ياسر محمد – حرية برس:
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه يتم بحث حلول بشأن منطقة خفض التصعيد شمال غرب سوريا “لا تضر بالمدنيين هناك”، في الوقت الذي اتهم فيه الولايات المتحدة بالسعي لجعل “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام) جزءاً من العملية السياسية.
وفيما نفت وزارة الدفاع الروسية مشاركة قوات روسية خاصة في معارك حماة وإدلب، أطلق الجيش الحر صواريخ غراد باتجاه قاعدة “حميميم” بعد يوم من استهدافها بطائرات مسيرة.
وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، في تصريحات لصحيفة “راينيس بوست” الألمانية، معلقاً على الوضع في إدلب: “لا يمكننا أن نتسامح إلى ما لا نهاية مع وجود عشرات الآلاف من المتشددين المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة في إدلب، وسنبحث في الوقت نفسه، عن حلٍّ لا يضرُّ بالسكان المدنيين”!.
وزعم لافروف أن القضاء على “بؤرة الإرهاب” في سوريا يعتبر من مصلحة الاتحاد الأوروبي، لأنه سيخفض مستوى “التهديد الإرهابي” القادم من المنطقة، ويقلل من تدفق المهاجرين، على حد زعمه.
كلام لافروف يأتي بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به الحملة الروسية على إدلب وجوارها، والتي وُصفت بأنها أسوأ فشل روسي في سوريا، منذ تدخل موسكو إلى جانب نظام الأسد لقتل السوريين في أيلول عام 2015.
وفي السياق نفسه، قال لافروف، إن الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى إخراج “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام) من قائمة التنظيمات الإرهابية وجعلها طرفاً في المحادثات حول الأزمة السورية. وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيفواري مارسيل آمون تانو، إن واشنطن تريد الحفاظ على “جبهة النصرة” وتحاول جعلها طرفاً في التسوية، مشيراً إلى أن ذلك يمكن وصفه بـ”القنبلة الموقوتة”.
وتواصل موسكو دعايتها المستهلكة للاستمرار في قتل المدنيين في إدلب، بذريعة سيطرة جهات “إرهابية” (هيئة تحرير الشام) عليها، ويواصل لافروف سياسة التخويف من أن الهيئة تضم عشرات الآلاف من المقاتلين، وهو ما يكذبه الواقع، إذ قتلت روسيا وقوات الأسد نحو ألف مدني في هجومها المستمر منذ نيسان الماضي على إدلب، كما أجبرت نحو نصف مليون مدني على النزوح من مناطقهم، ودمرت أكثر من ثلاثين نقطة طبية وعشرات المراكز الحيوية.
من جهة أخرى، نفت وزارة الدفاع الروسية التقارير الواردة حول إرسال قوات برية روسية للقتال ضد فصائل المعارضة في جبهات إدلب شمالي سوريا.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية، اليوم الخميس، إن “المزاعم حول مشاركة قوات برية ووحدات خاصة روسية للقتال في محافظة إدلب هي أخبار مزيفة”.
وأوضح البيان: “المعلومات المنشورة لوكالة الأنباء البريطانية رويترز عن المشاركة المزعومة في الأعمال القتالية للقوات البرية الروسية والوحدات الخاصة في محافظة إدلب (سوريا) مزيفة، لم تكن هناك قوات برية روسية في سوريا”.
وجاء بيان الوزارة رداً على تقرير نشرته وكالة رويترز اليوم، يفيد بدخول قوات روسية برية إضافية إلى محاور إدلب لدعم قوات الأسد في معاركها ضد فصائل المعارضة.
وفي الشأن العسكري نفسه، أعلن فصيل “تجمع أحرار الشرقية” في “الجيش الوطني” اليوم الخميس، أنّه استهدف قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية، بعددٍ من صورايخ الغراد.
وأوضح القائد العسكري “لطفي شام”، لـ “موقع بروكار برس”، أنّه تم استهداف القاعدة بأربعة صورايخ أطلقوا عليها اسم “ساروت 1″، وهي صواريخ “غراد” معدلة، مع زيادة مدى إطلاقها لتصل إلى 50 كيلو متر، وذلك بخبرات محلية.
وأشار القيادي العسكري إلى أنّ الرادارات قامت بالتصدّي لاثنين من الصواريخ، بينما سقط أحدها داخل المطار وآخر في محيطه، لافتاً إلى أنّ الاستهداف هو الأول من نوعه بهذه الصورايخ، التي أثبتت فعاليتها بشكل ممتاز والقدرة على الوصول إلى الهدف.
يذكر أن قاعدة “حميميم” الروسية في الساحل السوري تعد قاعدة العمليات الروسية الرئيسة في سوريا، وهي محصنة بشكل كبير ضد الاستهدافات الأرضية والجوية، إلا أن فصائل المعارضة لم تكف عن محاولة استهدافها بكافة الوسائل، ما يجعل الروس غير مطمئنين على سلامة قاعدتهم الأهم في سوريا.
عذراً التعليقات مغلقة