يسر منظمة المحامون والأطباء من أجل حقوق الإنسان أن تشارك معكم تقريرها بعنوان: “المعرفة والمواقف ووصمة العار المحيطة بالعنف الجنسي والناجين/الناجيات منه في المجتمعات السورية” والذي تم إعداده بالتعاون مع منظمة “Synergy for Justice”.
لقد تم استخدام العنف الجنسي في سوريا كسلاح حرب، لتحطيم كل من يعارض السلطة ولتدمير العائلات وزعزعة استقرار المجتمعات. إن حجم وطبيعة العنف الجنسي المرتكب ضد السوريين سيكون لهما آثار مدمرة طويلة الأمد بسبب وصمة العار التي تزيد من شدة التفرقة ومستويات العنف والاضطراب.
ولذلك هذا هو السبب في أننا نعتبر أنه من المهم فهم الأنواع المختلفة من الوصمة المرتبطة بالعنف الجنسي والأسباب الجذرية الكامنة والمفاهيم الخاطئة المرتبطة به لتحديد أفضل السبل لمعالجتها والتخفيف من آثارها على الضحايا وعائلاتهم والمجتمع في الوقت الراهن وللأجيال القادمة.
بعد العمل مع الناجيات السوريات من العنف الجنسي لتوثيق الحالات وإحالتهن للحصول على خدمات، أصبح من الواضح أن الوصمة بجميع طبقاتها ومظاهرها وعواقبها لم تكن مفهومة جيدًا ولم يتم التعامل معها بشكل جيد في المجتمعات السورية.
وكجزء من مبادرات وصمة العار المجتمعية، تنظم منظمة LDHR بالتعاون مع خبراء من منظمة Synergy ورشات عمل تهدف إلى حشد المستقبليين الأوليين لتحفيز الحوار والعمل المجتمعي.
وأجرت منظمة LDHR استطلاعاً أساسياً لاستقصاء المعرفة والمواقف في ست مجتمعات سورية تقع في سوريا والأردن وتركيا لفهم مواقف المجتمعات وإدراكها واستجابتها للعنف الجنسي بشكل أفضل.
وبعد الانتهاء من خطط العمل التجريبية لوصمة العار المجتمعية في أربعة من المجتمعات الستة، أجرت منظمة LDHR استطلاعات متابعة لفهم التغييرات في المواقف مع مرور الوقت واستجابة للعمل المنجز فيها ونفذت العمل المجتمعي للوصمة في تلك المجتمعات.
نتيجة لذلك، سجلت منظمة LDHR تغييرات كبيرة في المواقف في جميع المجتمعات الأربعة خلال فترة زمنية قصيرة، إن النتائج المذكورة بشكل تفصيلي في التقرير تعطي الأمل في أن الوصم يمكن أن يتأثر بالتدخلات المدروسة والحوار الذي يحركه المجتمع.
تأمل منظمتا LDHR وSynergy أن يساعد هذا التقرير ونتائج الاستطلاع في إثارة نقاش مجتمعي حول الوصمة بأشكالها العديدة والمخاطر الناتجة عنها وآثارها المختلفة.
ونأمل أن يتم تبني التوصيات الواردة أدناه بالإضافة إلى الدروس المستفادة من قبل الجهات التي تقوم بتصميم برامج العمل والجهات المنفذة والممولة بحيث يمكن دعم السوريين ضمن جهود جماعية داخل مجتمعاتهم لإزالة الانقسامات حول وصمة العار.
يحتاج أولئك الذين يتعاملون مع قضية وصمة العار إلى توفير بيانات داعمة ومترابطة تمكن من يتعرضون للعنف الجنسي من التعافي والعودة للمشاركة الكاملة في مجتمعاتهم مرة أخرى، ومن دون ذلك ستبقى الانقسامات والأضرار داخل المجتمعات لفترات طويلة قادمة.
عذراً التعليقات مغلقة