ياسر محمد- حرية برس:
بعد يوم من حديث روسي عن طي صفحة رحيل “الأسد”، وإصرار “موسكو” على عدم مناقشة مصيره في أي مفاوضات سورية أو دولية، أرسلت “أميركا” و”بريطانيا” و”فرنسا” رسالة تفيد أن “بشار الكيماوي” لن يفلت من العقاب، ما يجعل صفحته مفتوحة دائماً في المحاكم الدولية، لا في انتخابات الرئاسة المفصلة على مقاسه.
وفي بيان مشترك صدر عن الدول الثلاث في الذكرى الثانية لهجوم “خان شيخون” الكيماوي، حذرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية مجدداً، وتوعدته برد مناسب.
وجاء في البيان الذي نُشر اليوم الجمعة: “بعد مرور عامين على الهجمات المروعة بالأسلحة الكيميائية التي وقعت في خان شيخون، وبعد مرور عام تقريباً على الهجوم الذي وقع في دوما، تحذر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا من أنها عازمة على الرد بشكل مناسب على أي استخدام للأسلحة الكيميائية من جانب نظام الأسد”.
وأضاف البيان: “لا يمكن التشكيك في تاريخ النظام المتمثل في استخدام الأسلحة الكيميائية، مراراً وتكراراً ضد شعبه، وما زلنا عازمين على مساءلته عن قتله بشكل عشوائي، رجالاً ونساءً وأطفالاً أبرياء بهذه الأسلحة البشعة”.
التحذير الثلاثي الذي يؤكد عدم إفلات النظام ورأسه من العقوبة، جاء بعد يوم واحد من تصريحات روسية تزعم أن مصير “الأسد” لم يعد بنداً للتفاوض، وأنه أصبح من الماضي.
حيث أكدت الخارجية الروسية، أمس، أن مصير رأس النظام، “بشار الأسد”، لا تجري مناقشته في المفاوضات الخاصة بتسوية الأزمة في سوريا على أي صعيد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”، بحسب ما نقلت إذاعة “صدى موسكو” الروسية: “إن مسألة رحيل الأسد باب مغلق، بل سبق وطوى الجميع هذه الصفحة”.
واعتبرت “زاخاروفا” أنّ الأسد “رئيس فعلي لدولة ذات سيادة”. مضيفة أنّ “الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر من سيدير بلاده، وكيف ينبغي العمل على وضع الدستور الجديد من أجل ذلك”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي فيرشينين”، قد أكد في وقت سابق، أن مسألة رحيل “بشار الأسد”، لم تعد مطروحة، الأمر الذي تنفيه دول غربية وعربية وإقليمية على صلة بالموضوع السوري، وإنْ كانت دول أخرى تحاول تعويم نظام الأسد، إلا أنها لم تنجح لا في إعادته إلى الحظيرة العربية من بوابة قمة تونس الأخيرة، ولا بإنقاذ اقتصاده المتهالك عبر الالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة عليه.
وسعت موسكو خلال العام الماضي بقوة إلى تعويم نظام الأسد عربياً، فنجحت في إقناع الإمارات والبحرين بإعادة علاقاتهما مع الأسد، لكنهما فشلتا في فرضه على الجامعة العربية التي استمرت في تجميد مقعد سوريا بسبب عدم توفر “إرادة موحدة” كما صرح أمين الجامعة العربية “أحمد أبو الغيط”.
امتد الفشل الروسي إقليمياً ودولياً، إذ رفضت أي دولة إعادة علاقاتها السياسية أو الاقتصادية مع النظام، وضغطت أميركا وفرنسا وبريطانيا باتجاه الاستمرار في عزل النظام وعدم المشاركة في تأهيله، ما دعا الروس إلى الاستسلام فعلياً، والانتصار وهمياً، بإقامة علاقات بين “نظام الأسد” وأقاليم روسية أو دول لا تعترف بها إلا روسيا، مثل “أبخازيا” و”أوسيتيا الجنوبية”.
يُذكر أن ملف الأسلحة الكيماوية لـ”نظام الأسد”، ما زال مفتوحاً رغم المحاولات الروسية المستميتة لإغلاقه، ويوم أمس، في الذكرى الثانية لمجزرة “خان شيخون” الكيماوية، قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إنها “وثقت 221 هجوماً بالأسلحة الكيماوية في (سوريا)، منذ 23 كانون الأول 2012 حتى 4 نيسان الجاري”.
وأوضحت الشبكة في تقرير نشرته أمس الخميس؛ أن نظام الأسد مسؤول عن 216 هجوماً كيماوياً، معظمها في محافظتي ريف دمشق وإدلب، وأن تنظيم داعش مسؤول عن 5 خمس هجمات جميعها في محافظة حلب.
Sorry Comments are closed