بعد 300 يوم من القتال في أوكرانيا، ليس لدى جيش الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الكثير ليظهره، بعد أن فشلت جميع الأهداف وتمكنت القوات الأوكرانية من تحرير أغلب الأراضي بما في ذلك العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت القوات الروسية من الاستيلاء عليها.
ومن الغزو الروسي الفاشل إلى سوء تقدير بوتين للرد الغربي، فيما يلي بعض أكبر الأخطاء التي ارتكبتها موسكو خلال حربها غير المبررة في أوكرانيا، وفقا لموقع “بيزنس إنسايدر”.
إفساد الغزو
نقل الموقع عن محللين عسكريين أن روسيا أخفقت تماما في غزوها الأولي لأسباب متنوعة وأن حملتها كانت مليئة بالحسابات الخاطئة وضعف التواصل والارتباك الواسع.
ويقول جيفري إدموندز ، خبير روسيا في مركز التحليلات البحرية والمحلل العسكري السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، للموقع إن الاعتقاد قبل الحرب كان أن الروس سيقومون بعملية مدروسة.
وخلال الأيام الأولى من الحرب، كان من المتوقع أن تجمع القوات الروسية بين الدعم الجوي والهجوم البري وتتقدم بمجموعات كبيرة من المدفعية والمدرعات والقوات، لكن ذلك لم يحدث وواجهوا صداعا لوجستيا وعزلة وكمائن.
وقال ماسون كلارك، المحلل الروسي الرئيسي في معهد دراسة الحرب، لـ “بيزنس إنسايدر”: “لقد أخطأ الكرملين ببساطة في حساباته وتوقع أن ينهار الجيش الأوكراني بشكل أسرع بكثير مما كان عليه”.
التقليل من قوة دفاع أوكرانيا
افترض بوتين أن النصر سيكون سريعا وسهلا وأن قواته ستسيطر على كييف في غضون أيام، لكن المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة لم تسقط أبدا، حيث قلل الزعيم الروسي إلى حد كبير من إرادة الأوكرانيين في القتال والدفاع عن وطنهم.
وكانت مقاومة أوكرانيا الشرسة واضحة في وقت مبكر جدا من الحرب.
وقال كلارك للموقع إن عدم نجاح روسيا كان ناتجا عن مزيج من التنفيذ السيئ وأداء أفضل للجيش الأوكراني و”معنويات (أوكرانية) أعلى بكثير مما توقعه أي شخص، والأهم من ذلك الروس”.
التخلي عن الكثير من الأسلحة
أما الهجوم المضاد المفاجئ الذي شنته أوكرانيا في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية في أواخر الصيف روسيا، شكل بداية دفعة هائلة حررت آلاف الأميال من الأراضي التي استولت عليها موسكو.
ودفعت سرعة الهجوم القوات الروسية إلى الاندفاع من مواقعها، تاركة جبالا من الأسلحة والذخيرة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في ذلك الوقت إن بعض القوات الروسية “فرت في حالة من الذعر الواضح” وتركت وراءها الكثير من “المعدات عالية القيمة”.
مخزونات الذخائر الموجّهة
في الأشهر الأخيرة، شنت روسيا موجات من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي استهدفت البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، لكن القيام بذلك استنفد مخزونات موسكو من الذخائر الموجّهة بعيدة المدى.
وفي الآونة الأخيرة، قال مسؤولون كبار في الاستخبارات الأميركية إن روسيا تستنفذ ذخائرها بشكل أسرع من إمكانية توفيرها.
ويقول مسؤولون أيضا إن استخدام كميات هائلة من المدفعية والذخائر الموجهة بدقة أجبر موسكو على اللجوء إلى إيران وكوريا الشمالية للحصول على الإمدادات.
التقليل من شأن الوحدة الغربية
كان أحد أهم أخطاء بوتين هو التقليل من شأن الوحدة الغربية وراء أوكرانيا، وفقا للموقع.
وظل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي متحدين نسبيا في تقديم المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا وفي تطبيق عقوبات شاملة ضد روسيا.
كما خلق الغزو فرصة لحلف الناتو للتوسع، وهو ما عارضه بوتين بشدة لعقود، من خلال إضافة السويد وفنلندا، اللتين أضحتا، كسائر الدول الأوروبية الأخرى، أكثر قلقا بشأن أمنهما.
والخميس، قال بوتين الذي بدأت قواته غزو أوكرانيا في 24 فبراير في تصريح للصحفيين إنه يأمل انتهاء النزاع “في أسرع وقت ممكن”.
عذراً التعليقات مغلقة