خيم هدوء حذر في بغداد اليوم، الاحد، بعد خمسة أيام متواصلة من الاحتجاجات العنيفة التي خلفت أكثر من 100 قتيل وآلاف الجرحى.
ونقل التلفزيون العراقي عن اللواء سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية قوله اليوم الأحد إن 104 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب ما يزيد على 6000 في الاضطرابات التي شهدتها البلاد على مدى أقل من أسبوع.
وأضاف أن من بين القتلى ثمانية من قوات الأمن، في حين أضرم المحتجون النار في 51 مبنى عاما وثمانية مقار لأحزاب سياسية.
وشهد العراق خلال الأيام الماضية موجة احتجاجات عنيفة انطلقت يوم الثلاثاء الماضي من العاصمة بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب والوسط ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم، وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي؛ إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
ويتهم المتظاهرون قوات الأمن بإطلاق النار عليهم، فيما تنفي الأخيرة ذلك وتقول إن “قناصة مجهولين” تطلق الرصاص على المحتجين وأفراد الأمن على حد سواء لخلق فتنة.
وفي الأثناء أصدرت الحكومة العراقية سلسلة قرارات خلال جلسة استثنائية عقدت برئاسة عادل عبد المهدي رداً على مطالب المتظاهرين، وتضمنت قرارات الحكومة 17 فقرة أبرزها تسهيل الحصول على أراض سكنية وبناء وحدات جديدة، إضافة إلى منح 175 ألف دينار (نحو 145 دولاراً) شهرياً للعاطلين عن العمل ولمدة ثلاثة أشهر، كما تضمنت القرارات إنشاء مجمعات تسويقية حديثة في مناطق تجارية في بغداد والمحافظات.
كما قرر مجلس الوزراء اعتبار ضحايا التظاهرات “شهداء” ومنح عائلاتهم “امتيازات الشهداء”. كما فتح باب التطوع للجيش وإعادة الذين فسخت عقودهم بعد اجتياح تنظيم “الدولة الإسلامية” في العام 2014. ووجه مجلس الوزراء بتنفيذ الإجراءات، وقرر مناقشة الحزمة الثانية المتعلقة بالإصلاحات في الجلسة المقبلة.
وكانت وزارة الدفاع العراقية،أعلنت اليوم الأحد، إعادة عشرات الآلاف من الجنود المفصولين إلى الخدمة.
وأوضح المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، في مؤتمر صحفي ببغداد، أن الوزارة كانت فصلت 108 آلاف جندي من الخدمة إثر تركهم الخدمة في أعقاب اجتياح تنظيم “داعش” لشمالي البلاد عام 2014.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مساعي الحكومة لتوفير مزيد من فرص العمل للعاطلين عن العمل لتهدئة أزمة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أيام.
عذراً التعليقات مغلقة