أوقفت السلطات التونسية الجمعة المرشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي مؤسس قناة “نسمة” التلفزيونية وأحد أبرز المرشّحين، بعد شهر ونصف من توجيه التهمة إليه بتبييض أموال، وذلك قبل أقل من شهر على موعد إجراء الاستحقاق الرئاسي.
كذلك، منعت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في تونس قناة “نسمة” من تغطية الحملات الانتخابية.
ويعتبر القروي، رئيس حزب “قلب تونس”، منافسا قويا لرئيس الوزراء يوسف الشاهد، مرشحّ حزب “تحيا تونس” الذي يملك حظوظا قويا للفوز بالرئاسة.
وكان أسامة خليفي المسؤول في حزب القروي “قلب تونس” أعلن في وقت سابق توقيف المرشح وقال “قطعت 15 سيارة تابعة للشرطة الطريق وهرعت نحو سيارة نبيل قروي قبل أن يطلب منه شرطيون مسلحون باللباس المدني أن يرافقهم موضحين أن لديهم تعليمات بتوقيفه”.
“خطف”
وأضاف “كانت عملية خطف وليس عملية توقيف” مشيرا إلى أن القروي كان عائدا إلى باجة حيث فتح مجددا مكتبا لحزبه “قلب تونس”.
وأكدت وزارة الداخلية التونسية توقيف القروي في بيان جاء أنه “تنفيذا لبطاقة الجلب الصادرة عن إحدى دوائر محكمة الاستئناف بتونس ضد نبيل القروي، تولى فريق تابع للإدارة العامة للأمن الوطني اليوم الجمعة 23 آب/أغسطس على مستوى الطريق السيارة تونس باجة إيقاف المعني بالأمر”.
وأضاف البيان أن القروي “امتثل للوحدات الأمنية التي تولت تطبيق الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات وإيداعه السجن المدني بالمرناقية”.
وأفادت إذاعة “موزاييك” الخاصة الجمعة نقلا عن مصدر قضائي أن مذكرة توقيف صدرت بحق نبيل القروي وشقيقه غازي بتهمة “تبييض أموال”.
ونبيل وغازي القروي مستهدفان بتحقيق قضائي يجريه القطب القضائي والمالي منذ 2017، إثر قضية رفعتها ضدهما منظمة “أنا يقظ” بتهمة التحايل الضريبي.
ووجهت التهمة إلى القروي في 8 تموز/يوليو ب”تبييض الأموال” وتم تجميد ممتلكاته وأصوله ومنعه من السفر خارج البلاد الى اليوم.
وقررت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري منع ثلاث مؤسسات اعلامية محلية بينها قناة نسمة من تغطية الحملات الانتخابية.
“خليل تونس” موقوف
وقال رئيس الهيئة النوري اللجمي لوكالة فرانس برس “تم اتخاذ القرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري والهيئة العليا المستقلة للانتخابات”، وهو يشمل إلى “نسمة” كلا من تلفزيون “الزيتونة” وراديو “القرآن”.
ومؤخرا قال القروي الذي يتصدّر العديد من استطلاعات نوايا التصويت إن يتعرّض لحملات تهدف لضرب شعبيته المتزايدة.
وأثار إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية قلق دوائر الحكم إلى حد أقر البرلمان في حزيران/يونيو تعديلا للقانون الانتخابي تقدمت به رئاسة الحكومة، ينصّ على رفض وإلغاء ترشح كل من يتبين قيامه أو استفادته من أعمال ممنوعة على الأحزاب السياسية خلال السنة التي تسبق الانتخابات سواء التشريعية أو الرئاسية.
غير أن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي لم يوقع على تعديل القانون، تاركا الباب مفتوحا أمام القروي للمشاركة.
وتمكّن نبيل القروي في السنوات الأخيرة من نحت صورة رجل الأعمال الناشط في المجال الخيري بتوزيعه اعانات للعائلات والأشخاص الذين يعانون الفقر في المناطق الداخلية من البلاد.
ولعب البرنامج التلفزيوني الأسبوعي “خليل تونس” (نسبة لاسم ابنه الذي توفي في حادث مرور عام 2016) الذي يبث أسبوعيا على قناته “نسمة” دورا كبيرا في ذلك.
يتنقل القروي بين قرى تونس المعزولة بمظهر شبابي وشعره الأبيض وقامته الرهيفة، فيصغي الى السكان وتشكّيهم من صعوبة الحياة مع ارتفاع التضخم ونسبة البطالة التي تطال أعدادا كبيرة من شبابهم.
ودعي لانتخابات رئاسية مبكرة في تونس بعد وفاة الرئيس السبسي، أول رئيس منتخب ديموقراطيا بالاقتراع العام في تاريخ تونس الحديث.
والخميس أعلن الشاهد تفويض صلاحياته مؤقتا لوزير طيلة حملة الانتخابات الرئاسية المبكرة.
وينتهي التفويض مع نهاية الحملة الانتخابية التي تنطلق في الثاني من شهر أيلول/سبتمبر وتختتم في 13 من نفس الشهر.
عذراً التعليقات مغلقة