ياسر محمد – حرية برس:
في وقت أعلن فيه التحالف الدولي استمرار عمله في سوريا للقضاء على “داعش” بشكل نهائي، عاودت ميليشيا “قسد” محاولة زج إدلب في أتون محرقة “البغدادي”، من خلال تصريحات تفيد أن زعيم التنظيم المتقهقر من الممكن أن يكون قد لجأ إليها، عقب هزيمته الأخيرة في “الباغوز”.
بخصوص هذا الشأن، قال “نوري محمود”، المتحدث باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية في تصريح له الأحد: “إن قوات سوريا الديمقراطية ’قسد’، لم تتمكن من العثور على زعيم تنظيم الدولة وقيادات التنظيم في قرية ’الباغوز’”.
وزعم “محمود” أن المعلومات الحالية تفيد أن زعيم التنظيم “أبو بكر البغدادي”، قد فرّ باتجاه محافظة “إدلب” في شمال سوريا، وأشار إلى أن تلك المنطقة تقع تحت سيطرة فصائل مدعومة من “تركيا”.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يصرح فيها قياديو “قسد” تصريحات من هذا النوع، الموجهة أساساً ضد “تركيا”، من أجل إرباك خطتها بإقامة منطقة آمنة شرقي الفرات، التي تستهدف “قسد” في المقام الأول.
فقد عرضت “قسد” في أثناء اشتداد معارك”الباغوز”، آخر معاقل داعش في “سوريا”، خلال شهر فبراير/ شباط الفائت على مقاتلي “داعش”، الانتقال إلى “إدلب” مع عوائلهم، وهو ما رفضه عناصر التنظيم معظمهم آنذاك، مطالبين بفتح ممر آمن لهم إلى الأراضي العراقية.
ومع توارد الأخبار في ذلك الحين، أعلن الجيش الوطني الناشط في المناطق المحررة في “إدلب” وريفي “حلب” و”حماة”، عن استعداده لقتال “داعش”، في حال قرر عناصرها الانتقال إلى “إدلب”، وأعرب “محمد راشد”، المتحدث باسم “جيش النصر”، أحد مكونات الجبهة الوطنية للتحرير العاملة تحت مظلة الجيش السوري الحر، عن رفضهم نقل عناصر داعش إلى محافظة “إدلب”.
وقال إنه “فيما لو تم هذا الاتفاق، فإننا مستعدون لقتال عناصر داعش الإرهابيين من أجل الدفاع عن أراضينا”.
ومن المعلوم أن “تركيا” كانت قد أعلنت “داعش” تنظيماً إرهابياً، كما أن فصائل الجيش الحر خاضوا على مدى سنوات قتالاً شرساً ضد التنظيم حتى تمكنوا من إخراجه من “إدلب” و”حماة” و”حلب”، وما زالوا يلاحقون خلاياه النائمة حتى اليوم.
وفي تكثيف لمحاولة الزج باسم “إدلب” في القضية وربطها بـ”الإرهاب”، قال عضو المجلس الرئاسي فيما يسمى “مجلس سورية الديمقراطية” (مسد)، “سيهانوك ديبو”، في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط، أمس الأحد، إن “داعش موجود بقوة في عفرين وفي إدلب، ويتلقى التدريبات في مناطق ما يسمى بدرع الفرات، كما يتواجد في كهوف بادية الشام وفي ريف البوكمال وريف السويداء، ويتمركز بقوة في منطقة ’وادي الموت’ على تخوم درعا”.
ويتضح من التصريح محاولة توريط “إدلب” و”عفرين” ومن ورائهما تركيا، وكذلك الضغط على نظام الأسد للوصول إلى صيغة “الإدارة الذاتية” التي يطالب بها الانفصاليون، ويرفضها نظام الأسد وداعموه (روسيا وإيران).
ومع خسارة “داعش” آخر معاقله في سوريا، ومقتل واعتقال آلاف من مقاتليه، بقي مصير زعيم التنظيم “أبو بكر البغدادي” مجهولاً، ولم يُعلَن عن مقتله أو أسره في “الباغوز”، إذ قال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميريكية العقيد “شون ريان”، السبت الفائت لوكالة أسوشييتيد برس: “إن التحالف لا يحتجزه ولا نعرف أين هو”.
إلا أن “محمد خضر”، أحد مؤسسي مجموعة “صوت وصورة” التي توثق جرائم التنظيم، قال لأسوشييتيد برس: “إن آخر مرة شوهد فيها البغدادي في المنطقة، كانت منذ حوالي 15 شهراً، معتمداً في معلوماته على مصادر على الأرض، وشهادة الأشخاص الذين غادروا المنطقة.
ولم يستبعد “خضر” احتمال اعتقال البغدادي منذ فترة طويلة، خاصة أن عديداً من عمليات النقل الجوية والعمليات الليلية، التي استهدفت قادة التنظيم على طول الحدود العراقية، لم يكشف عنها التحالف، كما أن هناك سيناريوهات أخرى ترجح مقتله منذ فترة طويلة أو انتقاله إلى العراق أو ليبيا.
Sorry Comments are closed