ياسر محمد- حرية برس:
بعد توقف لأكثر من عام، عاودت الولايات المتحدة تفعيل برنامج تدريب فصيل من “الجيش الحر” في قاعدة “التنف” بالبادية السورية، في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول أميركي أن قوات بلاده لن تنسحب من شرق سوريا.
وفي التفاصيل، كشفت وكالة الأناضول، اليوم الأربعاء، عن أن الولايات المتحدة الأمريكية استأنفت تدريب “جيش المغاوير” التابع للجيش السوري الحر، بعد أن أوقفت دعمه منذ قرابة عام.
وقالت الوكالة نقلاً عن مصادر لم تكشف هويتها، إن التدريبات بدأت بالفعل في قاعدة “التنف” الواقعة على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، إضافة إلى تدريبات في معسكرات داخل الأردن.
وحسب المصادر، يتلقى أفراد “الجيش الحر” تدريبات على القتال في البيئة الصحراوية والجبلية وعمليات إنزال واقتحام، والقتال في ظروف مناخية صعبة، وعمليات المداهمة.
وأضافت الوكالة أن ضباطاً من الجيش ومسؤوليين من جهاز الاستخبارات الأمريكية، يشرفون على التدريبات، إلى جانب مستشارين من التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.
وذكرت المصادر أن القوات الأمريكية في “التنف” فتحت باب الانضمام إلى “جيش المغاوير”، بهدف زيادة عدد المقاتلين وخاصة من أبناء المنطقة الشرقية.
وأشارت أن الهدف من إعادة تنشيط “الجيش الحر” في قاعدة “التنف”، هو القضاء على خلايا “داعش” في المنطقة، إلى جانب التحضير للسيطرة على الحدود السورية العراقية التي تتمركز فيها المجموعات الإرهابية التابعة لإيران في مدينة البوكمال وباديتها.
ويبدو أن الهدف الثاني هو الأقرب للواقع، إذ تحاول قوات النظام الوصول للحدود السورية العراقية وفرض سيطرتها هناك بدعم من الميليشيات العراقية المسيطرة على طرفي الحدود.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “العربي الجديد” أمس الثلاثاء، إن وحدات من قوات النظام وصلت السبوع الماضي إلى الحدود العراقية السورية، وتحديداً إلى الجزء الأخير من الحدود الرابطة بين مدينة القائم العراقية والبوكمال السورية، التي يقع بها المنفذ البري الرئيس بين البلدين والمغلق منذ سنوات بمحاذاة بلدة حصيبة الغربية العراقية.
وقالت الصحيفة إن بضع مئات من قوات الأسد وصلوا بحماية ميليشيات عراقية أبرزها “النجباء”، وسط حديث عن وجود لميليشيات أخرى لم يجر التأكد منها أبرزها “كتائب حزب الله”، و”كتائب الإمام علي”.
ووفق المصادر بالفرقة الثامنة ضمن قيادة عمليات البادية والجزيرة المسؤولة عن تأمين الحدود العراقية مع سورية، فإن قوات النظام انتشرت في مناطق كانت من الأصل خاضعة لفصائل عراقية تقاتل في سورية وسبق أن تم استهدافها بطائرات مجهولة العام الماضي وأسفرت عن مقتل وإصابة 52 عنصراً من أفراد تلك الميليشيات في مثلث “التنف” العراقي السوري الأردني.
ورأى محللون أن عودة برنامج التدريب الأميركي لفصائل معارضة في البادية السورية يهدف إلى قطع طريق إيران وميليشياتها باتجاه دمشق ولبنان.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر”، أمس الثلاثاء، بقاء القوات المسلحة الأمريكية في مناطق شمال شرق سوريا، كجزء من قوات متعددة الجنسيات.
وقال إسبر خلال جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي “القوات المسلحة الأمريكية المتبقية في شمال شرقي سوريا ستبقى هناك كجزء من القوة متعددة الجنسيات لمواصلة الحملة ضد تنظيم الدولة”. وأضاف “حرصاً على أمن العمليات، لن أناقش عدد القوات أو المواعيد النهائية للإجلاء”.
وقبل أسبوع قالت مجلة “فورن بوليسي” الأميركية، إن فرنسا وبريطانيا وافقتا على إرسال قوات إلى سوريا، معتبرة الخطوة “نصراً” لفريق الأمن القومي في إدارة ترمب.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قرر في الشهر الأخير من العام الفائت 2018 سحب قوات بلاده من سوريا، قائلاً: “سوريا ضاعت ولم يبقَ فيها إلا الرمال والموت”، إلا أن وزارة الدفاع وقياديي الجيش أقنعوه لاحقاً بالعدول عن الفكرة والاكتفاء بسحب جزء يسير من القوات، ليُطوى ملف الانسحاب الأميركي من سوريا (شرق الفرات تحديداً) إلى أجل غير مسمى.
عذراً التعليقات مغلقة