أفاد تقريرٌ صادرٌ عن بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة Bloomberg New Energy Finance، أنه على الرغم من التمسُّك بالوقود الأحفوري، إلا أنَّ نهاية عهده قد اقتربت، حيث يتوقع التقرير أن استخدام كلًا من الرياح والطاقة الشمسية سوف يكون أقل تكلفة من استخدام مولدات الفحم والغاز بحلول العام 2027، وستشكل السيارات الكهربائية ما نسبته 25% من أسطول السيارات العالمي بحلول العام 2040.
ووفقًا للقائمين على كبرى شركات النفط، فمن المتوقع -على الأقل- أن تكون ذروة استخدام الفحم والغاز والنفط في العام 2025، ليبدأ بعد ذلك بالتراجع. وقد علق رئيس الباحثين سيب هنبست Seb Henbes بالقول: “لا يمكنك محاربة المستقبل، يرتبط الاقتصاد على نحو متزايد بهذا الأمر”.
وكشف تقرير بلومبرج عن توقعات الطاقة الجديدة، الذي صدر يوم الاثنين، نية الولايات المتحدة استثمار 11.4 تريليون دولار في مصادر جديدة للطاقة على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة، وسوف يخصص ثلثي المبلغ للصرف على مصادر الطاقة المتجددة، خاصةً طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وستُنشأ معظم محطات الفحم الجديدة في الهند، وغيرها من الأسواق الناشئة في آسيا.ويوضح التقرير:
“إن وجود الفحم والغاز بتكلفة أقل لن يؤثر على عمليتي التحول وإزالة الكربون في أنظمة الطاقة في العالم. وبحلول العام 2040، ستشكل مصادر الطاقة عديمة الانبعاثات مانسبته 60% من القدرة المركبة.
وسوف تمثل الرياح والطاقة الشمسية ما نسبته 64% من 8.6 تيراواط [1 تيراواط = 1000 جيجاوات]، ناتجة عن قدرة توليد طاقة جديدة مضافة عالميًا على مدى السنوات الـ25 المقبلة، ولما يقرب من 60% من إجمالي استثمار يبلغ 11.4 تريليون دولار”.
ويتوقع التقرير أنَّ الفحم والغاز والنفط، سوف تصل إلى ذروة استخدامها بحلول العام 2025، وسوف تصل إلى أدنى مستوى لها في وقتٍ يسبق ذلك. وخلص التقرير إلى أنه “سيبدأ تراجع استخدام الفحم والغاز النهائي خلال مدةٍ لا تزيد عن عشرة أعوام”.
ويتابع التقرير أنه “بحلول العام 2027، سوف تحدث نقطة التحول الحقيقية، عندما يبدأ الوقود الأحفوري بالانخفاض فعليًا. وقد تم تأسيس مصادر الطاقات المتجددة لمدةٍ كافيةٍ، لتوليد الطاقة بتكلفةٍ أقل من إنتاجها في الفحم والغاز ومصافي تكرير النفط الحالية. ولا يوجد ما هو أفضل من التكلفة الأقل، التي ستسرع العملية الصناعية بشكلٍ أكبر”.
ولأول مرة منذ وقوع الإنسانية في حب إنتاج كمياتٍ كبيرةٍ جدًا من الطاقة تساعدنا على استخدام الكماليات من سيارات وكهرباء وإنتاج غذائي على المستوى الصناعي والعطلات في الخارج، صار بوسعنا القيام بذلك دون التأثير على البيئة فى هذه العملية.
في الواقع نحن لم نبلغ هذه المرحلة بعد، لأننا لا نزال في المرحلة النظرية، وهذا إنجازٌ هائلٌ جدًا من قبل الباحثين في جميع أنحاء العالم، الذين عملوا بجِد لجعل تقنيات الطَّاقة المتجددة قابلة للتطبيق على نطاقٍ واسع، بحيث تصبح أكثر استدامة من الوقود الأحفوري.
ولكن، هناك أخبار سيئة. على الرغم من آمالنا المتعلقة بالطاقات المتجددة وزوال الوقود الأحفوري، وضَّح تقرير بلومبرج أنَّ التوقعات لن تكون كافيةً للحد من زيادة الاحترار العالمي بمقدار درجتين مئوية (3.6 درجة فهرنهايت)، التي استهدفها مؤتمر المناخ في باريس في العام 2015.
وأضاف سيب هنبست Seb Henbest: “سيتم استثمار 7.8 تريليون دولار عالميًا في مجال الطاقة المتجددة بين العامين 2016 و 2040، وسيكون ثلثي الاستثمار في قدرة توليد الكهرباء. ولكن ذلك يتطلب مزيداً من التريليونات، لكي تتوافق انبعاثات العالم مع الهدف المناخي للأمم المتحدة المتمثل بالدرجتين المئويتين”.
ووفقًا لأندرو فريدمان، في موقع Mashable -لتلبية ما اتفق الجميع عليه في مؤتمر باريس- ستكون هناك حاجة إلى استثمار مبلغٍ إضافيٍّ قدره 5.3 تريليون دولار في الطاقة النظيفة الجديدة في جميع أنحاء العالم في السنوات الـ 25 المقبلة.وفيما يلي المزيد من الأفكار التي وردت في التقرير:
- أسعار الفحم والغاز ستبقى منخفضة.
- تكاليف الرياح والطاقة الشمسية ستهبط هبوطًا حادًا.
- من المتوقَّع ازدهار السيارات الكهربائية، ومن المحتمل أن تمثل 35% من مبيعات السيارات الخفيفة للعام 2040 في جميع أنحاء العالم -وهذا يمثل 90 ضعف الرقم في العام 2015- و25% من أسطول السيارات العالمي بشكلٍ عام.
- سوف تبلغ القيمة السوقية لبطاريات التخزين الصغيرة في الولايات المتحدة 250 مليار دولار، لإتاحة الحصول على مزيد من أنظمة الطاقة الشمسية السكنية والتجارية.
- سوف تكون الهند، وليست الصين، العنصر الأساسي المؤثر في الانبعاثات العالمية في المستقبل، مع توقعات نمو الطلب على الكهرباء ليتضاعف 3.8 مرة بين العامين 2016 و2040.
- سوف تكون الطاقة المتجددة المهيمنة في أوروبا، وتتفوق على الغاز في الولايات المتحدة.
لتوضيح الأمر، هذه ليست إلا توقعات مدروسة جدًا، ومستندة إلى التنبؤات القائمة على الإنفاق الحكومي والصناعي. لذلك، ليس هنالك ما هو مؤكد. لكن توقع الخبراء نهاية عصر الوقود الأحفوري بعد سنوات منذ الآن، ونحنُ على الأرجح سوف نرى ذلك في حياتنا. إنه لشيء رائع نتطلع إليه.
Sorry Comments are closed