كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية اليوم الثلاثاء أن أكثر من 13 ألف مهاجر تونسي وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام على متن قوارب فيما توفي وفقد أكثر من 500 مهاجر في عرض البحر.
وقال المنتدى، الذي يعنى بالهجرة، في مؤتمر صحفي الثلاثاء إن هذا العدد (13449 مهاجرا) يمثل الفترة الممتدة بين يناير/ كانون الثاني وحتى يوم 12 من سبتمبر/ أيلول العام الجاري. وهو ما يمثل زيادة بنسبة 23 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة في البلاد وراء هذا الارتفاع.
ويستقي المنتدى أرقامه بشكل دوري من بيانات وزارتي الداخلية والدفاع في تونس وإيطاليا ومنظمات ونشطاء مستقلين. ومع تحسّن الأحوال الجوية خلال فصلي الربيع والصيف تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية انطلاقاً من السواحل التونسية والليبية نحو تلك الإيطالية.
وتنطلق قوارب الهجرة السرية بشكل يومي من السواحل التونسية نحو الأراضي الايطالية القريبة بحثا عن فرص أفضل للحياة داخل الاتحاد الأوروبي.
ويتزايد استخدام المهربين لسواحل صفاقس وجرجيس والمهدية على البحر المتوسط كمنصات انطلاق للمهاجرين المتجهين بالقوارب إلى أوروبا.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان الثلاثاء أن قوات خفر السواحل تمكنت خلال الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء في السواحل الجنوبية والشمالية للبلاد من “إحباط 34 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة و نجدة وإنقاذ 554 مجتاز”. والأسبوع الفائت لقي 12 تونسيا حتفهم اثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية للبلاد.
وتونس في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية حادة تهدد بإفلاس المالية العامة، بينما بلغ التضخم 8.6 في المئة وهو أعلى مستوى منذ ثلاثة عقود. وتدفع الأزمة الآلاف من اليائسين والعاطلين وحتى العائلات لركوب القوارب على الرغم من حوادث الغرق الجماعية المتكررة هذا العام. وفي أحدث مأساة على السواحل التونسية غرق في الليلة الفاصلة بين يومي السادس والسابع من الشهر الجاري بسواحل المهدية مركب يضم نحو 37 شخصا نجا من بينهم 14 وانتشل الحرس البحري 12 جثة ولا يزال البحث مستمرا عن مفقودين آخرين.
وبلغت أنشطة الهجرة السرية ذروتها في شهر أغسطس/ آب الماضي. وقال رمضان بن عمر المسئول في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إن أكثر من 3700 مهاجر تونسي وصلوا إلى السواحل الايطالية في أقل من شهر بين 15 أغسطس/ آب و8 سبتمبر/ أيلول العام الجاري.
وتحدث رمضان بن عمر عن وصول 2600 قاصر و640 امرأة و500 أسرة تونسية إلى السواحل الإيطالية في رحلات غير شرعية عبر البحر هذا العام. وأضاف أن عدد الغرقى قبالة السواحل التونسية هذا العام بلغ حوالي 570. وقال بن عمر لرويترز “إن الوضع الاقتصادي السيء لم يعد سببا وحيدا لتنامي الرحلات غير الشرعية نحو إيطاليا. هناك أزمة سياسية خانقة وتراجع في الحريات بالإضافة إلى توتر اجتماعي وخدمات عامة انهارت وفقدان الأمل لدى التونسيين”. وأوضح أن السلطات التونسية منعت أكثر من 23500 تونسي من الوصول إلى السواحل الإيطالية بإحباط نحو 1800 عملية عبور.
ووفقا لوكالة فرونتكس الأوروبية، استُخدم طريق وسط البحر الأبيض المتوسط من قبل أكثر من 42500 مهاجر من يناير/ كانون الثاني إلى يوليو/ تموز، بزيادة قدرها 44 في المئة مقارنة بالأشهر السبعة الأولى من عام 2021.
مغادرة الكفاءات بطريقة شرعية
وبخلاف الهجرات غير المنظمة تشهد تونس مغادرة الآلاف من الكوادر والكفاءات سنويا بطرق شرعية نحو الدول الأوروبية والخليج العربي وأمريكا الشمالية بسبب تدني الأجور وارتفاع كلفة المعيشة. وقدر المرصد التونسي للهجرة عدد المغادرين للبلاد سنويا بنحو 36 ألف.
ووفق احصائيات رسمية يعيش مليون و700 ألف تونسي في الخارج. ويقدر عدد سكان تونس بحوالي 5ر11 مليون نسمة.
عذراً التعليقات مغلقة