تظاهر حوالى مئتا ألف من أفراد إثنية الروهينغا المسلمة اليوم الأحد، في مخيم للاجئين في بنغلادش لإحياء ذكرى مرور سنتين على نزوحهم من بورما، بعد أيام قليلة على إخفاق محاولة لإعادتهم إلى بلدهم.
وتجمع أطفال ونساء ورجال في “كوتوبالونغ” الذي يعيش فيه نحو 600 ألف من الروهينغا ويعد أكبر مخيم للاجئين في العالم، لإحياء ذكرى ما يسمونه “يوم الإبادة” وهم يهتفون “الله أكبر يحيا الروهينغا” ، ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المتظاهرين أنهم جاؤوا للمطالبة بإحقاق العدالة.
وصرح أحد قادة الروهينغا “محب الله”: أن “أفراد هذه الأقلية المحرومة من الجنسية يرغبون في العودة إلى بورما، لكن بثلاثة شروط هي الحصول على ضمانات تتعلق بسلامتهم والحصول على الجنسية البورمية والتمكن من العودة إلى قراهم”، مضيفاً أنهم طلبوا من الحكومة البورمية فتح حوار لكنها لم ترد حتى الآن”.
هذا وقام تلاميذ من الروهينغا في مدارس أقامتها وكالات المساعدات بمسيرات، رفعوا خلالها أعلاماً ورددوا شعارات “نعم روهينغا وليس بنغالا”، في إشارة إلى الصفة التي تطلقها بورما على الروهينغا.
وأدى الروهينغا صلوات على أرواح الذين قتلوا، تحت لافتات كبيرة كتب عليها “تحدثوا إلينا حول المواطنة وانتمائنا إلى إثنية الروهينغا”.
وعززت السلطات الأمن في مخيم “كوتوبالونغ”، وقال المسؤول في الشرطة المحلية عبد المنصور” لـ”فرانس برس”: إن “مئات من أفراد الشرطة والجيش وحرس الحدود نشروا لمنع أي أعمال عنف”.
وكانت بنغلادش وبورما قد وقعتا اتفاقاً لإعادة اللاجئين الروهينغا في 2017، لكن تلك المحاولات أخفقت لأن النازحين رفضوا الرحيل، إذ لا تعترف حكومة بورما بالروهينغا كأقلية رسمياً، وتعتبرهم من البنغال على الرغم من أن بعض العائلات تعيش في هذا البلد منذ أجيال.
ويعيش نحو مليون من أفراد الروهينغا في أكثر من ثلاثين مخيماً في منطقة “كوكس بازار” على الحدود الجنوبية الشرقية لبنغلادش، بينما فر نحو 740 ألفا من الروهينغا من ولاية “راخين” في غرب بورما في آب/أغسطس 2017 بعد عملية قمع للجيش في هذا البلد الذي يشكل البوذيون غالبية سكانه.
ووصف محققون من الأمم المتحدة حملة الجيش البورمي بـ”الإبادة”، ودعوا إلى ملاحقة الجنرالات البورميين، فيما رفضت بورما هذه الاتهامات مؤكدة أنها تدافع عن نفسها من هجمات المتمردين الروهينغا على مراكز للشرطة
يذكر أن منظمة “هيومن رايتس وتش” المدافعة عن حقوق الإنسان، رأت أنّ “بورما لم تعالج الاضطهاد والعنف المنهجي ضد الروهينغا، مبررة بذلك خوف اللاجئين على سلامتهم إذا عادوا، وعدم رغبتهم بذلك”.
عذراً التعليقات مغلقة