صرح مسؤولون أفغان اليوم الأحد، أن انتحارياً من حركة “طالبان” فجر سيارة ملغومة كان يقودها عند مقر للشرطة في شمال أفغانستان، وأعقبت ذلك اشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن.
وقال “نصرت رحيمي”، المتحدث باسم وزارة الداخلية في “كابول”، إن عدداً من مقاتلي الحركة تسللوا إلى مقر الشرطة”.
وأعلنت “طالبان” مسؤوليتها عن الهجوم، حيث أفاد “ذبيح الله مجاهد”، المتحدث باسم الحركة، أن “مقاتلين آخرين من طالبان يشتبكون حالياً مع القوات الأفغانية“.
في السياق ذاته، أكد أحد أعضاء مجلس إقليم “بغلان” إن “الاشتباكات ما تزال جارية، مضيفاً أن السلطات طلبت نشر قوات من أقاليم مجاورة على الفور”.
وقد كثفت حركة “طالبان” في الآونة الأخيرة هجماتها على المنشآت الأمنية، في الوقت الذي تجري فيه محادثات مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين لإنهاء الحرب في أفغانستان.
ورفضت الحركة مناشدات أطلقها الرئيس الأفغاني، “أشرف غني”، والمبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان، “زلماي خليل زاد”، إعلان وقف إطلاق النار، في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
ويقود “خليل زاد”، الدبلوماسي الأمريكي المولود في أفغانستان، جولة سادسة من المحادثات مع “طالبان” في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق تنسحب بمقتضاه القوات الأجنبية مقابل ضمانات أمنية لطالبان.
وقد صرح في هذا الصدد، يوم أمس السبت، أن الولايات المتحدة تعلن استعدادها لإلقاء جميع الأطراف السلاح وإنهاء الصراع المستمر منذ 17 عاماً، مضيفاً أن موافقة الأطراف جميعها على الحد من العنف خطوة ضرورية لتحقيق هذه النتيجة، ونحن مستعدون لهذا الخيار الذي تحتم المسؤولية الأخلاقية اتخاذه.
جاءت تصريحات “خليل زاد” بعد يوم من تصريح “غني” أنه مستعد للدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم، بينما أعلنت طالبان إنها لن تلقي سلاحها مع اقتراب شهر رمضان.
وقد صرح “محب الله حبيب”، مدير قطاع الصحة الإقليمي في مدينة “بل خمري”، أن “40 شخصاً على الأقل أُصيبوا” في الاشتباك الأخير، فيما تشير التقديرات إلى أن حوالى 45 ألفاً من قوات الأمن الأفغانية قد قتلوا منذ تولي “غني” مهام منصبه في سبتمبر/ أيلول 2014.
وقد نقلت وكالة رويترز عن المتحدث السياسي باسم حركة “طالبان” المقيم في الدوحة، “سهيل شاهين” قوله: “لن نناقش وقف إطلاق النار إلا بمجرد الانتهاء من التوصل إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الأجنبية”.
من الجدير بالذكر أن “طالبان” تبسط سيطرتها ونفوذها على مزيد من الأراضي مقارنة بأي وقت منذ إطاحتها على أيدي قوات بقيادة أمريكية في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
عذراً التعليقات مغلقة