معاذ عبدالرحمن الدرويش – حرية برس:
كلما نظرت الى صورتك ـ حتى وقبل أن تستشهد ـ أتحشرج وتغرورق عيناي بالدموع وتغص روحي بالبكاء.
كلما شاهدت ثقب حذاءك رأيت كم من الثقوب التي تمزق نفوسنا المنتبجة إعجاباً وخيلاء، وهي تحاول أن تتدثر ببقايا أناقة فاضحة أكثر مما هي ساترة للعورات والعيوب!.
ورأيت كم من الشقوق في جسد أمة المليار و لنصف مليار مسلم؟ّ! ورأيت بذات الوقت الكمال في عينيك و”الكمال لله الواحد”.
كلما شاهدت الغبار على كفيك، رأيت كم من الأوساخ العالقة على نفوسنا؟! ورأيت بذات الوقت الطهر في جسدك النبيل.
أخجل من نفسي وأنا أنظر في عينيك، وربما لا أمتلك الجراة أن أطيل النظر فيهما طويلا. وكم أجد نفسي صغيراً وقزماً أمام هامتك الشاهقة بالرجولة والباسقة بالبطولة!
صدام الشيخ، اسم على مسمى، وأنت شيخ وأمير فوق كل شيوخ وأمراء العمائم وفوق كل شيوخ وأمراء المضافات الطويلة والعريضة وفوق كل شيوخ وأمراء العشائر والقبائل.
صدام الشيخ عندما رأيت صورتك لأول مرة، أيقنت أن ثورتنا لا يمكن أن تهزم وفيها رجال من أمثالك. خاصة وأننا كنا مهزومين ـ بالأساس ـ من الداخل، بعد أن هزمتنا جيوش المنافقين الذين تسللوا الى ثورتنا، وصاروا يتحدثون باسمها وهم يصدحون ليل نهار في آذاننا بشعاراتهم الرنانة ” كلهم حرامية .. كلهم خونة … باعونا و باعوا الثورة.. كلهم متآمرين”.
عندما سمعت عن سيرتك عرفت أن لا خونة سوى أولئك المثبطين ولا متآمر سوى أولئك المرجفين ولا بائع سوى أولئك الذين باعوا ثورتنا بالكلام في سوق النخاسة الفيسبوكية، وخانوا دماء شهدائنا بحفنة من اللايكات وربما خلسة بكمشة من الدولارات.
حذاؤك المهترء نحمله تاجاً على رؤوسنا، ليغطي كل مساحات الاهتراء في أدمغتنا ونفوسنا، وخلف خطى أقدامك النصف حافية لتسير كل أجيال الأمة إلى طريق عزتها وكرامتها.
ولو لم يكن حذاؤك قد أغاظ صدر الأعادي ودب في قلوبهم الرعب، ما كانوا نصبوا أمامك حقولاً طويلة من الألغام، ليغتالوك ويغتالوا فرحة نصرنا والتي لم تعمر طويلاً وقد نغصها رحيلك ورحيل العشرات من الأبطال من أمثالك.
أجد كلماتي مكبلة أمام هيبة صمتك الأبدي. و كما بشر سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) الصحابي الجليل عمرو ابن الجموح عندما استشهد حيث قال رسولنا الكريم (والذي نفسي بيده لقد رأيت عمرو ابن الجموح يطأ الجنة بعرجته)، فأنا أدعو الله أن تكون الآن تركض بحذائك الممزق أو حافياً في جنة عرضها السموات والأرض.
صدام الشيخ يا أمير شهداء ثورتنا، أو كما سماك بعض الأخوة “الشهيد صاحب التاج”، تقبلك الله في أعلى عليين مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
عذراً التعليقات مغلقة