التثقيف الصحي

غادة حمدون15 مارس 2019آخر تحديث :
غادة حمدون

روى أحدهم أنه عند خروجه من المسجد بعد صلاة الجمعة رأى جموعاً من الناس تتزاحم أمام دكان لبيع الأعشاب، فاقترب وسألهم عن سبب الازدحام فأجابوا أنهم يريدون شراء نوع من الأعشاب التي تفيد في علاج بعض الأمراض المستعصية. سأل صاحب الدكان عن سبب هذا الإقبال على شراء هذه الأعشاب، فضحك وقال إن أحدهم ذكر للناس بعد الانتهاء من خطبة الجمعة فائدة هذه العشبة، فصدقه الناس وسارعوا لشرائها حتى نفذت الكمية من دكانه، بل وأحضر ما تبقى منها من السوق حتى نفذت. فسأله إن كانت هذه المعلومة صحيحة، فأشاح بوجهه ولم يجب، وعلم السائل فيما بعد من الأطباء أن المعلومة عن فائدة هذه العشبة خاطئة.

بعد هذه القصة تتبين لنا أهمية التثقيف الصحي وضرورة العمل على تكثيفه لمواجهة الجهل الذي يعشش في أذهان كثيرين، فهذا الجهل يؤدي إلى ممارسات خاطئة من الناس ظناً منهم أنهم يعالجون مرضهم وهم في واقع الأمر يضاعفون مشاكلهم الصحية.

ما هو التثقيف الصحي؟

هو مجموعة من الأنشطة والإجراءات التعليمية والإعلامية التي تقدم للمواطنين المعلومات السليمة حول حمايتهم لأنفسهم وأطفالهم من الأمراض وتحذيرهم من المخاطر المريبة، وبالتالي تربية أفراد المجتمع على القيم الصحية والوقائية.

الغاية من التثقيف الصحي

تحسين الصحة على مستوى الفرد والمجتمع، ومحاولة خفض نسب الأمراض والإعاقات والوفيات، وتحسين نوعية الحياة للفرد والمجتمع عن طريق تبني السلوكيات المعززة لصحة الأفراد والجماعات. لذلك باتت المعرفة الصحية وتعزيز قيم الحفاظ على الصحة وتحويلها إلى سلوك يتبناه الأفراد أضلاعاً متساوية لمثلث التوعية الصحية.

أهداف نشر التوعية الصحية:

-نشر المفاهيم الصحية السليمة.
-مساعدة الناس على حل مشاكلهم الصحية بطريقة صحيحة.
-التأثير في سلوك الأفراد ليتبنوا السلوكيات المعززة لصحة الأفراد والجماعات.
-خفض مستوى الإعاقة ما أمكن.
-خفض معدلات حدوث الأمراض.
-خفض كلف العلاج الباهظة، فالتثقيف الصحي لا يكلف الدولة مبالغا تذكر بالمقارنة مع كلف العلاج الكبيرة.

من المسؤول عن نشر الوعي الصحي؟

الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء الفرد والمجتمع فعندما تتمتع الأسر بمعلومات صحية سليمة فإن صحة أفرادها تكون سليمة، إضافة إلى المؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات؛ حيث يقضي الافراد وقتاً طويلاً فيها، فلا بد من برامج ضمن مناهجها لنشر الوعي الصحي. المساجد والمؤسسات الثقافية أيضاً لها دور كبير في نشر الوعي الصحي والقصة في بداية المقال توضح ذلك، فضلاً عن دور المؤسسات الإعلامية من خلال البرامج العلمية في التلفاز والإنترنت ونشر المقالات والنشرات الدورية، ومؤسسات المجتمع المدني من خلال الجمعيات والأعمال التطوعية.

ختاماً لا بد من القول إن التوعية الصحية عملية مستمرة ومتصلة، كما أنها تراكمية وهي ليست بهذه السهولة، فنشر المعلومات الصحيحة لا يؤدي بالضرورة إلى تغيير السلوك، وخير مثال على ذلك أن الأطباء يعرفون حق المعرفة أضرار التدخين ومع ذلك تبلغ نسبة المدخنين من الأطباء ما يقارب 40-60%.

علينا أن نعلم أن امتلاكنا المعلومة الطبية الصحيحة لا يخولنا تقديم العلاج للمرضى أو القيام بدور الطبيب في تشخيص المرض أو بدور الصيدلي في تقديم العلاج الصحيح، علينا دائماً أن نرجع إلى الطبيب أو الصيدلي القريب في أي مرض أو عرض لمرض نشعر به ليوجهنا إلى الطبيب المختص.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل