حوار: عائشة صبري – حرية برس:
تتعرَّض المناطق المحرّرة في ريفي حماة الشمالي والغربي، مؤخراً لقصف مكثف مع زيادة الضغوط على المجالس المحلية، ومجلس المحافظة التابع للحكومة السورية المؤقتة.
“حرية برس” تحدث إلى رئيس مجلس محافظة حماة الحرّة السيد نافع البرازي، للوقوف على مجريات الأحداث ودور مجلس المحافظة وكان الحوار التالي:
* ما هو دور مجلس محافظة حماة في حماية المنظمات الإنسانية، وما يتعرض له العاملين فيها ؟
** مجلس المحافظة خدمي، ولا يملك سلطةً تنفيذيةً تُساعده في تقديم الحماية، فالأجهزة الأمنية مرهونةً بيد الفصائل، وهذا ما عرَّض أعضاء مجلس المحافظة أنفسهم للاعتقال، وقبل الاقتتال الأخير الذي بسطت من خلاله هيئة تحرير الشام نفوذها على مناطق حماة المحرَّرة كُنا نعمل على مشروع تشكيل الشرطة واللجان القضائية، وارتباطها بمجلس المحافظة، وكنا متوافقين على تشكيله مع فصائل حماة، إلا أنَّه توقف حالياً.
* طوال المدة الماضية غاب اسم مجلس المحافظة عن الأحداث التي تعصف بالمنطقة، سواء كانت خدمية وإنسانية أو سياسية وعسكرية، فما هو سبب هذا الابتعاد؟
** المجلس الحالي تم انتخابه في 24/4/2017، وتم اعتماده رسمياً من الحكومة المؤقتة في 15/5/2017، والمجلس السابق كانت انتهت ولايته منذ أكثر من عشرة أشهر، ورئيسه مستقيل، وبالتالي لم يكن هناك تواصل مع المنظمات والمانحين لمدة سنة تقريباً، لذلك كان لدينا أربعة أهداف استراتيجية:
الأول: بناء مؤسسة المجلس وفق الأطر الصحيحة، وتنظيم ملفاته وخرائطه التفاعلية التي تشرح واقع المحافظة.
الثاني: عقد اللقاءات مع المنظمات والمانحين، وبناء الثقة معهم، وإقناعهم على الدخول والعمل في المحافظة.
الثالث: إجراء انتخابات المجالس المحلية الفرعية، وبناء علاقة صحيحة معها، خاصة وأنَّها تعرَّضت لشيءٍ من الخلل في ظلِّ غياب المجلس السابق، وكذلك وضع البرامج التدريبية والتطويرية لها، وهو ما ينعكس على الخدمات.
الرابع: تطوير المديريات القائمة، وتفعيل المستحدثة التي لم يتم تفعيلها سابقاً، واستحداث ما تحتاجه المحافظة.
لكن بعد الاقتتال الذي حصل في نهاية الشهر السابع من عام 2017 بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، وتشكيل حكومة الإنقاذ، لم نعد نستطيع تنفيذ الأهداف الموضوعة بسبب محاولات الهيئة في التدخل، وهو ما انعكس سلباً على أداء المجلس، غير أنَّنا تمكّنا خلال هذه الفترة من تفعيل مشروع النظافة بحدوده الدنيا، وكذلك تأمين مشروع صيانة وترميم قنوات الري في سهل الغاب، وشراء البعض من موسم القمح من خلال وحدة تنسيق الدعم، وتفعيل مديرية السجل المدني.
وفي الشهر الرابع من عام 2018، عادت لدينا بعض إمكانية الحركة، فعدنا لتنفيذ الأهداف التي وضعناها سابقاً، وبدأنا بإجراءات انتخابات المجالس الفرعية، وأعددنا مشروعاً متكاملاً لحوكمة محافظة حماة، وبناء المؤسسات، وتطويرها بشكل كامل، وقد حصل على موافقة، ودعم المجالس الفرعية القائمة، والمديريات والنقابات والفصائل، كما حظي بالموافقات الأولية على إمكانية التمويل غير أنَّه بعد الاقتتال الأخير وسيطرة هيئة تحرير الشام وبسط نفوذ حكومة الإنقاذ بتاريخ 10 كانون الثاني الماضي، توقف المشروع.
* هل تعتقد أنَّ مجلس محافظة حماة قادر على تسيير أمور المحافظة من الناحية الحياتية في حال انقطاع الدعم عن المنظمات الإنسانية في الشمال السوري؟
** في ظلِّ الظروف الحالية لا يستطيع المجلس تقديم أيّ شيء، لكن في حال تم تمكينه من القيام بدوره الحقيقي، وإدارته للموارد الموجودة يُمكنه على الأقل التخفيف من مشكلة انقطاع الدعم.
* هل يصل مجلس محافظة حماة دعم مادي، وفي حال وصل الدعم كيف يتم صرفه؟
** لا يوجد دعم لمجلس المحافظة، باستثناء بعض المصاريف التشغيلية التي وصلتنا من قبل وحدة تنسيق الدعم.
* نظام الأسد بدأ يقرع طبوع الحرب مرةً أخرى على إدلب وحماة، هل هناك خطط من قبل مجلس المحافظة لتُدير عمليات استيعاب النزوح الداخلي في حال قرّر النظام الهجوم ؟
** في الظروف الحالية، وفي ظلِّ تغييب دور مجلس المحافظة في حماة وإدلب، فإنَّنا غير قادرين على وضع أيّ خطط ومن باب أولى تنفيذها.
* ما هي علاقة مجلس محافظة حماة مع “هيئة تحرير الشام”، وهل تشوب العلاقة أيّ مشاكل أو تناحرات؟
** لا توجد علاقة مع تحرير الشام، ولدينا إشكاليات معها أهمها الضغط علينا لنتبع لحكومة الإنقاذ، وموقفنا رافض لذلك.
* ما دور مجلس محافظة حماة في الاتفاقات السياسية التي تخصّ المحافظة كاتفاق “سوتشي”، وهل كان لكم دور في أيّ اتفاقات تخصّ المنطقة؟
** كان لنا موقف رافض لاتفاق سوتشي، وقد أصدرنا بياناً حول ذلك، ولم نُشارك في الاتفاقات التي تحصل في المنطقة، ولم نقبل المشاركة في الهيئة العليا للمفاوضات.
* كيف يسير عمل المجلس، وما مدى تعاونه مع المجالس المحلية في حماة، والتي ناشدت تركيا لإيقاف القصف عن المنطقة؟
** حالياً لا توجد علاقة مع المجالس المحلية في حماة، ونحن علّقنا عملنا كمجلس محافظة، لكوننا غير قادرين على القيام بمهامنا.
- نافع البرازي: من مواليد محافظة حماة في العام ١٩٧٥، حاصل على إجازة في الدراسات العربية والإسلامية، يعمل تاجراً، وهو مالك دار للطباعة والنشر، ومؤسس الدفاع المدني السوري في حماة، ورئيس مجلس محافظة حماة الحرة في الوقت الحالي.
عذراً التعليقات مغلقة