رفضت اللجنة الأولمبية الدولية يوم الأحد مطالبات بفرض عقوبة إيقاف شامل على بعثة روسيا المقرر مشاركتها في اولمبياد ريو دي جانيرو الشهر المقبل بسبب سجل البلاد في مجال المنشطات.
لكن اللجنة الأولمبية الدولية ستترك الحرية لكل اتحاد رياضي دولي في حسم مصير مشاركة الرياضيين الروس في الألعاب الصيفية.
ويأتي قرار اللجنة الاولمبية الدولية في أعقاب مطالبة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بفرض إيقاف على الرياضيين الروس بعدما كشف تقرير لجنة مستقلة بقيادة المحامي الكندي ريتشارد مكلارين وجود قرائن عن برنامج لتعاطي المنشطات على نطاق واسع برعاية الدولة للرياضيين الروس في ألعاب سوتشي الشتوية 2014.
وقال توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في اجتماع عبر الهاتف “أعتقد أنه بهذه الطريقة قد أوضحنا من ناحية الرغبة والحاجة إلى وجود مسؤولية جماعية ومن ناحية أخرى أيضا حقوق الأفراد في العدالة ولكل رياضي بشكل مستقل.”
وأضاف “بهذه الطريقة نحن نحافظ على الرياضيين الشرفاء بسبب المعيار العالي الذي وضعناه. هذا ربما لا يسعد الجميع لكن هذه النتيجة تحترم قواعد العدالة وكل الرياضيين الشرفاء حول العالم.”
وكانت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات و14 وكالة وطنية لمكافحة المنشطات طالبت الأولمبية الدولية بفرض عقوبة إيقاف شامل على الروس على بعد الإعلان عن نتائج تقرير مكلارين.
لكن الأولمبية الدولية قالت “في ظل هذه الظروف الاستثنائية فإن الرياضيين الروس المشاركين في أي رياضة من الرياضات 28 الأولمبية يتعين عليهم ان يتحملوا ما يرقى إلى مسؤولية جماعية لحماية مصداقية المنافسات الاولمبية وافتراض البراءة لا يمكن تطبيقه عليهم.”
* غضب أمريكي وارتباك
وقالت الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات يوم الأحد إن اللجنة الأولمبية الدولية فشلت في إظهار “قيادتها الحاسمة” بهذا القرار.
وقال ترافيس تايجارت الرئيس التنفيذي للوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات “بشكل محبط للآمال وفي رد فعل على أهم لحظة للرياضيين الشرفاء ونزاهة الألعاب الأولمبية رفضت اللجنة الأولمبية الدولية إظهار قيادتها الحاسمة.”
وأضاف “القرار بخصوص المشاركة الروسية والارتباك الذي حدث يمثل ضربة كبيرة لحقوق الرياضيين الشرفاء.”
وعبر فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي عن امتنانه لقرار الاولمبية الدولية وأكد أن القرار فتح الطريق أمام مشاركة الروس.
وأضاف أنه يأمل أن تساند غالبية الاتحادات الرياضية الدولية الآن حق الرياضيين الروس في المنافسة في ريو.
ولم يهدر الاتحاد الدولي للتنس وقتا طويلا وأعلن السماح لمشاركة اللاعبين الروس السبعة في ريو. وأكد الاتحاد خضوع اللاعبين لفحوصات صارمة للكشف عن المنشطات خارج روسيا.
* ضرورة وجود سجل نظيف
وأكدت اللجنة الاولمبية أنه لإعفاء أي رياضي من “المسؤولية الجماعية” يتعين أن يملك سجلا دوليا لا تشوبه شائبة في اختبارات المنشطات ولن يسمح لاي رياضي عوقب من قبل بسبب المنشطات بالمشاركة في ريو.
وقد يقضي ذلك على آمال عداءة المسافات المتوسطة يوليا ستيبانوفا التي سقطت في الماضي في اختبارات منشطات والتي ساعدت في الكشف عن اكبر فضيحة منشطات خلال عقود.
وقال تايجارت “قرار رفض مشاركتها في دورة الألعاب غير مفهوم وسيمنع بدون شك أي شخص لديه القدرة على الكشف عن الفضائح من فعل ذلك.”
وكانت العديد من الاتحادات الرياضية الدولية وهيئات مكافحة المنشطات إضافة إلى رياضيين قد دعوا إلى فرض إيقاف شامل على الرياضيين الروس رغم أن البعض قال إنهم ضد معاقبة الشرفاء.
وقال برايان كوكسون رئيس الاتحاد الدولي للدراجات “سيكون من الصعب علينا معاقبة بعثة بكاملها تضم بعض متسابقي الدراجات لم ترد أسماؤهم في هذه القصص التي نسمع عنها.”
وتابع “سنبحث كل حالة بمفردها وسننظر لقضية كل متسابق وفريق وفي النهاية فإن الرياضيين الروس ليسوا وحدهم الذين سقطوا في اختبارات منشطات.”
وقال مسؤولون في روسيا إن مزاعم المنشطات جزء من مؤامرة يشنها الغرب على بلادهم.وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن هذه المسألة تهدد بحدوث انقسام في الحركة الاولمبية لتعيد إلى الأذهان الفوضى التي حدثت في ثمانينات القرن الماضي عندما قادت الولايات المتحدة مقاطعة سياسية لألعاب موسكو في 1980 ورد الاتحاد السوفيتي بقيادة الكتلة الشرقية لمقاطعة اولمبياد لوس أنجليس بعدها بأربع سنوات.
* رويترز
عذراً التعليقات مغلقة