دعت الولايات المتحدة يوم الخميس إلى “وقف فوري للتصعيد” في شمال سوريا حيث تنفّذ تركيا منذ نهاية الأسبوع ضربات جوية طالت عشرات المواقع في مناطق نفوذ مليشيا وحدات الحماية الكردية التي تعد واشنطن داعمتها الرئيسية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس لصحافيين “تحضّ الولايات المتحدة على وقف فوري للتصعيد في شمال سوريا. نشعر بقلق بالغ إزاء الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة.. وتعرّض المدنيين والأفراد الأميركيين للخطر”. وتابع “نتفهّم أن لدى تركيا مخاوف أمنية مشروعة في ما يتعلّق بالإرهاب. لكننا في الوقت ذاته عبرنا باستمرار عن مخاوفنا الجديّة إزاء تأثير التصعيد في سوريا” على مواجهة “تنظيم الدولة الإسلامية وعلى المدنيين على جانبي الحدود”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قالت إن الضربات الجوية التي نفذتها تركيا في شمال سوريا هددت سلامة العسكريين الأمريكيين، وإن الوضع المتصاعد يعرِض للخطر التقدم الذي أُحرز على مدى سنوات ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”. وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، في بيان “الضربات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكل مباشر سلامة العسكريين الأمريكيين الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والاحتفاظ باحتجاز أكثر من عشرة آلاف معتقل من التنظيم المتشدد”.
وللولايات المتحدة قرابة 900 جندي في سوريا، لا سيما في شمالها الشرقي، يعملون مع مليشيا قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها مقاتلون أكراد من مليشيا وحدات حماية الشعب، لمحاربة فلول “الدولة الإسلامية”.
وتشنّ تركيا منذ فجر الأحد حملة جوية ضد المليشيات الكردية في سوريا والعراق قالت إنها تأتي رداً على هجوم بعبوة ناسفة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في إسطنبول أوقع ستة قتلى، واتهمت حزب العمال الكردستاني الناشط في شمال العراق، ومليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، بالوقوف خلفه. ونفى الطرفان الكرديان أي علاقة لهما.
وجدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكلام عن عملية برية محتملة في سوريا، فيما دعا القائد العام لمليشيا قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي موسكو وواشنطن إلى التدخل لمنع التصعيد. وحذّر الكرملين تركيا من “زعزعة الاستقرار” في المنطقة.
وميدانيا، أعلنت مليشيا قوات سوريا الديموقراطية “قسد” الخميس مقتل ثمانية من مقاتليها جراء قصف تركي استهدف ليل الأربعاء مواقع للمليشيا قرب مخيم الهول في شمال شرق سوريا.
وشنّت تركيا الخميس، قصفاً مدفعياً على مناطق عدّة في محافظة الحسكة (شمال شرق)، ومحافظة حلب (شمال) حيث استهدفت نقطة لقوات النظام شرق مدينة عين العرب (كوباني)، من دون تسجيل أي خسائر بشرية.
وتسبّب القصف التركي، وفق مصادر إعلامية، منذ فجر الأحد بمقتل 35 من عناصر المليشيات الكردية و23 عنصراً من قوات نظام الأسد.
عذراً التعليقات مغلقة