واصل الجيش الروسي لليوم السادس عملية غزو أوكرانيا التي تقاوم بشراسة فيما انتهت جولة محادثات سلام بين الطرفين دون تقدم، وسط تحرك لمدعي المحكمة الجنائية الدولية الذي قال إنه سيفتح تحقيقا حول أوكرانيا متحدثا عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.في طالب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بطرد روسيا من مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة.
وفي الأثناء، أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية في أوكرانيا رتلاً عسكرياً روسياً هائلاً يزيد طوله عن 60 كلم يتقدم باتجاه العاصمة كييف التي جعلتها روسيا هدفاً رئيسياً للعملية العسكرية. ونشرت هذه الصور مساء الإثنين “ماكسار”، الشركة الأميركية المتخصصة بالتصوير بواسطة الأقمار الاصطناعية، وأرفقتها برسالة بريدية قالت فيها إنّ الرتل “يمتدّ من تخوم مطار أنتونوف في الجنوب إلى تخوم بريبيرسك” في الشمال.
وأفاد تحديث للمخابرات العسكرية البريطانية أن التقدم الروسي نحو كييف لم يحرز تقدما يذكر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب صعوبات لوجستية كما كثف الجيش استخدامه للمدفعية شمالي العاصمة. وأضافت أن “القوات الروسية كثفت استخدامها للمدفعية شمالي كييف والمناطق المجاورة لخاركيف وتشرنيهيف. استخدام المدفعية الثقيلة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان يزيد بشكل كبير من خطر وقوع ضحايا من المدنيين”.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أكد اليوم الثلاثاء، أن قوات بلاده المسلحة ستواصل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا حتى تحقق أهدافها.
وأضاف شويغو، أنه يجب على الدول الغربية التوقف عن بناء منشآت عسكرية في دول الاتحاد السوفيتي السابقة غير الأعضاء في “الناتو”.
وعلى الصعيد البلوماسي، ويعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مقابلة نظرائه في بولندا وإستونيا وكذلك الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ.وفي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، من المقرر أن تستمر المشاورات في بروكسل ونيويورك وجنيف حول الأزمة. وفي بروكسل يعتزم البرلمان الأوروبي الاجتماع في جلسة عامة استثنائية بشأن أوكرانيا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، وكبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وفي نيويورك، يتواصل انعقاد الدورة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يستمر اجتماع أكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة عدة أيام وينتهي بالتصويت على قرار مناهض لروسيا يهدف إلى إبراز عزلة موسكو دولياً.
كما يتواصل انعقاد دورة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد ألغى مشاركته بسبب إغلاق دول الاتحاد للمجال الجوي أمام الطائرات الروسية. ويضم المجلس 47 دولة، وهو معني بأوضاع حقوق الإنسان في كافة أنحاء العالم. ويُجرى انتخاب أعضاء المجلس لمدة ثلاث سنوات من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويضم المجلس حالياً روسيا والأعضاء الأربعة الآخرين الدائمين في مجلس الأمن، بالإضافة إلى أوكرانيا وألمانيا.
وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 500 ألف شخص فروا من أوكرانيا مما يثير أزمة لاجئين مع انتظار آلاف العبور عند المعابر الحدودية الأوروبية.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق لإنسان إن ما لا يقل عن 102 مدني لقوا حتفهم منذ بدء الغزو يوم الخميس لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
عذراً التعليقات مغلقة