قال السفير العراقي في تركيا هشام علوي، إن “ثمة مفاوضات مع الجهات المعنية في أنقرة، للاتفاق على صيغة جديدة للتعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي”، معرباً عن أمله في أن يستفيد كلا البلدين من ذلك التعاون.
وأضاف علوي في لقاء صحفي، بمقر السفارة العراقية في العاصمة أنقرة، أن “رئيس مجلس النواب العراقي -سليم الجبوري- ومسؤولين آخرين، سبق أن عبّروا عن ترحيبهم بأي دعم -للعراق- قد تساهم به تركيا أو بقية الدول الصديقة”، مبيناً أن “هذا الدعم قد يأخذ أشكالا مختلفة، مثل تقديم أسلحة أو مدربين ومستشارين، لكن بشكل عام نفضل أن يتم ذلك بالتشاور مع الجهات العليا في بغداد”.
حديث السفير عن التعاون الأمني بين بغداد وأنقرة، يأتي في ظل الحرب التي تخوضها بلاده ضد تنظيم “داعش”، في محافظات مختلفة، والحملة العسكرية المرتقبة لتحرير مدينة الموصل -شمال العراق- من قبضة التنظيم.
وحول التدخل الأمريكي في العمليات الميدانية على الأرض من خلال الإعلان عن إرسال مئات العسكريين الأمريكيين إلى العراق للمشاركة في الحرب ضد “داعش”، علّق السفير قائلاً “لا نريد من الأمريكيين أو من غيرهم التدخل الميداني على الأرض، لأن لدينا إمكانات كافية في الميدان، ولكننا نرحب بأيٍّ دور للدول الصديقة في المنطقة أو خارجها، من خلال تقديم المشورة والتدريب والمعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى الدعم الجوي”.
وتقود الولايات المتحدة الأمريكية، تحالفا دولياً مكونا من نحو 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل “داعش” في العراق وسوريا، كما يتولى جنود أمريكيون تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية لتعزيز قدرتها في الحرب ضد “داعش”.
وفي تعقيبه على العمليات العسكرية المرتقبة في مدينة الموصل، أفاد علوي أن “هناك توقعات بأن تبدأ العمليات في أكتوبر/تشرين الأول المقبل أو بعد هذا الموعد بوقت قريب”، مشيراً إلى أنه من الناحية الميدانية فإن “العمليات قد بدأت وتحقق تقدم ملموس في العديد من المناطق، ونحن متفائلون بقدرة قواتنا الأمنية مع الحشد الشعبي -مليشيات شيعية تابعة للحكومة- وأبناء تلك المناطق، على تحرير باقي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي”.
وبدأت الحكومة العراقية في أيار/مايو الماضي، بالدفع بحشودات عسكرية قرب الموصل -أكبر مدينة عراقية يسيطر عليها التنظيم المتشدد، منذ يونيو/ حزيران 2014-، ضمن خطة لاستعادة السيطرة عليها، كما تقول الحكومة إنها ستستعيد المدينة قبل حلول نهاية العام الحالي.
وتعد الموصل -مركز محافظة نينوى-، ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة قبل سيطرة “داعش” عليها، وتبعد عن العاصمة مسافة حوالي 465 كلم.
أمّا عن الأوضاع في محافظة الأنبار -غربا-، اعتبر السفير علوي، الأحداث فيها “مطمئنة وتبشر بالخير، ومعنويات عناصر تنظيم الإرهابي منخفضة”، مبيناً أن “أهالي المحافظة باتوا يدركون خطر سيطرة التنظيم على مناطقهم، وهم يتعاونون مع الأجهزة الأمنية”.
وفي نهاية يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت القوات العراقية، تحرير كامل مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، من سيطرة “داعش”، عقب عملية عسكرية بدأتها القوات الحكومية في مايو/أيار الذي سبقه وذلك بعد أشهر قليلة من استعادة مدينة الرمادي مركز المحافظة.
وتعتبر الفلوجة أولى المدن التي سيطر عليها “داعش”، مطلع عام 2014، قبل اجتياحه شمالي البلاد وغربه صيف العام نفسه، وإعلانه ما يسميها “الخلافة” على تلك الأراضي، إلى جانب أراضٍ سورية في الجانب الآخر من الحدود.
وفيما يتعلق بمحافظة نينوى -شمال-، أكد علوي، أن “لها خصوصيات من حيث التنوع السكاني، حيث يوجد بها عرب، وتركمان، وأكراد، ومسلمين، ومسيحيين”، لافتاً أن “توجُّه الحكومة العراقية -في القتال- يعتمد على الجيش وأبناء المنطقة”.
كما أوضح أن “هناك حديث عن تنسيق مع قوات التحالف خصوصاً في الدعم الجوي، ونعتقد من خلال تجربتنا في محافظتي الأنبار وصلاح الدين -شمال-، أن يكون هذا العامل مساعد، لكن على مستوى التنفيذ الميداني على الأرض، فالعراق سيعتمد على إمكاناته في تحرير هذه المناطق”.
وتخوض القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي، معارك متواصلة، منذ منتصف عام 2014، في مسعى لطرد مسلحي تنظيم “داعش” من المناطق التي سيطروا عليها بعد فرار قوات الجيش العراقي، من شمال وغربي البلاد.
المصدر:الأناضول
عذراً التعليقات مغلقة