علاء فطراوي – إدلب – حرية برس:
تسببت الحملة العسكرية التي يشنها نظام الأسد بدعم روسي بنزوح آلاف المدنين من ريفي حماة وإدلب، وينتشر معظمهم قرب الشريط الحدودي مع تركيا، حيث فاقم ارتفاع درجات الحرارة معاناة النازحين الذي يفترشون الأرض تحت أشجار الزيتون.
وقال “عبيدة دندوش” مسؤول السلامة والاستجابة في منظمة “SRD” لـ”حرية برس”: تعيش العائلات النازحة التي سكنت تحت ظلال أشجار الزيتون وضعاً مأساوياً، حيث أن جميعهم بحاجة إلى عناية طبية مستعجلة وخصوصاً الأطفال الذين تتعرض أجسامهم لأشعة الشمس الحارة.
وأضاف أن “الأطفال مهددون بالإصابة بمرض اللشمانيا بسبب انتشار المياه الملوثة والحشرات الضارة، بالإضافة إلى عدم وجود أي مظهر من مظاهر السلامة”، مشيراً إلى أنه نعمل على تقديم المساعدات الطبية قدر المستطاع من خلال عيادات متنقلة تطوف على هذه المخيمات العشوائية.
وأكد “دندوش” على أن تأمين الأدوية اللازمة من “فلاجيل، وخافض للحرارة، ومضاد للشمانيا، ومضاد التهابات فطرية” يعد من أهم احتياجات النازحين في الوقت الحالي، بالإضافة إلى تأمين مأوى لهذه العائلات عن طريق إقامة مراكز إيواء مؤقته تقلل جزءاً من معاناتهم.
بدورها، ذكرت “أم محمد” وهي نازحة من ريف إدلب الجنوبي لـ”حرية برس”، أن درجات الحرارة ارتفعت خلال الأيام الماضية، وأثرت على بشكل كبير على الأطفال ما تسبب بعد حالات إغماء بينهم، بالإضافة إلى انتشار الحشرات بشكل كبير وروائح كريهة تحيط بالمكان من كل جانب. وتابعت: “أبقى مستيقظة طوال الليل وأنا أراقب أطفالي وأحميهم خوفاً من الحشرات الضارة والأفاعي والعقارب التي تنتشر بشكل كبيرة في المنطقة”.
وبلغت أعداد النازحين بحسب توثيق منسقي الاستجابة في الشمال السوري حتى تاريخ اليوم قرابة 258488 شخصاً، يتوزعون على 352 نقطة في ريف إدلب، يتضمن تعداد العائلات 51481 عائلة هجرت من منازلها، ينقسمون إلى 53652 رجلاً، و 63480 امرأة، و 83171 طفل، و 84974 طفلة، فيما لاتزال عمليات الإحصاء مستمرة لتوثيق جميع الهاربين من جحيم القصف اليومي على مناطقهم بفعل القصف الحربي الروسي وطيران الأسد.
عذراً التعليقات مغلقة