أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن بلدة ليمان الشرقية الرئيسية “خالية تماما” من القوات الروسية، وذلك بعد يوم من إعلان موسكو أن قواتها قررت الانسحاب من معقلها شمال منطقة دونيتسك الذي سيطرت عليه لأشهر.
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو قصير على قناته على تلغرام “اعتبارا من الساعة 12:30 (09:30 بتوقيت غرينتش)، تم تطهير ليمان تماما”.
وسقطت ليمان في مايو في يد القوات الروسية التي استخدمتها كمركز للوجستيات والنقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك. وتمثل استعادتها أكبر انتصار لأوكرانيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف الذي شنته في منطقة خاركيف بالشمال الشرقي الشهر الماضي.
وتعهد زيلينسكي بمزيد من النجاحات السريعة في منطقة دونباس، التي تشمل منطقتي دونيتسك ولوغانسك الخاضعتين للسيطرة الروسية إلى حد كبير.
وقال في خطاب عبر رابط فيديو، السبت، “خلال الأسبوع الماضي، زاد عدد الأعلام الأوكرانية التي ترفرف في دونباس. وسيكون هناك المزيد منها في غضون أسبوع”.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان، الأحد، إن طائراتها نفذت 29 ضربة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ودمرت أسلحة وأنظمة صاروخية مضادة للطائرات، كما استهدفت القوات البرية مواقع قيادة ومستودعات تضم ذخيرة وتجهيزات صواريخ مضادة للطائرات.
وذكر البيان الأوكراني أن القوات الروسية أطلقت أربعة صواريخ وشنت 16 ضربة جوية واستخدمت طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136 لمهاجمة بنية تحتية. وأضاف أن أكثر من 30 تجمعا سكنيا تعرضت لأضرار معظمها في الجنوب والجنوب الشرقي.
وأثارت نجاحات أوكرانيا حفيظة حلفاء بوتين على غرار رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان في جنوب روسيا.
وكتب قديروف على تلغرام، قبل كلمة زيلينسكي، “في رأيي الشخصي، ينبغي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مثل إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة”.
ويقول مسؤولون روس آخرون، من بينهم الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، إن روسيا قد تضطر إلى اللجوء إلى الأسلحة النووية، إلا أن دعوة قديروف كانت الأكثر وضوحا.
وقال بوتين الأسبوع الماضي إنه لم يكن يبالغ عندما قال إنه مستعد للدفاع عن “وحدة أراضي” روسيا بكل الوسائل المتاحة، وأشار بوضوح، الجمعة، إلى أن هذا يشمل أيضا المناطق الجديدة التي ضمتها موسكو.
وتؤكد واشنطن أنها سترد بشكل حاسم على أي استخدام للأسلحة النووية.
وقال محللون في “معهد دراسات الحرب”، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن الجيش الروسي في وضعه الحالي يكاد يكون بشكل مؤكد غير قادر على الصمود في معركة نووية رغم أنه يتدرب منذ فترة طويلة على القيام بذلك، بحسب رويترز.
وانسحبت القوات الروسية من مدينة ليمان الشرقية في منطقة دونيتسك، السبت، مع تقدم القوات الأوكرانية فيها، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضم المنطقة وتعهده بالدفاع عنها بكل الوسائل العسكرية.
وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية انسحبت لتجنب “خطر المحاصرة” مع اقتراب الهجوم المضاد الأوكراني من المدينة.
ويمثل فقدان ليمان، التي تعتبر نقطة انطلاق رئيسية في حملة موسكو بمنطقة دونيتسك الشمالية، ضربة للرئيس الروسي، الذي أعلن أن المنطقة وثلاث مقاطعات أوكرانية أخرى هي أراض روسية، الجمعة.
ومن غير الواضح عدد القوات الروسية التي كانت متمركزة في ليمان أو التي انسحبت مع تطويق الجيش الأوكراني للمدينة، حيث كان طريق الخروج الوحيد شرقا داخل نطاق المدفعية الأوكرانية في الأيام القليلة الماضية. وحتى يوم الجمعة كان ما يقدر بنحو 5500 جندي روسي في ليمان.
وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن انسحاب روسيا من ليمان، السبت، يترك قواتها بشرق أوكرانيا في موقف محفوف بالمخاطر بشكل متزايد.
وتقع ليمان على الضفة الشمالية الشرقية لنهر “سيفرسكي دونيتس”، والآن بعد أن استعادت القوات الأوكرانية المدينة، سيكون لديهم موطئ قدم قوي على الجانب الشمالي الشرقي من النهر يمكنهم استخدامه للتقدم إلى أقصى الشرق، وممارسة الضغط على الخطوط الأمامية الروسية التي تشكلت بعد هزائمهم الأخيرة حول خاركيف.
عذراً التعليقات مغلقة