التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق اليوم الأربعاء بشار الأسد، في أول زيارة من نوعها منذ 12 عاما، أوضح مسؤولون أردنيون أن ها تهدف إلى إظهار التضامن بعد الزلزال، ستليها زيارة أخرى إلى تركيا، وستركز على الاحتياجات الإنسانية وكيفية مساهمة الأردن، الذي يؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، في عمليات الإغاثة الراهنة.
ورغم أن مسؤولين أردنيين قللوا من أهمية اللقاء، ووصفوه بأنه لفتة سياسية تجاه دمشق التي يوجد بينها وبين الأردن، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، خلاف حول مجموعة من القضايا الإقليمية، إلا أن بشار الأسد رحب خلال لقائه مع الصفدي بأي “موقف إيجابي” يصدر من الدول العربية، التي قطع عدد منها علاقته مع دمشق منذ بداية النزاع في سوريا. وقال الأسد، وفق ما نقلت حسابات الرئاسة، إن “الشعب السوري يرحب ويتفاعل مع أي موقف إيجابي تجاهه وخاصة من الأشقاء العرب”، مشدداً على “أهمية التعاون الثنائي بين سوريا والأردن”.
وزيارة الصفدي هي الثانية منذ وقوع الزلزال لوزير خارجية عربي إلى دمشق، التي زارها نهاية الأسبوع الماضي وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الذي تقود بلاده جهود الإغاثة الإقليمية. ويسعى الأسد إلى الاستفادة سياسيا من الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف في تركيا وسوريا ويأمل في أن يساهم في تخفيف حدة العقوبات الغربية والعزلة الدبلوماسية لبلاده.
وكان الأردن أرسل شحنات كبيرة من المساعدات لكلا البلدين التي ضربهما الزلزال شملت مستشفى طبيا إلى تركيا مع تنظيم عدة رحلات جوية وقوافل مساعدات عبر المعبر الحدودي الشمالي مع سوريا.
كما اتصل الملك الأردني ببشار الأسد بعد وقوع الزلزال. وكان الأردن من بين أولى الدول التي أرسلت طائرات مساعدات إلى النظام السوري، وقد وصلت ثلاث طائرات على الأقل، عدا عن عشرات الشاحنات التي دخلت سوريا عبر معبر نصيب الحدودي.
وقال وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد خلال وداعه نظيره الأردني في مطار دمشق في تصريحات لقناة المملكة الأردنية “نتعاون منذ وقت طويل، لكن نقدر عالياً هذه الزيارة لأنها تأتي في وقت مناسب”. وأضاف “نشعر بالامتنان على المساعدات السخية التي أرسلتها الدولة الأردنية والمواطنون الأردنيون إلى سوريا”.
من جهته، أكد الصفدي أنه “لا يمكن للأردن إلا أن يقف جنباً إلى جنب مع سوريا بعد حدوث الزلزال”. وتابع “نحن في لحظة إنسانية يعاني منها الشعب السوري الشقيق، ورسالتنا الوقوف إلى جانبه”.
كما أشار الصفدي، إلى أن زيارته كانت محطة لبحث العلاقات الثنائية بين الأردن وسوريا وبحث الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي ينهي الأزمة وينهي هذه الكارثة، ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها. وقال الصفدي، في تصريحات لـقناة “المملكة” الأردنية نشرتها على موقعها الإلكتروني اليوم، إنه بحث خلال زيارته دمشق ولقائه بشار الأسد ووزير الخارجية، الجهود المبذولة لتهيئة الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين ويخلص سوريا من الإرهاب الذي “يشكل خطرا علينا جميعا”.
ولم يقطع الأردن أبدا علاقاته مع سوريا، لكن علاقاته مضطربة منذ أمد طويل مع جارته الشمالية. وكان الأردن، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، يدعم جماعات المعارضة الرئيسية التي سعت للإطاحة ببشار الأسد، لكنه دعم لاحقا الحملة العسكرية بقيادة روسيا التي استعادت جنوب سوريا من سيطرة المعارضة.
عذراً التعليقات مغلقة