خرج آلاف المحتجين الجزائريين يوم الجمعة، بمظاهرات حاشدة في شوارع وميادين كبرى المدن الجزائرية في الجمعة السادسة من الحراك الشعبي للمطالبة برحيل الرئيس “عبد العزيز بوتفليقة” وتغيير النظام.
وقد استخدمت الشرطة الجزائرية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في محاولة لتفريق متظاهرين في ساحة “أودان” بالعاصمة وحاول متظاهرون اختراق الطوق الأمني للتوجه نحو قصر الرئاسة بالمرادية.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بتطبيق المادة 7 من الدستور الجزائري والتي تنص على أن “الشعب هو مصدر كل السلطة“، و“السيادة ملك للشعب“ كما رفع متظاهرون شعار “نريد تطبيق المادة 2019“، وجاءت هذه الشعارات رداً على نائب وزير الدفاع الجزائري ورئيس أركان الجيش الجزائري الفريق “أحمد قايد صالح” الذي دعا إلى تطبيق المادة 102 وإعلان شغور منصب الرئيس.
وقالت الإذاعة الجزائرية أمس الخميس، إن المجلس الدستوري لم يعقد أي اجتماعات حتى الآن للبت في مصير الرئيس، كما حظيت دعوة رئيس أركان الجيش بدعم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم واتحاد العمال الرئيسي وتجمع أمل الجزائر أحد الأحزاب المنضوية تحت الائتلاف الرئاسي.
وفي خطوة يراها ناشطون أنها تدل على وعي الشعب الجزائري ردد آلاف المتظاهرين شعارات مطالبة لأول مرة برحيل قايد صالح قائد أركان الجيش “يا بوتفليقة أنت رايح رايح إديك (خذ) معاك قايد صالح”، حيث أن الشعب باتت لديه مخاوف حقيقية من أن تكون خطة قائد الجيش ليست إلا محاولة فقط لتكرار “السيناريو” المصري، عبر التضحية بالرئيس بوتفليقة، وتحميل عائلته وخاصة شقيقه سعيد وحاشيته المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في الجزائر، خلال العشرين سنة الماضية التي حكم فيها بوتفليقة، رغم أن الجيش هو الذي جاء ببوتفليقة، وماكان ليستمر نظامه لولا حماية الجيش، الحاكم الفعلي في البلاد منذ الاستقلال، إضافة إلى أن قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح كان من أشد “حماة” بوتفليقة، وكان يرفض لسنوات دعوات تفعيل الدستور بسبب عجزه الصحي.
وأصيب عشرات المتظاهرين بحالات إغماء إثر التدافع الكبير وسط المتظاهرين، بعد أن امتلأت الشوارع والميادين بالمتظاهرين، ليوجه كوادر الحراك الشعبي والناشطون، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، نداءات إلى الشرطة ورجال حفظ الأمن لتسهيل سير المتظاهرين وفتح الشوارع الضيقة المؤدية إلى ساحة أول مايو وحي بلكور للتنفيس على شوارع وساحات وسط العاصمة.
وتوجهت شعارات الجمعة السادسة بحدة إلى شقيق الرئيس بوتفليقة، السعيد بوتفليقة، الذي وُصف من قبل المتظاهرين بـ“رأس العصابة“، خاصة على خلفية اعتقال تعسفي تعرض له مدير قناة “الشروق“ علي فضيل حيث تبين وفقاً للنيابة العامة، أن طرفاً أمر جهاز المخابرات باعتقاله على خلفية تصريحات أدلى بها ضد شقيق الرئيس، إضافة إلى بداية كشف قضايا وفضائح مالية لرجال أعمال على صلة بالسعيد بوتفليقة.
وكان لافتا أيضا في الجمعة السادسة للغضب الجزائري أن عددا من المحتجين اختاروا التجمع أمام منزل الرئيس الجزائري السابق اليمين زروال الذي جرى تداوله ضمن خيارات أخرى لقيادة آمنة للمرحلة الانتقالية، بينما رفضت فئات أخرى، وكان زروال قد غادر الرئاسة بشكل طوعي في انتخابات رئاسية سابقة لأوانها في العام 1999.
- وكالات
Sorry Comments are closed