أضغاث مِيْتَات
شعر: سليمان نحيلي
أحلمُ بموتٍ جميلٍ:
كأنّ أموتَ وأنا اشربُ قهوة الصَّباحِ
والسّيجارة الأولى..
أو أموتَ
وأنا في الهزيعِ الأخيرِ من القُبلةِ…
أو عند كتابةِ قصيدةٍ
يناوشُني الموتُ في نهايتها
ويُسجِّلُ بياضَهُ مكان اسمي
وتنتشرُ القصيدةُ، ويُقال لشاعرٍ مجهولْ
فيما لا يعرفُ إلا الله وحبيبتي وعمر إدلبي ..أنّها لي..
أحلم بموتٍ جميل:
كأن أموتَ في هذا الشّتاءِ؛
وقتما أُفرغُ كل بترولِ العربِ
في مواقدِ سكّانِ الخيام..
أو كأن أموتَ
وقد اكتشفتُ أنَّ كلَّ مَنْ ماتوا في الحرب محضُ كذبةٍ
وأنني كنتُ في حلمٍ طويلْ…
في هذه الحربِ الموتُ هو الأكثرُ حضوراً
لذا .. لا بأسَ ما دمنا ميتينَ
أنْ نحلمَ بموتً جميلْ …
وها أنا مازلتُ أكتبُ
تُرى هل يمهلني الموتُ حتى أُنهي هذه القصيدةَ؟!
لعلّهُ…؟
فلأُتابعْ إذنْ…
أحلمُ بموتٍ جميل
كأن أموتَ وقد عبرتُ من المنفى خطوتين في أرضِ البلادِ
هما محضُ خطوتانِ
فأمهلني أيّها الموتُ
حتّى تكتملَ أسبابُ جمالِكَ!
أحلمُ بموتٍ جميل:
كأن أُمضي يومينَ تحتَ الأنقاضِ بعد الغارةِ
قبل أن ينتشلني من ظلّوا أحياءَ
على ذمةِ العراءِ أو العزاءِ
وأُجيبهم أمام العدسةِ عن شعوري:
لقد كانَ موتاً جميلاً ..!
وها إنني أُنهي هذي القصيدةَ
وأُدونُ اسمي حرفاً … حرفاً
فيما البلادُ ما تزالُ بعيدةً والموتُ لا يأتي ..
سأنتظركَ إذن
سأنتظركَ في الحلمِ
أيّها الموتُ الجميلْ …
عذراً التعليقات مغلقة