- حوار: نوار الشبلي
في مدينة المالكية في محافظة الحسكة ولدت فدوى كيلاني، ودرست المعهد الهندسي (قسم العمارة) في حلب، وبعدها حازت على الشهادة الجامعية في الأدب العربي من جامعة حلب عام 1993، وعملت كمدرسة حتى عام 1998 حيث هاجرت إلى الإمارات العربية المتحدة ومازالت تقيم فيها، كما أنها عضو في اتحاد أديبات الإمارات العربية المتحدة.
وقد بدأت بكتابة الشعر منذ كانت في المرحلة الإعدادية من دراستها، لتستمر في كتابة الشعر إلى يومنا هذا ومن أعمالها: “ظل لا يعرف صاحبه”، “أسماء في حبرها الأخضر” و مجموعة قصصية ( بيت العم سيد )، كما أن هناك أعمال أخرى تعيد طبعها، قصائد عمودية وتفعيلية و نثر، كما أنها كاتبة مقال في العديد من الصحف والمجلات العربية.
التقينا بالشاعرة السورية الكردية فدوى الكيلاني لنتعرف عليها عن قرب، وكان الحوار التالي:
- متى بدأت الشاعرة فدوى كتابة الشعر. وما أول قصيدة كتبتها؟
لا أستطيع تحديد تاريخ ولادة أول قصيدة لي، لاسيما إنني كنت أكتب بعض الخواطر في طفولتي حتى من دون أي عنوان. مرحلة النضج الثاني لكتاباتي خارج دفتر المذكرات الذي كنت أحمله بدأت مع مجلة -مواسم- عندما راسلتها وأنا طالبة في الصف الأول في الجامعة ونشرت تحت اسم مستعار. ثم انقطعت بعد هذه المرحلة لفترة طويلة لأعود إليها في منتصف العقد الماضي أواصل كتابة قصيدتي..!
- من الواضح أنك تحاولين أن تلقين الضوء على بعض القضايا المهملة؟
موضوع الإهمال نسبي فما هو مهمل أحيانا في نظر البعض منا هو في مركز الاهتمام من قبل آخرين لهذا فالكتابة الشعرية تأتي عادة من خلال الاهتمام بما هو غير مطروق أما القضايا السياسية التي تطرقت إليها فهي عندي وأمثالي ذات أهمية كبيرة إلا إنها عند غيرنا قد لاتكون هامة.
- كتبت عن الأنثى آلامها، حزنها وفرحها، عن المرأة الكردية، ما القصيدة الأقرب إلى فدوى وتعكس معانتها وأوجاعها كأنثى وكسورية كردية؟
نعم لقد كتبت الكثير عن المرأة معاناتها فرحها حلمها وتكادين ألا تجدي أية قصيدة لي إلا وللأنثى بها علاقة مباشرة أو غير مباشرة أما عن تحديدها فأيضا أجدني في موقع المحرجة أمام هكذا جواب يتعلق بالمخايرة بين قصائدي هناك آلام وآمال واحدة للمرأة السورية والكردية كما أن هناك خصوصية لبعض نقاط التناول لدى كل منهما لأن الأم الكردية أو المرأة الكردية قد تجرعت ألم المعاناة بشكل مضاعف من قبل النظام الدموي الاستبدادي الذي حكم بلدنا بالحديد والنار بالإضافة إلى المعاناة الاجتماعية الخاصة وغيرها الكثير.
- كنت فيما قبل تكتبين باسم مستعار، ما السبب؟
السبب في كتابتي باسم مستعار هو أن الاستبداد الأمني كان يلاحق أي اسم يكتب خارج السياق المألوف وفي الصحافة الممنوعة ولأن الموضوعات التي كنت أتطرق لها لم تكن مقبولة لدى رقيب السلطة هذا ما كان وراء كتابتي بالاسم المستعار. هناك أمر آخر وهو هيمنة الخجل علي فلم أتجرأ على كتابة اسمي تحت قصيدتي إلا بعد سنوات طويلة من العمل والغربة والتعليم وتشجيع شقيقي وشقيقاتي وبعض الصديقات المقربات جداً .
- أجبرت على ترك الوطن سوريا حدثينا حبذا لو تحدثينا عن ذلك
تركت وطني سوريا بسبب تقرير كتبه -شاعر- معروف كان زميلي في تدريس مادة اللغة العربية وأصبح فيما بعد مسؤولاً عن الثقافة . لقد كتب تقريراً مليئاً بالافتراءات علي وقد قال لي أحد المحققين وهو يقرأ بعض فقراته علي: إن من كتب التقرير عنك خطط لإعدامك. وإثر ذلك التقرير تم نقلي من عملي في وزارة التربية كمدرسة بشكل تعسفي إذ نقلت إلى مؤسسة الحبوب في القامشلي بينما كنت أعمل في الحسكة. طبيعة عملي الجديد في مراكز شراء الحبوب لم تعجبني لذلك رأيت أنه من الضروري مغادرة البلاد إلى بلد خليجي بعد أن عرفت أن قرار نقلي صادر عن الأمن القومي الذي لم يصدر قرارات من هكذا نوع إلا نادراً بحقي وكاتب أو كاتبين آخرين فقط على حد علمي.
- لست شاعرة فقط بل كاتبة قصة قصيرة، كلمينا عن تجربتك في كتابة القصة القصيرة وأيهما تفضيلن أكثر كتابة الشعر أم القصة؟
نعم أنا أكتب القصة والشعر. لست أنا من أختار ماذا أكتب هما من تفرضان نفسيهما علي كتابياً.
- هل لك نية في كتابة رواية؟
محاولاتي في كتابة الرواية لم تكتمل للآن. إنها بحاجة إلى هدوء تام ولدي أكثر من مشروع تركته جانباً .
- كيف ترى فدوى الثورة السورية بعد 5 سنوات؟
بعد مرور خمس سنوات على الثورة السورية أرى كما غيري من المنصفين أنها كانت ثورة عظيمة في تاريخ المنطقة ولكنها أجهضت والسبب يعود إلى التآمر الدولي ضدها بالإضافة إلى خيانات بعض وجوه قياداتها من اللصوص.
- ماذا عن ما تحضره فدوى من أعمال مقبلة؟
لدي الكثير من المخطوطات الشعرية والقصصية أرغب بطباعتها قريباً . ومنها ما هو منجز، آمل إصداره في مطلع العام المقبل كي أبدأ مرحلة كتابة ونشر جديدين في حياتي.
عذراً التعليقات مغلقة