ياسر محمد- حرية برس:
دخل مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، المرشح لبلدية إسطنبول، “بن علي يلدريم”، على خط استثمار السوريين في الدعاية الانتخابية، وفاجأ السوريين أمس بتصريحات صادمة اعتبروها غير منسجمة مع موقف حكومته وحزبه.
وقال “يلدريم” في تغريدة على صفحته في “تويتر”، بحسب ما ترجم ناشطون: “إذا كان هناك سوريون يؤثرون على استقرار إسطنبول أو يشكلون مشكلة أمنية أو يؤثرون على الحياة الطبيعية بشكل سلبي، لن نترك ذلك بدون ’إجراءات’، لن نتسامح مع ذلك، وسنعيد هؤلاء، لأن الأصل هو استقرار سكان إسطنبول”.
"Suriyeliler İstanbullunun huzurunu bozar, güvenlik sorunu oluşturur, buradaki düzeni ve normal yaşamı olumsuz etkilerse bu durum karşılıksız kalmaz. Buna hiç müsamaha edemeyiz ve onları geri göndeririz çünkü asıl olan İstanbullunun huzurudur."
— Binali Yıldırım İletişim Ofisi (@BA_Yildirim) March 25, 2019
وتباينت الآراء بين من رأى في التغريدة مداعبة لمشاعر المترددين، ومن رأى فيها تهجماً على السوريين ومتاجرة بهم من خلال استخدامهم ورقة انتخابية.
وقال الباحث أحمد أبا زيد: “يناقض تهديد السوريين بالترحيل في الخطاب السياسي للحكومة والمعارضة في تركيا، البعد الأخلاقي لاستقبال اللاجئين وشعارات المهاجرين والأنصار، كما يناقض أيضاً المفهوم القانوني لموضوع اللجوء والحماية المؤقتة، فما هي الرسالة التي توجهها إلى السوريين والمجتمع حين تتحدث عنهم وكأنهم مستباحون أمام القرارات والجدالات”.
ووضح الناشط “مصعب السلوم”: “عندما ترجمت التغريدة غضبت جداً مما كتبه، وتصفحت بعض تعليقات الأتراك على مضمونها. كان أغلب ما قرأته يسفه كلامه، فرأيت أنه من غير الضروري تعليق السوريين على الموضوع طالما أن الإخوة الأتراك يعلمون لماذا نزحنا إلى تركيا”، وأنهم قد تصدوا إلى تصريحات “يلدريم” بأنفسهم.
وتشهد تركيا يوم الأحد القادم، الحادي والثلاثين من آذار، انتخابات بلدية تتنافس فيها الأحزاب الرئيسة في البلاد، وتشتد المنافسة في الدائرة الأهم (إسطنبول) بين مرشح الحزب الحاكم، “بن علي يلدريم”، الذي استقال من رئاسة البرلمان التركي في الشهر الماضي ليخوض هذه الانتخابات، وبين مرشح حزب المعارضة الرئيس، “حزب الشعب الجمهوري”، “أكرم إمام أوغلو”، وتوضح استبيانات الرأي تقارباً كبيراً في الأصوات المحتملة بين المرشحين.
وكانت مرشحة حزب “الجيد” لبلدية حي الفاتح الاستراتيجي في إسطنبول، “إلاي أكسوي”، قد أثارت موجة انتقادات واستياء بعدما ركزت في حملتها الدعائية على طرد السوريين وتهديد مصالحهم بشكل مباشر ومستفز، ورفعت شعار “لن أسلم حي الفاتح إلى السوريين”.
Yer Malta Çarşısı, İslambol Caddesi, gerçek durumu göstermeye devam edeceğim. Birinci önceliğimiz esnaflarımızın gelir kapısını kapatmamaktır. Ben Fatih’i Suriyelilere teslim etmeyeceğim. @iyiparti @fatihiyiparti @FatihBelediye pic.twitter.com/OO0AN0MXr1
— İlay Aksoy (@ilay_aksoy) March 18, 2019
وفي مدينة “بولو” القريبة من إسطنبول، قال مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، “تانجو أوزغان”، في فيديو مصور، أنه إذا انتُخِبَ في مدينة “بولو” سوف يتوقف عن منح تراخيص عمل للسوريين لأنهم استحوذوا على أماكن العمل كافة، وأضاف أنه لن يساعد أي سوري مادياً، لأن كثيراً منهم يأخذون هذا المعاش وهم لا يستحقونه، على حد زعمه.
وأردف أن السوريين يحصلون على مساعدات من المنظمات الخيرية والهلال الأحمر، ولهذا السبب لن يساعدهم بقرش واحد إذا نجح في الانتخابات.
وتوضح تصريحات “أوزغان” النزعة العنصرية تجاه السوريين واستغلالهم ورقة انتخابية، إذ إن السوريين في مدينة “بولو” قلة ولا يشكلون أي ضغط على المدينة، ولا يؤثرون في نسيجها أو حركتها الاقتصادية والاجتماعية.
يذكر أن نحو 4 ملايين سوري يقيمون في تركيا بموجب قانون “الحماية المؤقتة”، يعيش منهم 250 ألفاً فحسب في مخيمات، ويعيش البقية في المدن الجنوبية وإسطنبول بشكل رئيس، كما يعتمدون غالباً على أعمالهم في معيشتهم، فضلاً عن أنهم افتتحوا آلاف الشركات في تركيا، ويتلقى قسم منهم معونات من الهلال الأحمر التركي والاتحاد الأوروبي.
Sorry Comments are closed