عائشة صبري – حرية برس:
نعى ناشطون في الثورة السورية، زميلهم الناشط، محمد كنج (34 عاماً)، إثر وفاته بمرض السرطان، وهو من مهجّري ريف حمص الشمالي، ولجأ بعد التهجير إلى مدينة إسطنبول التركية.
وقال مراسل “حرية برس” لؤي يونس: إنَّ عشرات النشطاء والإعلاميين رثوا محمد كنج على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد 24 كانون الأول/ديسمبر 2023، وأعربوا عن الأثر الطيب الذي تركه في قلوبهم، مادحين أخلاقه الحسنة ودوره في الثورة السورية.
وأضاف مراسلنا وهو صديق للراحل “كنج” الذي ينحدر من قرية تيرمعلة في ريف حمص الشمالي، أنَّه كان من النشطاء الذين عملوا منذ بداية الثورة السورية، وذلك من خلال اختصاصه وعمله في تركيب أجهزة الانترنت الفضائي.
وتابع: وبرمجتها للناشطين الإعلاميين ومنهم مراسلين في تجمع ثوار سوريا، بهدف تسهيل عملهم لنقل الصورة والواقع في مناطق ريف حمص الشمالي، إضافة إلى عمله في تصوير الوقائع في المكتب الإعلامي لبلدة تيرمعلة.
وأشار “اليونس” إلى أنَّ “كنج” اكتشف أنَّه مصاب بمرض السرطان في الحنجرة منذ نحو عام، وبدأت رحلة العلاج والمعاناة في إسطنبول مع ازدياد وضعه الصحي سوءاً يوماً بعد يوم.
محمد عبد العزيز كنج الحلبي، المولود في قرية تير معلة عام 1989، خرج مع رفاقه في باصات التهجير القسري من ريف حمص الشمالي في أيار/مايو 2018 إلى مناطق الشمال السوري، ومن ثم سافر إلى تركيا وعمل فيها في مهنته بتركيب الإنترنت والبرمجيات، ولم يتزوج.
وفي آخر منشور على صفحته في فيسبوك في 14 أيلول/سبتمبر 2023 أعرب عن حالته الصحية السيئة من خلال حرمانه من الطعام والطبخات التي يجيد صنعها إذ قال: “أسأل الله أن يرد لي صحتي وعافيتي حتى أرجع أقدر آكل، أقل شيء سندويشة فلافل لأني عايش حالياً على الماء والخضار وبعض الشوربة فقط، والحمد لله على كل حال، ديروا بالكم على صحتكم، الصحة هي رأس مال الإنسان وهي أكبر نعم الله على مخلوقاته.. لا تنسونا من دعائكم”.
وفي رثائه كتب الناشط حمزة صوفي: “الأخ العزيز الشاب محمد كنج في ذمة الله بعد صراع مع مرض السرطان.. زرته مرات عديدة كان صابراً محتسباً رحمه الله تعالى”.
وكتب صائب قناطري: “هذا محمد لا يمكن أن تجد شخصًا عرفه ولا يحبه.. صديق لكل من حوله، خدوم، أمين، يسبقك بالسلام، يسامح بحقه دائمًا، بار بوالديه، طيب القلب، بشوش الوجه. توفاه الله بعد صراع طويل مع مرض السرطان وقد غُفرت ذنوبه كلها ورُفعت درجته بإذن الله”.
وكتب ماجد العبيد: “خبر وفاة شب من أطيب الشباب الي مرو بحياتي، شب متل الوردة عمرو يا دوب 35 سنة، بكل بساطة نام وما فاق، شب كان الحديث معو بحسسني بالطمئنينة، شب لا يمكن أنك تقعد معو وما يترك أثر حلو جواتك.. محمد كان حباب اكتر مما بيلزم لها الواقع، كان حساس اكتر مما بتطلب المرحلة، راح محمد وتركلي وراه كمية صور ومحادثات كفيلات بقتلي كل يوم الف مرة”.
عذراً التعليقات مغلقة