حرية برس:
كشفت مصادر إعلامية عن قرار لمجلس الدفاع الأعلى اللبناني يقضي بهدم مئات من مساكن وخيام اللاجئين السوريين.
ويستهدف القرار كل بناء تم تشييده لإسكان السوريين بما في ذلك الخيام ذات الأطراف الطينية أو الاسمنتية أو الجدران الحجرية، وهو ما سيلحق الضرر بآلاف من العائلات السورية اللاجئة في لبنان.
هيئات حقوقية ومعنية باللاجئين السوريين حذرت من تبعات تنفيذ هذا القرار وانعكاساته الخطيرة.
ورفضت هيئة علماء المسلمين في لبنان هذا القرار معتبرة أنه بمثابة “مجزرة إنسانية”، وأنه قرار جائر وظالم ينافي المروءة العربية والأعراف الدولية.
الشيخ د. عدنان أمامة رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان قال في تصريح لحرية برس “لقد فوجئنا بالأمس بقرار متخذ في مجلس الدفاع الأعلى الوطني في لبنان بإزالة كل الخيام المبنية من الاسمنت أو حتى التي تكون جدرانها من البلوك وسقفها من العازل النايلون”. وأضاف “هذا القرار اذا نفذ فعلياً على أرض الواقع فنحن أمام إزالة أكثر من 7000 خيمة في لبنان، وهو قرار كارثي بكل ما للكلمة من معنى لأن 7 آلاف أسرة ستصبح في العراء ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك، على الرغم من أن النازحين أساساً يعانون الأمرين في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانونها”.
ورأى رئيس الهيئة أن “العبء الأكبر سيقع على عاتق الجمعيات الإغاثية والمنظمات الانسانية التي ليس لديها القدرة على تجهيز خيام جديدة حيث تصل تكلفة الخيمة من 1500 دولار أميركي حتى 2000 دولار”.
وأوضح الشيخ عدنان أن هيئة العلماء المسلمين في لبنان تواصلت مع بعض السياسيين وأصحاب الشأن في لبنان وتوضح لديها أن القرار تم اتخاذه.
وتوجه د. عدنان بمناشدة إلى “كل أصحاب الضمير الحي والمنظمات الحقوقية والأمم المتحدة كي تلتفت إلى الجانب الانساني وأن تضع حداً لما يتعرض له اللاجئ السوري يوماً بعد يوم من معاناة وصعوبات وعراقيل”، مشدداً “لا يجوز أن يعامل اللاجئ بهذه الطريقة المذلة والمهينة”.
وحذر رئيس الهيئة من أنه “في حال لم نجد أي استجابة من تلك الجهات فسنكون مضطرين إلى تصعيد تدريجي بدأ الآن بهذا البيان ثم من خلال خطب الجمعة وإقامة اعتصامات في مختلف المناطق اللبنانية وتوعية الجهات والأهالي بأن هذا أخطر قرار اتخذ بحق اللاجئين السوريين منذ وصلوا إلى لبنان”.
واختتم د. عدنان حديثه بالقول: “نحن نشاهد إملاءات من النظام السوري على جهات سياسية في لبنان لإعادة اللاجئين السوريين في لبنان بشكل قسري إلى نظام الأسد المجرم، ونرى اليوم أن التواطؤ مع النظام السوري بدأ يتوسع في تيارات سياسية أخرى في لبنان، ونسأل الله العظيم أن يرجع المسؤولون اللبنانيون إلى ضمائرهم ويتراجعوا عن هذا القرار”.
والأربعاء الماضي، داهمت قوة من الجيش اللبناني مخيم الياسمين للاجئين السوريين في منطقة برلياس في البقاع، وأقدمت على هدم نحو 108 خيام غير مأهولة، فضلاً عن توقيف عشرات اللاجئين السوريين ومصادرة دراجات نارية، وهو ما أثار موجة استنكار واسعة.
ويعيش نحو 900 ألف لاجئ سوري في لبنان بحسب تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، واضطر كثير منهم إلى بناء غرف بدائية داخل المخيمات أو بناء جدران حول خيامهم لمقاومة الظروف الجوية القاسية لا سيما في فصل الشتاء.
عذراً التعليقات مغلقة