كانت التونسية أنس جابر قريبة جدا اليوم من تعزيز إنجازاتها عندما اقتربت من تحقيق أول ألقابها في إحدى البطولات الأربع الكبرى، لكنها خسرت نهائي بطولة ويمبلدون أمام الكازاخستانية إيلينا ريباكينا (23 عاماً ومصنفة 23 عالمياً)، التي أحرزت اللقب الأول الكبير، وهي المولودة في روسيا لكنها اختارت حمل ألوان كازاخستان عام 2018 بدلًا من روسيا التي فُرض حظر على لاعبيها بالمشاركة في النسخة الحالية بسبب غزو أوكرانيا.
ونجحت ريباكينا في تحويل تأخرها في المجموعة الأولى إلى فوز مثير بمجموعتين لواحدة، وأصبحت أول لاعبة من كازاخستان تتوج بلقب إحدى بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى.
وعلى الرغم من خسارة نهائي ويمبلدون، ينظر العرب إلى أنس جابر على أنها البطلة غير المتوجة، فمنذ أيام أصبحت أول عربية وأفريقية تصل لنهائي إحدى البطولات الأربع الكبرى لمحترفات التنس.
وقالت جابر في تصريحات بعد الخسارة إنها “حزينة جدا، ولكن في مباريات التنس لا يوجد فيها سوى فائز واحد، كنت أرغب في تحقيق الفوز”.
وحققت التونسية المصنفة ثانية عالميا إنجازا غير مسبوق للتنس العربي والأفريقي بتأهلها لنهائي بطولة ويمبلدون الإنكليزية لكرة المضرب، بعد تغلبها على الألمانية ماريا تاتيانا.
خاضت جابر (27 عاما) بطولة ويمبلدون بمعنويات عالية بعد أن توجت بطلة في دورة برلين على الملاعب العشبية في 19 يونيو الماضي.
بدأت جابر تشد الأنظار نحوها خلال بطولة أستراليا المفتوحة في العام 2020 (78 عالميا وكانت أول لاعبة عربية تتأهل لربع النهائي في دورة غراند سلام).
وفي يونيو 2021 (24 عالميا)، فازت بدورة برمنغهام لتكون تبعا لذلك أول لاعبة مغاربية تحقق هذا الإنجاز.
شيئا فشيئا حصدت التونسية المتحدرة من مدينة قصر هلال الساحلية (شرق) “تجربة وثقة والعديد من اللاعبات أصبحت تخشين مواجهتي” في تقديرها.
وُلدت أنس أو “وزيرة السعادة” كما يلقبها التونسيون في مدينة قصر هلال (شرق) في 28 أغسطس 1994، في عائلة تتكون من شابين وفتاتين هي أصغرهم.
وانطلقت في لعب كرة المضرب منذ الصغر في مدينة حمّام سوسة (شرق). بدأت خطواتها الأولى بمركز النهوض بلعبة كرة المضرب في المدرسة مع مدربها آنذاك نبيل مليكة.
انتقلت جابر في سن الثانية عشرة إلى العاصمة تونس للتدرب في المعهد الرياضي بالمنزه (حكومي يضم نخبة الرياضيين) لتبدأ مشوارا جديدا في حياتها.
ويُعرف عن أنس أن لديها أسلوب لعب خاص في طريقة التعامل مع منافساتها خلال المباراة وتبحث عن تقديم العروض الجميلة “هي تكره اللعب بنسق واحد، تبحث دائما على خلق الفرجة بتنويع اللعب بتسديدات تفاجئ بها الخصم، وخصوصا منها عبر الكرات الساقطة”، حسب مليكة الذي يؤكد أنها “فعلا ملكة الدروب شوت منذ زمن”.
في تصريحات قبل نهائي ويمبلدون رأت جابر أن تتويجها بأول لقب كبير في مسيرتها أمام ريباكينا ستكون فرحته مزدوجة “لإن السبت هو العيد (الاضحى)، وهو إجازتي المفضلة. هو بمثابة عيد الميلاد لنا”.
وكشفت المصنفة ثانية عالميا أن التتويج في ويمبلدون لم يكن حلمها “لن أكذب عليكم، الفوز في ويمبلدون لم يكن حلم طفولتي. كان حلم طفولتي دوما الفوز في بطولة فرنسا المفتوحة (على أرض ترابية في رولان غاروس)”.
وتابعت ابنة قصر هلال التونسية البالغة 27 عاما “لم يكن لدينا ملاعب عشبية في تونس، فلم اتصور نفسي في ويمبلدون في طفولتي. لكنه أصبح حلما عندما بلغت ربع النهائي العام الماضي، لأني احببت كل شيء في ما يتعلق بويمبلدون”.
ويأتي وصولها إلى نهائي ويمبلدون بعد مشاركة مخيبة في بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثانية بطولات الـ”غراند سلام”، حيث انتهى مشوارها عند الدور الأول، وبعد غيابها عن بطولة أستراليا المفتوحة بسبب الإصابة.
وكانت جابر من أبرز المرشحات للفوز بلقب رولان غاروس، لاسيما أنها كانت قادمة من تتويج بلقب دورة مدريد الألف على الملاعب الترابية ووصول الى نهائي دورة روما الألف أيضاً حيث خسرت أمام شفيونتيك.
يعرف عن جابر جرأة وصرامة في اللعب ولا تتردّد في أن تتوقف عن اللعب في المباراة لتطلب من أحد المشجعين التزام الصمت لتتمكن من التركيز.
مرحة وتسعى دائما إلى التعليق بطريقتها الخاصة، حيث تملك جرأة لطلب الاستماع إلى ايقاعات وأغاني تونسية بعد كل مباراة انتصرت فيها خلال دورة برلين التي أحرزت لقبها الشهر الفائت. وتفاعل معها المسؤول عن التنشيط في الملعب وبث لها خصيصا مقطعا من أغنية لفنان الراب التونسي “بلطي”.
كثيرة النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي وتنشر مقاطع فيديو وصور لجزء من حياتها العائلية الخاصة مع زوجها المعد البدني كريم كمّون وكذلك باحتفالها بانتصاراتها بعد كل دورة.
يبلغ طولها 1.67 م وترتكز في لعبها على يدها اليمنى. هي متزوجة منذ عام 2015 من لاعب المبارزة السابق ومعدها البدني حالياً كريم كمّون.
Sorry Comments are closed