حَمَلْتَ الهمَّ باكـراً يا صغيــري
وتخطيتَ مراحـلَ نموِ البُرعمِ
لتغدوَ غُصناً قويّاً بسُــرعةِ البرقِ
لا تكســرِهُ ريحٌ أو تهزُّه نسمات
متجاوزاً التَّطعيمَ والسِّقاية
لتُثبتَ لنا أنَّك كـ”الشَّجر”
يُثقلُه حِمْلُ الثَّمرِ ولا ينحني
لتُمدَّنا بالحياة وتصنعَ أنْتَ القدر
*
ليتَ أوجاعَكَ يُوقِظها ضميــــر
وتحيا بها أممٌ لتتعلَمَ منها الكثير
طفلي المُحاصـرُ في خيمِ الشَّقاء
في سلَّة الخذلان ..
في صندوقِ الأحلام ..
في ترَّهات الأوهام ..
في قنبلة الأحزان ..
في شوارع ألوانها القهر وأرصفتها يخطُّها السِّلوان ..
في مصارعةِ البقاءِ بصحراءِ العمرِ القاحلة ..
*
تتساءَلُ متى سَيُفَكُّ عنكَ الحِصار
لِتُمَارسَ طفولتَكَ مثلَ أترابِك
وتَقِفُ برهةً من فُوهة خيمة أو مِنْ بين الرُّكام
وأنْتَ مُندهِشٌ من هَولِ ما تـرى
فالّذي يجري حولَكَ لا يعيهِ راشدٌ
ولا يفقههُ عالمٌ ولا يحيطهُ علم ..
*
لا تَجْزَعْ يا صغيري ولا تنظرْ للوراء
امضِ كالشِّبلِ يحيا ويموتُ ملكاً
فالكونُ الواسُعُ أمامَك وفضاءٌ رحيبُ
امضِ .. كالعصفورِ مُزقزقاً
تمسحُ الاكفهرارَ ببشاشةِ سَناك
وأنْتَ تنتصرُ بابتسامتك العفوية
وما عليكَ سوى البقاء جَلداً
*
فأنْتَ النبضُ لمُهجَتنا
أنْتَ أَمَلُنَا لاجتيازِ وُعورةِ الطَّريق
أنْتَ الوردُ لتفوحَ أيامُنا بالعطر
أنْتَ الحبُّ كلَّه وأنْتَ حبرُ القلم
عيناكَ جنَّتي ومبسَمك شفائي
اللهُ أرحــمُ بكَ مِنْ حُضْـنِ أُمّــِكَ
حاشـــاهُ ينســاكَ حاشـــاهُ
ادعوهُ يا صغيري ادعوه
فلنْ تخيبَ أبداً دعواه
*
عذراً التعليقات مغلقة