وليد أبو همام – حماة – حرية برس:
لطالما كانت الرياضة خير وسيلة لصقل جسم الإنسان وتهذيب روحه، إلا أن الظروف التي مرت على الشعب السوري في السنين الأخيرة كانت كافية ليتخلى حتى عن حاجاته الأساسية، وعلى رغم كل ما يحصل من تضييق على المواطنين إلا أن إرادة الحياة ما زالت موجودة لديهم.
تعتبر النوادي الرياضية من الأماكن الهامة التي كانت تجذب الشباب إليها لتفريغ طاقاتهم فيها أو للمحافظة على أجسام سليمة، ولكن مع سنوات الثورة الفائتة أغلقت كافة النوادي نتيجة القصف ودمار الكثير منها، ولم يعد هناك مكان يمكن أن يمارس فيه الشباب نشاطاتهم.
لكن، بدأ بعض الأشخاص بإنشاء نواد رياضية بعد عودة الهدوء لبعض المناطق شمالي حماة، ومعظم هذه النوادي هي نوادٍ مغلقة مثل بناء الأجسام واللياقة البدنية.
يقول ’’سامر العبود‘‘ من مدينة كفرزيتا ويمتلك نادي رياضي لبناء الأجسام في حديثه لحرية برس، إنه كان يمارس هذه الرياضة منذ عدة سنوات ثم قرر إنشاء نادٍ رياضي ليكون مصدر رزق له ومكاناً للشباب لتعبئة أوقات فراغهم.
كما أن الانتساب للنادي له عدة أسباب إما لبناء الجسم والحصول على كتلة عضلية بارزة أو بغية تخفيف الوزن أو للياقة البدنية وكل سبب يعامل بطريقة مختلفة عن الأخرى من حيث برامج التدريب والتغذية للحصول على الهدف من التمرين، بحسب العبود.
ولا يقتصر عمل النادي على إكساب المتمرن كتلة عضلية أو العمل على جسم الشخص فقط، بل يتجاوز ذلك إلى تهذيب النفس وإبعاد الشخص عن العادات السيئة التي تضر المتمرن وخاصةً التدخين والسهر لفترة طويلة التي تؤذي الجسم، حيث أوضح العبود قائلاً: ’’نقدم للمتمرن النصائح حتى يستطيع الحصول على جسم رياضي و يحافظ على صحته بشكل أفضل‘‘، لافتاً إلى أن التمارين الرياضية تعوّد الشخص على الصبر والتحمل والهدوء والتركيز.
بدوره، قال ’’عقبة‘‘ وهو أحد المتمرنين في أحد النوادي الرياضية لبناء الأجسام، إن حياته تغيرت نحو الأفضل منذ أن بدأ بارتياد النادي وخاصةً زيادة تحمله والصبر على التمرين والإلتزام بقواعد معينة بالإضافة إلى نظام الطعام والشراب المختلف كلياً عما كان سابقاً، موضحاً أنه أصبح مشغولاً طوال الوقت بعد أن كان يعاني من فراغ كبير.
فيما أشار ’’محمد‘‘ إلى أنه انتسب إلى النادي الرياضي بعد أن أصبح يعاني من آلام في أطرافه وخمول في جسمه، مستدركاً أنه بعد عدة أسابيع لاحظ تحسناً كبيراً وإختفاء هذه الآلام، فقرر حينها عدم التوقف عن ممارسة الرياضة.
ويعاني أصحاب النوادي الرياضية كما الكثير من الناس من مشكلة انعدام الأمن نتيجة القصف من قبل قوات نظام الأسد على مناطقهم وخاصةً أن عملهم يتطلب اجتماع أعداد من المتمرنين في مكان واحد، مما يعرض حياتهم للخطر.
ومع استمرار الهجمة الأخيرة التي تتعرض لها مناطق حماة الشمالية فإن هذه النوادي قد توقفت عن عملها بعد أن كانت مصدر رزق للبعض ومتنفساً للشباب بعد أن أصبح يمضي غالبية وقته في البيت.
Sorry Comments are closed