شهدت العاصمة الجزائرية، اليوم الجمعة، احتجاجات هي الأكبر من نوعها منذ قيام الانتفاضة في بداية الشهر الماضي، حيث ارتفعت أعداد المتظاهرين بشكل ملحوظ وقاربت مئات الألوف، بحسب شهود عيان.
ورغم تراجع الرئيس “بوتفليقة” عن ترشيح نفسه لولاية جديدة ودعوته إلى صياغة دستـور جـديد، إلا أن وتيرة المظاهرات ارتفعت، حيث اعتبرت جموع المحتجين ذلك التفافاً على الانتفاضة.
واتجه عدد كبير من المحتجين من مختلف أحياء العاصمة صوب “البريد المركزي” للمشاركة في تظاهرة اليوم الرافضة للتمديد.
وكرر المتظاهرون مطالبتهم “بوتفليقة” بالتنحي وتسليم السلطة إلى جيل جديد قادر على الإصلاح ومحاربة الفساد، في ظلّ إغلاق قوات الأمن والشرطة الطرق المؤدية إلى البرلمان ومقر الحكومة.
ووزع المحتجون أوراقاً بيضاء على المتواجدين لكتابة مطالبهم عليها، إضافة إلى توزيع كسرات الخبز كنوع من التكافل بين المتظاهرين، في ظل انتشار أمني كثيف وتحليق مروحيات في منطقة القصر الرئاسي.
وكان الرئيس الذي يبلغ من العمر 82 عاماً قد حاول تهدئة الجموع؛ واعداً إياهم باتخاذ خطوات للقيام بتغييرات على الساحة السياسية، غير أنه قد بدأ يفقد كثير من حلفائه بعد عودته من رحلة العلاج التي ذهب فيها مؤخراً إلى سويسرا، وترافق ذلك مع ازدياد وتيرة الاحتجاجات ورفض الجزائريين تصريحاته ومطالبته بالتخلي عن السلطة، معتبرين أنه لم يعد صالحاً لإدارة شؤون البلاد.
وصرح رئيس الوزراء الجزائري الجديد، “نور الدين بدوي”، يوم الخميس الماضي، إنه سيقوم بتشكيل حكومة مؤقتة من خبراء وآخرين للعمل على تحقيق تغيير سياسي، داعياً المعارضة إلى الانضمام للحوار.
وقد صرح وزير سابق على صلة بالمقربين من “بوتفليقة” أنه قد لا يتمكن من الصمود، فيما صرح آخرون أنه لم يعد يملك خياراً سوى التنحي.
عذراً التعليقات مغلقة