المتضامنة بين مآسي مدنيي غزة والدمار الذي حلّ في القطاع بفعل آلة الحرب الإسرائيلية، ومآسي السوريين ومعاناتهم والدمار الذي حل بمناطقهم من جراء هجمات وقصف قوات النظام السوري وميليشياته وحليفيه الإيراني والروسي[12].
وعلى صعيد المواقف التي أعلنتها المنظمات المدنية، عبرت “رابطة الصحفيين السوريين”، في بيان لها نشر بتاريخ 27/10/2023، عن القلق البالغ تجاه مصير المدنيين والصحفيين في قطاع غزة على حد سواء، وأدانت استهداف الصحفيين والعاملين في القطاع الإعلامي[13].
وأصدرت مؤسسة الدفاع المدني السوري، “الخوذ البيضاء”، بيانًا رسميًا أدانت فيه قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، الذي أدّى إلى مجزرة أودت بحياة مئات الأبرياء[14].
وكان “المجلس الإسلامي السوري” أول منظمة سورية تسارع لإعلان الدعم للشعب الفلسطيني بعد عملية طوفان الأقصى، فقد أصدر المجلس بيانا له بتاريخ 8/10/2023 تأييدًا للشعب الفلسطيني وإدانة للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي[15].
وعاد المجلس ليعلن دعمه للشعب الفلسطيني، في بيان له بتاريخ 7 كانون الأول/ ديسمبر 2023، دعا فيه إلى مقاطعة منتجات الشركات التي تدعم الاحتلال، وإلى الخروج بتظاهرات غضب على ما يجري في غزّة[16]، وجدد المجلس دعوته لمساندة الفلسطينيين بمواجهة حرب الاحتلال على غزة، بإعلان دعمه الإضراب العام يوم الاثنين 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023، استجابة لدعوات منظمات وناشطين فلسطينيين[17].
وعلى الرغم من العلاقات التي تربط المجلس بحركة حماس، تجنّب المجلس في بياناته ذكر الحركة ودورها في مواجهة العدوان، ما يعكس استمرار خلاف الجانبين الذي برز علنًا بعد استئناف (حماس) علاقاتها مع النظام السوري، وإصدار المجلس بيانات منددة بهذه الخطوة[18].
أما على صعيد الجهات والتجمعات السورية في مناطق سيطرة الجيش الوطني المعارض، فقد برزت مواقف صريحة داعمة ومساندة للشعب الفلسطيني، وأدانت العدوان وجرائم الاحتلال في غزة، ونشطت في تنظيم وقفات واعتصامات وتظاهرات احتجاجية، وأصدرت بيانات عديدة تدعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، من بينها بيان تجمع ثوار سوريا، الذي أدان فيه الموقف المتخاذل للأطراف الفاعلة، والدعم الأميركي للإرهاب الإسرائيلي، وأكد التجمّع حقَّ الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المشروعة، ودعا الدول والجهات الفاعلة إلى الضغط على الاحتلال وقادته لوقف فوري للعدوان، وأكد بيان التجمع موقفه الداعم لنضال الشعب الفلسطيني، “الذي نتشارك معه مأساة شبيهة بمأساته من ظلم وقتل وتهجير واعتقال، منذ انطلاقة الثورة السورية، في سبيل نيل الحرية وحق العودة”[19].
وباستقراء خطاب معظم تشكيلات منظمات المجتمع المدني التي انبثقت عن حراك السوريين المعارض، وشعارات الحراك الشعبي المتواتر لتظاهرات ووقفات السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في مناطق سيطرة الجيش الوطني في الشمال السوري، وفي درعا والسويداء[20]؛ يتّضح أن مضامين خطاب السوريين ومواقفهم في هذه الجهات تعكس تحرّرهم من وهم القلق من ردة فعل سلبية أميركية وأوروبية قد يواجهها حراكهم ومواقفهم الداعمة لغزة، وعدم رضوخهم للإكراهات التي خضعت لها مؤسسات المعارضة السورية، حيث عكس خطابهم وشعاراتهم دعمهم الصريح وتضامنهم مع المقاومة والشعب الفلسطيني، في موقف يعكس تجذر القضية الفلسطينية في وعي السوريين، وثبات موقفهم الداعم للشعب الفلسطيني وحقّه بمقاومة الاحتلال وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، رغم الموقف السلبي من حركة حماس، من جراء مصالحتها النظام السوري وتحالفها مع إيران وميليشياتها، ولا سيما ميليشيا حزب الله اللبناني.
مناصرة غزة وفلسطين.. لا حماس
برز لدى القوى والشخصيات السورية موقف يميّز بين دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وانتقاد تحالفات حركة حماس وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى مع إيران والميليشيات التي تدعمها، وفي مقدمتها حزب الله.
وذهب أصحاب هذا الموقف إلى أن تراجع حركة حماس عن دعم قضية السوريين بمواجهة نظامهم الحاكم وحليفه الإيراني وميليشياته، واتخاذها موقف الحياد من الثورة السورية باعتبارها “قضية داخلية”، يُظهر تناقضًا في خطاب حماس الذي يطالب العرب وأحرار العالم بدعم قضية فلسطين، ومساندة نضال شعبها من أجل الحرية، في حين تتحالف الحركة مع أعداء حرية السوريين[21].
ويعتبر أصحاب هذا الموقف أن مركزية القضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين بمقاومة الاحتلال، والتضامن مع أهالي غزة في معاناتهم مع الاحتلال وجرائمه، ليست محلّ نقاش عند السوريين، وهو موقف يعبّر عنه السوريون منذ عقود، وسابق بجذريته واستمراريته لتأسيس حركة حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية، ولا تنال منه تحالفات حركتي حماس والجهاد الإسلامي مع محور “إيران وميليشياتها والنظام السوري”، الضالع بجرائم ضد السوريين، وأن انتقاد الحركتين واتخاذ موقف مندد بخيار انخراطهما في محور معادٍ الثورة السوريين ويهدّد مشروع حريتهم ليس تخلّيًا عن فلسطين ومقاومة شعبها، وإنما هو تجسيد لخيار السوريين في اعتبار فلسطين قضيتهم، بمقدار ما هي قضية الفلسطينيين، ورفض محاولات إيران استثمار القضية الفلسطينية ومقاومة شعبها في مشروع طهران لفرض هيمنتها على المنطقة.
وبدا لافتًا التقاء القوى والشخصيات السورية، من المعارضين والمؤيدين للنظام السوري، على موقف يتمثل بتجاهل حركة حماس، وتجنّب ذكر دورها الأساسي في مواجهة العدوان على غزة؛ حيث تبنّى المؤيدون للنظام السوري موقفه العدائي للحركة، واستمرار اتهامه لحماس بالغدر، رغم المصالحة معها، وسنوضّح هذا الموقف في إطار استعراضنا لموقف النظام السوري من عدوان الاحتلال، وحركة حماس.
ثانيًا: قوات سوريا الديمقراطية (قسد).. حياد يساوي بين الطرفين
تجاهل الحرب على غزة، كان عنوان موقف “الإدارة الذاتية”، التي تهيمن عليها ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عبر ذراعها العسكري “وحدات حماية الشعب الكردية”، حيث غاب عن خطابها الرسمي أي موقف من الحرب.
وفي تصريح إعلامي وحيد حول الحرب على غزة، عبّرت الرئيسة التنفيذية لمجلس (مسد)، إلهام أحمد، في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، عن موقف محايد، خلا من أي إدانة للحرب وجرائم الاحتلال في غزة، وجاء تضامنها مع الضحايا المدنيين “من الجانبين”، في سياق تعبيرها عن القلق من توسع دائرة الحرب في غزة وانعكاساتها على المنطقة وسورية[22].
وموقف الحياد هذا يخالف على نحو واضح المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية التي تبنتها التنظيمات الكردية تاريخيًا، ويمكن أن يفسر بدوافع عدة، أبرزها:
- التأثر العميق بالعلاقة التي تربطها مع داعمها الأميركي، والحرص على تبنّي توجهات واشنطن التي تؤمّن لها أسباب استمرارها.
- تكريس (قسد) جهودها لمشروع تعزيز هيمنتها الأمنية والعسكرية والإدارية في مناطق سيطرتها، وانصرافها عن الانخراط بقضايا خارجية باتجاه الاهتمام بتحقيق أهدافها الداخلية.
- موقف (قسد) المناهض لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، انطلاقًا من اختلاف توجهات الطرفين الأيديولوجية من جهة، وعلى خلفية العلاقة التي تربط (حماس) بتركيا، العدو الرسمي لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، من جهة أخرى.
ثالثًا: هيئة تحرير الشام.. دعم ومساندة وتجاوز الخلاف
برز اهتمام هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقًا”، بمجريات الحرب على غزة، منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى؛ حيث أصدرت إدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ، التي شكلتها هيئة تحرير الشام لإدارة المناطق التي تسيطر عليها في شمال غربي سورية، بيانًا بتاريخ 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عبّرت فيه عن دعمها للمقاومة الفلسطينية وتأييد عملية “طوفان الأقصى”، من دون ذكر حركة حماس، كما أعلن البيان دعم حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه واستعادتها، ودعت الشعب الفلسطيني إلى التكاتف والتلاحم مع المقاومة، وثمّنت تضحيات الفلسطينيين للحفاظ على هوية بلادهم وعروبتها وأصالتها ومكانتها في قلب العالم الإسلامي، ودعا بيانها الهيئات الدينية ومجالس الإفتاء العالمية وعلماء العالم الإسلامي، إلى مناصرة الشعب الفلسطيني وتأييده و”دعم نضاله وجهاده”[23].
وواكبت بيانات الهيئة تطورات حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والجرائم التي ارتُكبت بحق الفلسطينيين، ومن أبرز هذه البيانات، بيان بتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أدانت فيه إدارة الشؤون السياسية التابعة لحكومة الإنقاذ، قصف الاحتلال مستشفى المعمداني[24]، وفي بيان آخر بعد نحو أسبوع، أدانت الإدارة السياسية استهداف الصحفيين في فلسطين[25]، وبتاريخ 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أدانت إدارة الشؤون السياسية في بيانٍ لها قصف الاحتلال لمخيّم جباليا، ودعت “المجتمع الدولي والدول العربية وأصحاب المواقف الإنسانية إلى القيام بواجبهم وإيقاف هذه الممارسات العدوانية والهمجية بشكل فوري”[26].
وإلى جانب مواقفها السياسية، نظّمت مؤسسات وجهات تابعة لهيئة تحرير الشام عددًا من الفعاليات والاعتصامات والتظاهرات، دعمًا للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتنديدًا بجرائم الاحتلال وعدوانه على غزة، وأصدرت تعاميم رسمية عديدة تدعو فيها إلى المساهمة في الفعاليات والتظاهرات وحملات جمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني.
وفي أبرز موقف يعكس أهمية الأرضية العقدية التي تتلاقى عليها هيئة تحرير الشام وحركة حماس، في علاقات الطرفين وإدارة اختلافاتهما، نعى عبد الرحيم عطون، الشرعي العام لهيئة تحرير الشام، رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في “حكومة الإنقاذ”، نائبَ رئيس المكتب السياسي لحماس الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية في 2 كانون الثاني/ يناير 2024، ونعاه كذلك عامر الشيخ، القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية المتحالفة مع هيئة تحرير الشام[27].
وتبرز من مواقف هيئة تحرير الشام الصريحة المساندة للمقاومة الفلسطينية في الحرب على غزة، نقاط ثلاث أساسية:
- على الرغم من تجنّب ذكر هيئة تحرير الشام لحركة حماس في بياناتها، فإن دعمها الصريح لعملية طوفان الأقصى، وتأكيدها أن “قضية فلسطين هي قضية كل مسلم غيور على مقدساته”[28]، أبرز أهمية تلاقي الجهتين (هيئة تحرير الشام وحركة حماس) على قاعدة إسلامية مشتركة، وانطلاق مقاربتهما للقضية الفلسطينية من منظور عقدي ديني، وهو الدافع الذي ساهم نسبيًا في تجاوز هيئة تحرير الشام للخلاف الذي ظهر على العلن مع حركة حماس، بعد أن أعلنت حماس في 21 حزيران/ يونيو 2022، قرارها إعادة علاقاتها مع النظام السوري، بعد قطيعة استمرت عشرة أعوام، حيث وجهت الهيئة آنذاك رسالة إلى حركة حماس، بعنوان “دعوة ومناصحة للإخوة في حركة حماس”، دعتها فيها إلى “مراجعة سياستهم وإعادة بوصلتهم لما يراعي مبادئهم الأصيلة، وإرثهم المشرف”، وعدم مشاركتهم “المجرم بشار الأسد، أو أن يسمحوا له بتلويث قضية فلسطين النبيلة”[29].
- عدم قلق الهيئة من مواقف الدول الفاعلة الداعمة للاحتلال في حربه على غزة، باعتبار أن هذه الدول تصنّف الهيئة على قوائم المنظمات الإرهابية، ولن يشكل موقفها الداعم للمقاومة الفلسطينية فرقًا على هذا الصعيد.
- رغبة هيئة تحرير الشام في تعزيز حضورها لدى السوريين، وكسب تأييدهم بتبني موقف منسجم مع مزاجهم ومواقفهم الداعمة للمقاومة الفلسطينية.
رابعًا: النظام السوري.. النأي بالنفس والانكفاء
لم يشكّل موقف النظام السوري من الحرب على غزة مفاجأة للمراقبين؛ إذ أظهر النظام لامبالاة وانكفاء واضحين، تجسّدا في ضبط شديد لخطاب مسؤوليه ووسائل إعلامه، ولحراك الشارع في مناطق سيطرته، واقتصار تحركاته الدبلوماسية على اتصالات محدودة مع بعض مسؤولي الدول القليلة التي تربطه به علاقات تحالف، وخاصة إيران وروسيا.
ومنذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، تداولت وسائل إعلام عالمية أنباءً عن تحذير وجّهته دولة الإمارات إلى رأس النظام السوري بشار الأسد، من التدخّل في الحرب، أو السماح بشن هجمات على إسرائيل من الأراضي السورية، وهو ما لم ينفه الطرفان السوري والإماراتي[30]، إلا أن هيمنة إيران على القرار الأمني والعسكري للنظام السوري أجبرت النظام السوري على السماح لبعض الميليشيات المدعومة من إيران التي تتخذ من قواعد الجيش السوري في درعا والقنيطرة مقار لها، وخاصة حزب الله، بشنّ ضربات رمزية محدودة بقيت “مجهولة الهوية”، وبلا تأثير فعلي، انطلاقًا من الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل[31]، في حين لم يُسمح بالمقابل بمثل هذه الهجمات للفصائل الفلسطينية التي يدعمها النظام ولها مقارّ وقواعد في سورية، وهي الفصائل التي تحالفت مع النظام وساندته وقاتلت مع جيشه ضد فصائل الثورة والمعارضة السورية!
وبالمقابل، تعرضت قواعد جيش النظام السوري في مناطق عدة لضربات انتقامية إسرائيلية، كان أكبرها غارات إسرائيلية في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ضربت إحداها كتيبة رادار ومستودعات الأسلحة داخل اللواء 12 في مدينة إزرع شرقي درعا، وهو من أبرز المواقع العسكرية التابعة للنظام السوري التي تتخذها ميليشيات موالية لإيران مقارًا بها، وأسفرت الغارات عن مقتل وجرح عشرات العسكريين، وعدد من عناصر الميليشيات المدعومة من إيران[32].
وعلى الصعيد السياسي، أجرى رأس النظام السوري، بشار الأسد، بضعة اتصالات مع قادة الدول الحليفة لنظامه، من بينها اتصال بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بتاريخ 12 تشرين الأول/ أكتوبر، تطرّقا خلاله إلى تطورات عملية “طوفان الأقصى” والعدوان على غزة، قبل أن يستقبل في اليوم التالي وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، من دون أن يكشف هذا التواصل مع الجانب الإيراني أيّ نية للطرفين باتخاذ مواقف جادة لدعم المقاومة في غزة.
وأجرى الأسد أيضًا اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتاريخ 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بحث فيه الطرفان سبل وقف العدوان على قطاع غزة، وضرورة إدخال مساعدات فورية للمدنيين في القطاع، ووقف القصف والتهجير[33].
وفي الرياض، خلال مشاركة الأسد في القمة العربية والإسلامية المشتركة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تجنّب الأسد في كلمته أمام القمة ذكر حركة حماس، في تجاهل متعمّد لدورها في مقاومة العدوان الإسرائيلي، وركز الأسد على أن “غزة لم تكن يومًا قضية، فلسطين هي القضية، وغزة تجسيد لجوهرها وتعبير صارخ عن معاناة شعبها، والحديث عنها بشكل منفرد يضيع البوصلة، فهي جزء من كل، وهي محطة في سياق، والعدوان الأخير عليها هو مجرد حدث في سياق طويل يعود إلى خمسة وسبعين عامًا من الإجرام الصهيوني”[34].
ولم تخرج بيانات وتحركات وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري، عن محددات الخطاب التي عبّر عنها رأس النظام السوري في قمة الرياض، حيث اقتصر نشاط وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري على تصريحات عابرة، أدانت فيها العدوان الإسرائيلي، وعلى بيانات مقتضبة تضمنت مطالبة إسرائيل بتنفيذ التزاماتها، بصفتها الجهة القائمة بالاحتلال، ومطالبتها بوقف إجراءاتها الإجرامية ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني، ورفض سياسات الاحتلال في تهجير سكان غزة[35]، وبرز في هذه التصريحات والبيانات اتجاه واضح لتجاهل حركة حماس.
ولم يكتف النظام السوري بموقف النأي بالنفس عمليًا، فقد امتنع عن أي شكل من أشكال التواصل مع حركة حماس، وتجاهل مسؤولوه اغتيال الاحتلال الإسرائيلي نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، ولم يصدر أي موقف أو بيان أو تصريح بالتعزية به.
من جانب آخر، حال النظام السوري دون مبادرة جهات شعبية بتنظيم فعاليات جماهيرية تضامنية مع غزة؛ إذ قيدت السلطات الأمنية التابعة للنظام السوري تنظيم أي تظاهرة أو وقفة، واشترطت الحصول على موافقة أمنية، تخضع لإجراءات تدقيق مشددة، ومن ثم كان مصيرها الرفض، واعتقل النظام عددًا من الناشطين الفلسطينيين الذين نظموا تظاهرة احتجاجية ضد العدوان على غزة، في بلدة يلدا المجاورة لمخيم اليرموك[36]، في حين أوعزت أجهزة النظام الأمنية وفروع حزب البعث العربي الاشتراكي في المحافظات لعدد من المنظمات الطلابية والمهنية، بتنفيذ عدد من الاعتصامات والوقفات والتظاهرات المنددة بالعدوان، كان أبرزها وقفات نظمتها فروع الاتحاد الوطني لطلبة سورية الذي يهيمن عليه النظام السوري، حيث تظاهر مئات الطلاب الجامعيين، في جامعات دمشق وحلب، وجامعة البعث في حمص، وجامعة حماة، وجامعة تشرين في اللاذقية، وجامعة طرطوس، وجامعة الفرات في الحسكة ودير الزور، سمح فيها النظام السوري لمسؤولين حزبيين بإلقاء كلمات تتسق مع توجهه في تجاهل حركة حماس، والتركيز على شعارات تبرز سردية دور النظام السوري في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية[37].
وبتحليل موقف النظام السوري من الحرب على غزة، تبرز عوامل عدة يمكن اعتبارها أبرز الدوافع التي تقف وراء هذا الموقف، ومنها:
- رغبة النظام في تجنب أي صدام مباشر واسع النطاق مع الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن تحمل تكلفته، وقد يؤدي إلى مزيد من ضعف النظام.
- رغبة النظام السوري في تحقيق مكاسب إضافية لعلاقاته مع الدول العربية التي تتخذ موقفًا مناهضًا لحركة حماس، وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة والسعودية، التي ساهمت في إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية.
- سعي النظام السوري لاستثمار موقفه المحايد من العدوان على غزة في إعادة تعويمه دوليًا، عبر تعزيز فرص تحسين علاقته بالولايات المتحدة والدول الأوروبية الداعمة لحرب الاحتلال.
- الموقف العدائي لنظام الأسد من حركة حماس، على خلفية موقفها الرافض لسياسة النظام العنفية بمواجهة الثورة السورية، قبل أن تعود حماس في العام 2022 لاستئناف علاقاتها مع النظام السوري بضغط إيراني على الطرفين[38].
- تراجع قدرة النظام السوري على التأثير في الأحداث الإقليمية، وضعف موارده وإمكاناته العسكرية، وتحوله إلى طرف ضعيف في ما يسمى “محور المقاومة”، وخروجه من معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
خاتمة
على الصعيد الشعبي، تابع السوريون تطورات عملية طوفان الأقصى، والعدوان الإسرائيلي على غزة، باهتمامٍ يؤكد مركزية القضية الفلسطينية وحضورها بقوة في ضمير السوريين، بالرغم من استمرار معاناتهم وتعقيدات الواقع السوري، ومن موقف معظمهم السلبي تجاه حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى المرتبطة بالتحالف مع إيران وميليشياتها، كذلك واكب النظام السوري، والقوى المسيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرته في سورية، عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة بمواقف متضامنة مع الفلسطينيين، من حيث المبدأ، على أنها مختلفة في المضمون والمدى والعمق والوضوح.
أظهر النظام السوري موقفًا لامباليًا، تجلى بالنأي بنفسه عن الصراع وتجنب الدخول بمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، ما يؤكد أولويات النظام في الحفاظ على بقائه، وتعزيز فرص تعويمه دوليًا، وهو ما لم يمنع النظام السوري من التذكير -عبر خطابه المعلن- بسردية موقعه كأحد أطراف “محور المقاومة” ودعمه لقضية فلسطين، حيث سمح بإقامة بعض الندوات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية التي أشرفت أجهزته الأمنية على تنظيمها، ومنعت المبادرات الشعبية التضامنية مع الشعب الفلسطيني، كما سمح النظام بتنظيم دعوات وحملات لجمع التبرعات والمساعدات الإغاثية للمتضررين من حرب الاحتلال على غزة، وحافظ مسؤولوه على نهج تجاهل دور حركة حماس في مقاومة العدوان، في استمرار لموقف النظام العدائي من الحركة.
بالمقابل، تباينت مواقف قوى الثورة والمعارضة السورية، في مدى دعمها للمقاومة والشعب الفلسطيني، فجاءت مواقف التجمعات الشعبية والمنظمات المدنية، ذات التوجهات المعارضة للنظام السوري، واضحة عميقة الدلالة في اهتمامها بتطورات الحرب على غزة وتداعياتها، ودعم حق المقاومة الفلسطينية، وتأكيد مركزية القضية الفلسطينية وتجذرها في وعي السوريين، مع توجّه مواقف معظم القوى والشخصيات السورية المعارضة باتجاه التمييز، بين خطاب دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والموقف المندد بتحالفات حركة حماس مع إيران والميليشيات المدعومة منها، وفي مقدّمتها حزب الله.
بدا موقف مؤسسات المعارضة السورية الرسمية حذرًا، إذ تجنّب الجهر بدعم المقاومة الفلسطينية، رغم الخطاب المتضامن مع معاناة الشعب الفلسطيني والمندد بعدوان الاحتلال وجرائمه، في محاولةٍ منها لتجنّب أي تداعيات سلبية تُفقدها ما تبقى لها من تأييد من قبل الولايات المتحدة ودول أوروبية أعلنت انحيازها إلى إسرائيل في حربها على غزة.
أظهرت هيئة تحرير الشام موقفًا أكثر وضوحًا، من حيث إعلان دعمها المقاومة الفلسطينية، متجاوزة بشكل نسبي خلافها مع حركة حماس الناتج عن مصالحة الحركة مع النظام السوري، ما يعكس عمق تأثير المرجعية الدينية المشتركة في علاقات الطرفين.
ظهر موقف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من العدوان على غزة، محايدًا بعيدًا عن المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية التي تبنّتها التنظيمات الكردية تاريخيًا، ما يعكس أولويات داخلية تهتم بها (قسد) لتثبيت هيمنتها على مناطق سيطرتها في سورية من جهة، وتبعيتها ومراعاتها لتوجهات داعمها الأميركي من جهة أخرى.
[1] الائتلاف الوطني السوري يدين العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة، موقع الائتلاف الوطني السوري، 13/10/2023،https://2u.pw/FeHWOlU تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[2] قصف مشفى الأهلي المعمداني في غزة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بيان صادر عن الائتلاف الوطني السوري بتاريخ 17/10/2023، موقع الائتلاف الوطني السوري https://2u.pw/q5ASFSy تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[3] رحمة: التراخي الدولي والعربي في وقف مجازر الاحتلال الوحشية على غزة يشجّعه على الاستمرار، موقع الائتلاف الوطني السوري، 22/10/2023،https://2u.pw/E2S04vr تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[4] انظر بيان الحكومة السورية المؤقتة حول مجزرة مستشفى المعمداني في غزة وإعلان الحداد في المناطق المحررة، موقع الحكومة السورية المؤقتة، تاريخ 18/10/2023، https://www.syriaig.net/ar/3795/content تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[5] تشكلت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية في اجتماع الرياض، بتاريخ 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، لتحلّ بديلًا عن الهيئة العليا للمفاوضات التي تأسست في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2015، وتتألف هيئة التفاوض من ممثلين عن قوى المعارضة السورية الرئيسية، على رأسها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
[6] هيئة التفاوض تطالب في ختام اجتماعها الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ خطوات جديدة لتنفيذ قرار 2254، موقع الائتلاف الوطني السوري، 18/11/2023،https://2u.pw/9dID5K5 تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[7] الائتلاف الوطني يستنكر اعتزام حركة حماس استئناف علاقتها مع نظام الأسد، موقع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، 1/7/2022، https://2u.pw/9Mt35I1 تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[8] الآلاف ينتفضون في سورية تنديدًا بمذبحة الاحتلال الإسرائيلي في غزة، صحيفة القدس العربي، 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، https://2u.pw/vZxta3u تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[9] وقفة احتجاجية في المزيريب بدرعا تضامنًا مع غزة والشمال السوري، تقرير إخباري على موقع مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، بتاريخ 14/10/2023،https://2u.pw/NVkj9wf تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[10] “ردّ الجميل”.. حملة تبرعات في شمال سورية دعمًا لغزة، موقع الجزيرة، 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، https://2u.pw/fanWvH1 تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[11] “من إدلب إلى غزة جرحنا واحد”.. جدارية في الشمال السوري تضامنًا مع فلسطين، موقع تلفزيون سوريا، 12/10/2023،https://2u.pw/AXWd8Eq تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[12] سكان إدلب يعبّرون عن تضامنهم مع قطاع غزة، تحت شعار وهاشتاغ «إدلب وغزة جرح واحد»، صحيفة الشرق الأوسط، 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، https://2u.pw/REFoRu7 تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[13] رابطة الصحفيين السوريين: حياة الصحفيين بغزة ليست في مأمن من القصف الإسرائيلي الذي يطال كل شيء، بيان صادر عن رابطة الصحفيين السوريين بتاريخ 27/10/2023، موقع رابطة الصحفيين السوريين https://syja.org/archives/29570، تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[14] بيان من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حول جريمة قصف مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، 17/10/2023، موقع الدفاع المدني السوري – الخوذ البيضاء https://2u.pw/7xiwVdk تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[15] بيان تأييد للشعب الفلسطينيّ الأبيّ في دفاعه عن الأقصى، بتاريخ 8/10/2023، موقع المجلس الإسلامي السوري، https://sy-sic.com/?p=9569 تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[16] بيان الدعوة إلى استمرار الهبّة نصرة لغزّة، صادر بتاريخ 7/12/2023، موقع المجلس الإسلامي السوري، https://sy-sic.com/?p=9575 تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[17] دعوة إلى الإضراب العام نصرة لغزة، بيان صادر عن المجلس الإسلامي السوري بتاريخ 10/12/2023، موقع المجلس الإسلامي السوري، https://sy-sic.com/?p=9578، تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[18] بيان حول مضي حماس بإعادة علاقتها مع العصابة المجرمة الحاكمة في سورية، موقع المجلس الإسلامي السوري، 17/9/2022، http://sy-sic.com/?p=9335، تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[19] مع الشعب الفلسطيني في مواجهة عدوان الاحتلال على غزة، بيان صادر عن تجمع ثوار سوريا بتاريخ 8/11/2023، موقع حرية برس https://horrya.net/archives/147835، تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[20] في السويداء، غاب “فراس معلا” وحضرت “غزة”!!، تقرير اخباري في موقع الراصد، بتاريخ 16/10/2023،https://2u.pw/mLDmIwT تاريخ آخر زيارة 23/12/2023.
[21] النيفي، حسن، فلسطين ليست حركة حماس في الوعي النضالي السوري، موقع المجلس العسكري السوري، 16/11/2023، https://2u.pw/awJkwhT، تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[22] رئيسة (مسد) لـ “الشرق الأوسط”: حرب غزة ستؤثر على المنطقة برمتها، تقرير بتاريخ 3/11/2023، صحيفة الشرق الأوسط، https://2u.pw/i2CQ72Y تاريخ آخر زيارة 14/12/2023.
[23] “تحرير الشام” تؤكد دعمها عملية “طوفان الأقصى” وحق الشعب الفلســطيني في استعادة أرضه، تقرير بتاريخ 11/10/2023، موقع شبكة شام الإخبارية، https://2u.pw/U4mL65P، تاريخ آخر زيارة 15/12/2023.
[24] إدارة الشؤون السياسية تدين مجزرة مستشفى المعمداني، بيان صادر بتاريخ 19/10/2023، موقع حكومة الإنقاذ السورية، https://syriansg.org/p/2023/10/45291/ تاريخ آخر زيارة 15/12/2023.
[25] بيان بشأن استهداف الصحفيين في فلسطين، صادر عن إدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ، بتاريخ 26/10/2023، موقع حكومة الإنقاذ السورية، https://syriansg.org/p/2023/10/45594/ تاريخ آخر زيارة 15/12/2023.
[26] جهات سورية معارضة تُدين مجـزرة مخيم “جباليا” بقطاع غـزة المحاصر، تقرير بتاريخ 1/11/2023، موقع شبكة شام الإخبارية، https://2u.pw/HkCOfGG، تاريخ آخر زيارة 15/12/2023.
[27] شرعي هيئة تحرير الشام ينعي العاروري ويتجاهل رياض الترك، موقع تلفزيون سوريا، 3/1/2024،https://2u.pw/TIGeIKn، تاريخ آخر زيارة 5/1/2024.
[28] “تحرير الشام” تؤكد دعمها عملية “طوفان الأقصى” وحق الشعب الفلســطيني في استعادة أرضه، تقرير بتاريخ 11/10/2023، موقع شبكة شام الإخبارية، مرجع سابق.
[29] “حكومة الإنقاذ” تخاطب “حماس”: لا تكونوا شركاء للمجرم بشار الأسد، تقرير بتاريخ 23/6/2022، موقع تلفزيون سوريا، https://2u.pw/VUxPNHo، تاريخ آخر زيارة 16/12/2023.
[30] not to get involved in Hamas-Israel war, Axios, 9\10\2023, https://www.axios.com/2023/10/09/israel-hamas-gaza-war-uae-syria-assad Date of last view 12/12/2023.
[31] الجيش الإسرائيلي: سقوط صاروخ أُطلق من سوريا في هضبة الجولان، وكالة أنباء الأناضول، تقرير إخباري منشور بتاريخ 30/12/2023،https://2u.pw/Kwk6nnV، تاريخ آخر زيارة 2/1/2024.
[32] مقتل 8 جنود في غارات إسرائيلية على مواقع لجيش الأسد في درعا، تقرير على موقع حرية برس بتاريخ 25/10/2023 https://horrya.net/archives/147556، تاريخ آخر زيارة 12/12/2023.
[33] الرئيسان الأسد وبوتين يبحثان هاتفيًا سبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكالة سانا، 16/10/2023، https://sana.sy/?p=1981837، تاريخ آخر زيارة 13/12/2023.
[34] الرئيس الأسد: غزة لم تكن يومًا قضية.. فلسطين هي القضية وغزة تجسيد لجوهرها، موقع وكالة سانا، 11/11/2023، https://sana.sy/?p=1998549، تاريخ آخر زيارة 13/12/2023.
[35] سورية تؤكد رفضها سياسات الترانسفير الصهيونية الاستعمارية وتطالب بمنع (إسرائيل) من ارتكابها، وكالة أنباء سانا، بيان لوزارة خارجية الخارجية بتاريخ 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، https://sana.sy/?p=1980376 تاريخ آخر زيارة 13/12/2023.
[36] على خلفية تضامنهم مع غزة.. الأمن السوري يعتقل ثلاثة فلسطينيين، تقرير في موقع مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية بتاريخ 9/11/2023، https://2u.pw/KqvADff، تاريخ آخر زيارة 13/12/2023.
[37] وقفات تضامنية لطلبة سورية في الجامعات والمعاهد دعمًا للمقاومة الفلسطينية وطوفان الأقصى، وكالة أنباء سانا، 11،10،2023، https://www.sana.sy/?p=1977986، تاريخ آخر زيارة 19/12/2023.
[38] تجلى موقف النظام السوري العدائي من حركة حماس في مناسبات عدة، كان أبرزها اتهام بشار الأسد في خطاب القسم في العام 2014 لحركة حماس بأنها حركة تدّعي المقاومة، وعلى الرغم من اضطرار النظام لقبول المصالحة مع حماس بضغط إيراني في صيف العام 2022، فإنه واصل وإعلامه خطاب الهجوم على الحركة، وكان آخر خطاب يهاجم حماس ظهر على لسان الأسد نفسه، في شهر آب/ أغسطس الماضي، حين وصف موقف حركة حماس من النظام في بدايات الثورة السورية بأنه “مزيج من الغدر والنفاق”، وأكد أن العلاقات معها لا يمكن أن تعود كما كانت عليه في السابق، للمزيد، انظر: الأسد يتحدث عن “شروط” لقاء أردوغان و”غدر” حماس، لقاء مع بشار الأسد في موقع سكاي نيوز عربية، بتاريخ 9/8/2023، https://2u.pw/6jE3HXG، تاريخ آخر زيارة 13/12/2023.
- تقييم حالة صادر عن مركز حرمون للدراسات المعاصرة
عذراً التعليقات مغلقة