حرية برس – درعا:
فتحت قوات نظام الأسد، اليوم الأربعاء، حاجز السرايا الواصل بين درعا البلد ومركز مدينة درعا، في ظل استمرار تطبيق بنود اتفاق التسوية بين النظام واللجنة المركزية في درعا البلد برعاية روسية، لليوم الرابع على التوالي.
وأفاد “تجمع أحرار حوران” بأن قوات النظام فتحت الطريق من حي سجنة إلى حي المنشية بدرعا البلد لبدء عودة النازحين، يتزامن ذلك مع خروج رتل عسكري كبير للواء الثامن باتجاه درعا البلد للإشراف على عودة النازحين من مدينة درعا إلى منازلهم في درعا البلد.
وقال عضو لجنة التفاوض أبو علي محاميد في صفحته على فيسبوك: “تم اليوم تنفيذ البند الأخير من الاتفاق الذي تم قبل ثلاثة أيام، بكل يسر وسهولة ودخل أفراد الجيش برفقة وجهاء البلد ولم يتم دخول منزل أو طرق باب منزل وإنما كان عبارة عن مرور ومعاينة هويات الأشخاص الموجودين وقد تم فتح المعابر وباشر الناس العودة إلا منازلهم بكل يسر وسهولة”.
وأضاف: “لقد صمدت درعا البلد والسد والمخيم 70 يوماً تحت الحصار وعاشت عدة أيام تحت القصف الهستيري ولم تخضع أو تركع ولم تسمح للغرباء بتدنيس أرضها، لقد أعاننا الله على حفظ دماء أبنائنا وحفظ كرامتنا رغم الضغط الذي مورس علينا، ولقد تجاوزنا هذه المحنة بفضل من الله”.
وفي سياق متصل، أفرجت قوات النظام، صباح الأربعاء، عن عائلة “مؤيد حرفوش” وشقيقه، وهو أحد المطلوبين للنظام في مدينة درعا، عقب اعتقالهم من قبل فرع الأمن العسكري، أثناء عودتهم من مدينة طفس في 4 أيلول/سبتمبر الجاري.
وأشار “تجمع أحرار حوران” إلى بدء قوات النظام بتثبيت النقاط التسعة المتفق عليها داخل ومحيط أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيمات، حيث نشرت نقاطاً أمنية عند مبنى حزب البعث بالقرب من دوار الكازية، وعند مبنى الشبيبة على مدخل درعا المحطة، وعند مبنى المسلخ البلدي جنوبي درعا البلد، وعند مبنى البريد في حي العباسية، وفي منطقة الشلال في مدخل طريق القبة، في حين يجري استكمال تثبيت نقاط أخرى في أحياء درعا.
وينص الاتفاق على عدم تدشيم النقاط بشكل كبير، وعدم رفع سواتر ترابية فيها، ولن تحتوي على أسلحة ثقيلة.
وسبق تثبيت النقاط عملية تفتيش أحياء درعا البلد، منذ صباح اليوم الأربعاء، بعد دخول مجموعات تتبع لقوات النظام تعمل على تدقيق هويات المتواجدين في الأحياء لضمان عدم تواجد غرباء فيها بحسب الاتفاق الذي عقد برعاية روسية، وانتشرت مجموعات اللواء الثامن المدعوم روسيًا لمراقبة سير تنفيذ الاتفاق بحضور ومرافقة لجنة ووجهاء درعا البلد.
شاهد عودة عدد من أهالي درعا النازحين إلى منازلهم بدرعا البلد بعد فتح حاجز السرايا، من قبل عناصر النظام لمدة نصف ساعة، قبل أن يتم إغلاقه مجدداً.
قوات النظام برفقة اللواء الثامن خلال عمليات تفتيش محدودة ضمن حيي طريق السد ومخيم درعا.
في حين، سُمعت أصوات انفجارات في درعا البلد ناجمة عن قيام فرق الهندسة التابعة للنظام بتفجير القذائف والصواريخ غير المنفجرة في منطقة “سوق السويدان”، وهناك عدد كبير من الذخائر غير المنفجرة نتيجة القصف الذي تعرضت له الأحياء من قبل ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران خلال الأيام الماضية، الأمر الذي قد يؤخر عودة الأهالي النازحين إلى منازلهم.
يذكر أنَّ لجنة التفاوض أعلنت في مطلع الشهر الجاري، التوصل لاتفاق مع النظام والجانب الروسي يقضي بدخول دوريات تابعة للشرطة الروسية إلى درعا البلد، وفتح مركز لتسوية أوضاع المطلوبين وأسلحتهم، ونشر أربع نقاط أمنية، ومعاينة هويات المتواجدين في المنطقة، وإعادة مخفر الشرطة إليها، وذلك مقابل الوقف الفوري لإطلاق النار، وفك الطوق عن محيطها، وإدخال الخدمات إليها، فضلاً عن إطلاق سراح المعتقلين وبيان مصير المفقودين.
وكان الأهالي والفعاليات في مدينة درعا ناشدوا المجتمع الدولي، التدخل لإنقاذ أكثر من 50 ألفاً مهددين بالإبادة الجماعية، بعد الحصار الذي فرضه نظام الأسد على درعا منذ 24 حزيران/يونيو الماضي، في ظل الهجمات العسكرية الهمجية والقصف المدفعي العشوائي على منازل وأحياء المدنيين بمشاركة من الميليشيات الإيرانية التي تهدف إلى فرض سيطرة إيران على الجنوب السوري.
عذراً التعليقات مغلقة