ياسر محمد – حرية برس:
هل بدأت معركة اجتياح إدلب؟ يتساءل المعارض والسياسي السوري عبد الباسط سيدا، ويردف في منشور له على “تويتر”: “قصف مستمر من قبل الطائرات الروسية وبراميل النظام. ننتظر الإجابة من وفد (المعارضة الرسمية إلى أستانا سابقاً- نورسلطان حالياً) الذي أتحفنا بالحديث عن إنجازاته، التي لم نجد نتائجها على الأرض سوى كوارث متتالية”.
الاتهامات لوفد المعارضة وهيئة التفاوض زادت حدتها مع تصاعد حدة القصف الروسي والأسدي لإدلب وأرياف حماة، لترد الهيئة بأنها تناقش الأمر مع “المجموعة المصغرة” في جنيف، كما قال رئيس هيئة التفاوض، نصر الحريري: “نناقش في جنيف مع المجموعة المصغرة والأمم المتحدة ومندوبي بعض الدول التصعيد العسكري في شمال سورية والمجازر البشعة التي يرتكبها النظام وحلفاؤه (روسيا وايران) ضد المدنيين من أبناء شعبنا، من أجل الدفع باتجاه وقف إطلاق النار واحترام اتفاق سوتشي المبرم بين الرئيسين التركي والروسي”.
المحلل العسكري، العميد المنشق أحمد رحال، استبعد اجتياح إدلب، ورأى أن “توسيع دائرة الاستهداف من قبل الطيران الروسي وحوامات براميل الأسد على المناطق المحررة تعني أن الضغوط العسكرية خلال الأيام السابقة لم تحقق أهدافها باعتبار أن روسيا والأسد يعلمان تماماً أن المغامرة بعملية عسكرية يعني انتحاراً عسكريا للأسد وبوتين”.
وزاد رحال أن الرد الرادع من قبل فصائل المعارضة في المنطقة كفيل بإنهاء الهجمة الروسية الأسدية، وقال في هذا الخصوص: “حجم رد الفصائل يحدد موعد وقف العملية، كلما زاد الرد شراسة وقوة وتم استهداف مواقع الروس والأسد بكثافة كلما تم تقصير أمد تلك الحملة العسكرية على أهلنا المدنيين”.
وأمس، أعلن ما يسمى بـ “مركز التنسيق الروسي” إحباط هجوم على “قاعدة حميميم” الجوية الروسية في اللاذقية، مصدره “تنظيمات مسلحة” في منطقتي قلعة المضيق وباب عتيق، في إشارة إلى فصائل المعارضة السورية و”هيئة تحرير الشام”.
وكانت “تحرير الشام” أعلنت أمس عن مقتل 3 جنود روس، إثر استهداف قاعدة مطار حميميم الروسيّة بريف اللاذقيّة، بصواريخ غراد.
كما شنت فصائل المعارضة عدة هجمات على مواقع لقوات الأسد في ريف اللاذقية، أدت إلى تدمير دبابة ومقتل عدة جنود.
في الجانب الإنساني، حقق النظام وروسيا جزءاً من أهداف الهجمة الحالية على آخر منطقة “خفض تصعيد” في سوريا، وذلك بتهجير عشرات آلاف المدنيين، فقد نزح نحو 9500 مدني، مؤخراً، من مناطق “خفض التصعيد” في أرياف حماة وإدلب وحلب، إضافة إلى أكثر من 200 ألف مدني نزحوا خلال الشهرين الأخيرين من التصعيد.
يذكر أن محافظة إدلب وأجزاء من ريفي حماة وحلب، تخضع لاتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار، والذي وقع في أيلول عام 2018، بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، إلا أن نظام الأسد مدعوماً بروسيا عاود عملياته العسكرية على المنطقة التي تضم نحو 4 ملايين مدني، منذ شهر شباط الماضي، مهدداً باجتياحها، في ظل عدم اتخاذ تركيا خطوات جدية وحاسمة لوقف الهجوم.
واليوم، نددت الأمم المتحدة بالتصعيد العدواني الذي تنتهجه قوات الأسد وروسيا في محافظتي إدلب وحماة.
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية “بانوس مومسيس” في تصريح خاص من جنيف لوكالة رويترز: “لدينا معلومات بأن منشآت تعليمية ومنشآت صحية ومناطق سكنية، تتعرض للقصف من طائرات هليكوبتر ومقاتلات، القصف بالبراميل هو أسوأ ما شهدناه منذ 15 شهراً على الأقل”.
ويرى محللون عسكريون- بحسب صحيفة العربي الجديد- أن التصعيد الحاصل لن يتطور إلى هجوم شامل، بل يتركز على مناطق محدودة في ريف حماة الشمالي والغربي وما يوازيها من ريف إدلب الجنوبي، وذلك بهدف تهجير كامل للمدنيين من هاتين المنطقتين وإبعادهم عن خطوط التماس مع النظام، إضافة إلى إجبار الفصائل العسكرية هناك على الابتعاد عن المنطقة كما حصل في ريف إدلب الشرقي. والهدف الثاني ربما يتمثل في شن عملية عسكرية محدودة لبضعة كيلومترات في ريف حماة الشمالي والغربي، بهدف إبعاد الفصائل عن مناطق التماس الحالية القريبة من مناطق حساسة في ريف حماة، لا سيما المناطق العلوية والمسيحية، مع إجبار الفصائل على القبول بتسيير الدوريات الروسية – التركية المشتركة في المنطقة.
وكانت مجالس محلية وفصائل عسكرية رفضت الأسبوع الفائت تسيير دوريات روسية في المنطقة، وفق ما قضى اجتماع “أستانا12″، مؤكدين أن الاتفاق ينص في الأساس على تسيير دوريات تركية فقط في الجهة التي تسيطر عليها المعارضة، مقابل تسيير دوريات روسية في الطرف المقابل الذي يقع تحت سيطرة النظام.
Sorry Comments are closed