كشفت صحيفة موالية أن نظام الأسد لم يستقبل أي ناقلة نفط منذ تشرين الأول الماضي، بعد توقف خط الإمداد الإيراني قبل ستة أشهر، في وقت تواجه فيه مناطق سيطرة نظام الأسد أزمة محروقات خانقة خلفت شوارع فارغة من حركة السيارات وطوابير طويلة في محطات الوقود.
وذكرت صحيفة “الوطن” الموالية نقلاً عن وزارة النفط في حكومة الأسد أنه “لم تصل سوريا أي ناقلة نفط منذ 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي”، بعد توقف وصول عبارات النفط الإيرانية القادمة من قناة السويس لمساعدة النظام المنهك اقتصادياً جراء العقوبات الدولية التي جاءت كنوع من العقاب الخجول بعد ثمانية أعوام من المجازر ارتكبها نظام الأسد وحلفائه إيران وروسيا بحق المدنيين بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة.
وأوضحت الصحيفة أن المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد تحتاج إلى ما لا يقل عن 4.5 مليون لتر من البنزين، و6 ملايين لتر من المازوت، و7000 طن من الفيول، و1200 طن من الغاز، بفاتورة مالية يومية تقدر بنحو 8 ملايين دولار على الأقل، في حين أن انتاج الآبار النفطية التي يسيطر عليها النظام الذي لا يغطي الاحتياج يبلغ حالياً 24 ألف برميل، ولكن الاحتياج اليومي على الاقل 136 ألف برميل.
ويعتمد نظام الأسد على النفط القادم من المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من قبل واشنطن، إضافة إلى اسطوانات الغاز القادمة من روسيا لتلبية القليل من احتياجاته من مصادر الطاقة بعد أن أدت العقوبات المتتالية التي فرضتها واشنطن على إيران ونظام الأسد إلى تجفيف آخر موارد النفط الخام القادم من إيران ودول أخرى حليفة للنظام.
وأشارت الصحيفة إلى أن “حكومة الأسد لجأت مطلع العام الجاري إلى موردين من القطاع الخاص وطلبت منهم إبرام العقود وتأمين المشتقات النفطية في محاولة منها للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، لكن هذه الخطوة تعثرت أيضاً لأسباب لوجستية.
كما لجأت من جديد وزارة النفط في حكومة الأسد إلى إبرام عقود برية وبحرية وجوية لتأمين الإمدادات من الدول المجاورة، ليحالفها الفشل من جديد بسبب التدخل الأمريكي المباشر الذي أعاق أكثر من عقد من الأردن والعراق المنهك.
وعلقت الولايات المتحدة الأمريكية على أزمة المحروقات التي تعاني منها المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، وذلك بعد أن تفاقمت الأزمة بشكل كبير لا سيما في العاصمة دمشق.
وقالت “مورغان أورتاغوس”، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في تغريدة على “تويتر”: “في الوقت الذي يعاني السوريون العاديون من نقص يومي في الوقود والضروريات الأساسية الأخرى، يواصل نظام الأسد تبديد موارده القليلة لتمويل الميليشيات التي تقتل المدنيين”، وأضافت أن ذلك “يثري مستفيدي الحرب”، مشيرة إلى أنه “حان الوقت كي تتوقف الحكومة السورية عن قتل وتجويع السوريين”.
وأدت الأزمة التي تعيشها مناطق النظام إلى أزمات خانقة في المحروقات وخصوصا البنزين والغاز المنزلي، ونقص كبير في وقود التدفئة وإعادة تقنين التيار الكهربائي وانقطاعه ساعات طويلة، إضافة إلى تراجع قياسي في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، وبث ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عودة استخدام العربات التي تجرها الخيول في شوارع العاصمة، في مشهد ساخر من استمرار الأزمة وعدم قدرة النظام على إيجاد حلول لها.
عذراً التعليقات مغلقة