أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية البوم الثلاثاء، تضرر أكثر من 1.85 مليون شخص من تداعيات الإعصار “إيداي” في موزمبيق فقط، في الوقت الذي يسابق فيه رجال الإنقاذ الزمن لاستيعاب حجم الكارثة، وتحديد حجم المساعدة اللازمة بشكل عاجل.
وقال منسق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “سيباستيان رودز ستامبا” إن “البعض في حالة حرجة تعرض حياتهم للخطر، والبعض فقد سبل العيش، وهو أمر لا يهدد الحياة بشكل فوري لكنه مأساة”.
وسوّى الإعصار منازل بالأرض وتسبب في فيضانات عندما وصل إلى اليابسة قرب مدينة بيرا الساحلية في موزمبيق في 14 من الشهر الجاري ثم امتد إلى زيمبابوي ومالاوي المجاورتين.
وبات مئات الآلاف من الأشخاص في حاجة إلى الغذاء والماء والمأوى، بعد أن ضرب إعصار إيداي موزامبيق وزيمبابوي ومالاوي. وحتى أمس الإثنين تم تأكيد مقتل 661 شخصاً على الأقل من جراء الإعصار والفيضانات الناتجة عنه والأمطار الغزيرة التي هطلت قبل وصول الإعصار.
ووفقاً لمسؤولين حكوميين وأممين، فقد تم تسجيل وقوع 447 قتيلاً من جراء هذه الكارثة، و1500 جريح، فيما بلغ عدد المنازل المتضررة أو المدمرة 33600، بالإضافة إلى المحاصيل التالفة على مساحة 500 ألف هكتار.
وضرب الإعصار شرقي زيمبابوي في 16 مارس/ آذار الجاري، وتسبب في تدمير منازل وأغرقت المياه مجتمعات في منطقتي تشيمانيماني وتشيبنج، وبلغ عدد القتلى 154 على الأقل، وفقاً للحكومة، وقالت الأمم المتحدة إن العدد 259. أما عدد الجرحى فبلغ 200، في حين وصل عدد المشردين إلى 16 ألف أسرة، وعدد المتضررين إلى 250 ألفاً.
وفي مالاوي تسبب الإعصار قبل وصوله في هطول أمطار غزيرة وسيول في جنوبها. وقد استمرت الأمطار بعد الإعصار، ما زاد من معاناة عشرات الآلاف من المواطنين، وبلغ عدد القتلى 60، وعدد الجرحى 672، أما عدد المشردين فبلغ 19328 أسرة، في حين سجل عدد المتضررين من هذا الإعصار 868895 شخصاً، بحسب “فرانس برس”.
وكانت منظمة “يونيسف” قد أكّدت أنها تسابق الوقت للوصول إلى كل الأطفال المتضررين من إعصار “إيداي” في موزامبيق، خوفاً من بدء انتشار الأمراض التي تسببها المياه الراكدة، كما توقعت أن أعداد المتضررين أكثر بكثير من 900 ألف طفل، وهي تقديرات الحكومة، على اعتبار أن مناطق واسعة تغمرها المياه لم تصل إليها المنظمة حتى الآن.
وحذّرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، هنريتا فور، في ختام زيارتها العاجلة إلى مدينة بيرا في موزامبيق من أن “الوضع سيزداد سوءاً، قبل أن يبدأ في التحسن. ووكالات الإغاثة بدأت بالكاد تدرك حجم الأضرار، فالمياه غمرت قرى بأكملها، وتدمرت المباني والمدارس ومراكز الرعاية الصحية. ومع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، من المهم للغاية أن نتخذ كافة التدابير اللازمة لمنع انتشار الأمراض التي تنقلها المياه، فهي ما يمكن أن يحوّل هذه الكارثة إلى كارثة أعظم”.
يذكر أن الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في موزمبيق “الحاج أس سي” أعلن في تصريحات سابقة أنّ عدد القتلى في أعقاب إعصار “إيداي” قد يتجاوز الألف في موزامبيق، وهو الرقم الذي توقّعه رئيس البلاد “فيليب نيوسي” في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما يمكن أن يرفع عدد القتلى الكلّي للإعصار في جنوب شرقي أفريقيا إلى أكثر من 1500 قتيل.
- وكالات
عذراً التعليقات مغلقة