أكدت مصادر لبنانية معنية بملف اللاجئين السوريين، اليوم الأربعاء، أن المبادرة الروسية بخصوص إعادة اللاجئين السوريين التي أطلقت العام الماضي، “معطلة كلياً” وتفتقد القدرة على تنفيذ متطلبات العودة خصوصاً في شق تمويلها.
وأشارت المصادر وفق ما ذكرته صحيفة “الجمهورية” اللبنانية إلى أن “هذا الملف معطل دولياً، وثمة اختلاف واضح بين موسكو التي تعتبر أن الوضع الأمني في سوريا بات مهيأ لتوفير شروط العودة الآمنة للاجئين، وبين واشنطن وسائر الدول الغربية والعربية، التي تعتبر أن ظروف العودة الآمنة غير متوافرة أو مهيأة، خصوصاً في ظل الضغوط والتهديدات والاعدامات التي ينفذها النظام في حق العائدين”.
وأضافت المصادر نفسها، أنه “بناء على هذا الاختلاف فإن ملف اللاجئين السوريين مرتبط بمسار القضية السورية، والمستغرب في هذا السياق هو اختلاف اللبنانيين على عودة اللاجئين، والتي هي ليست في يدهم، ولا هم أصحاب القرار فيها”.
وأكدت أن “هذه المسألة معني بها طرفان هما سوريا والمجتمع الدولي، وحتى ولو تم الاتفاق والتنسيق بين لبنان ونظام الأسد فلا توجد أي إمكانية لهذه العودة في ظل الفيتو الخارجي، وتحديداً الأمريكي”.
وكانت روسيا قد أطلقت خلال العام الماضي مبادرة وصفتها بأنها “استراتيجية” لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، وتحديداً دول الجوار السوري المتمثلة في لبنان والأردن وتركيا، وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة تبنيها لهذه المبادرة كأساس لعودة النازحين، غير أن المبادرة لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن.
ويشتكي المسؤولون اللبنانيون من الأعباء التي يشكلها وجود حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري يقيمون في لبنان بحسب ادعاءاتهم، لكن المفوضية العليا اللاجئين تقول إن عددهم لا يتجاوز المليون.
ويخشى اللاجئون السوريون من العودة إلى بلدهم بسبب استمرار عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الأسد ضد العائدين، فضلاً عن استمرار عمليات التجنيد الإجباري، كما أعربت منظمات حقوقية عن مخاوفها من تعرض اللاجئين العائدين إلى مناطق النظام إلى عمليات انتقامية.
Sorry Comments are closed